عم حسن أقدم ترزي في الدقهلية: «زبون زمان ميتعوضش.. والمهنة قربت تنقرض»
عم حسن أقدم ترزي في الدقهلية: «زبون زمان ميتعوضش.. والمهنة قربت تنقرض»
بمقصه الخاص استطاع أن يرسم اسمه منذ ستينات القرن الماضي، إذ بدأ عمله كـ«ترزي» منذ أن كان في التاسعة من عمره، خرج للعالم ليجد نفسه مسئولا عن عائلته بعد أن توفي والده وأصبح في حاجة لوجود أو تعلم مهنة ما تعيله وتصبح رفيقة دربه للتغلب على ظروف الحياة، لينتقل من كونه فلاحا يساعد والدته في الزراعة إلى صبي يتعلم مهنة الخياطة عند أحد الخياطين بالمدينة ليتشرب منه أسرار المهنة ويتعلم الكثير حتى يستطيع إنشاء عمله الخاص.
مهنة في اليد تغني عن مد اليد
روى «عم حسن الشقري» صاحب الـ80 عاما لـ «الوطن»، أنه بدأ مهنته في الخياطة منذ أن كان في التاسعة من عمره، ليبدأ في التعلم: «الأول روحت المدرسه وكتبت من أول يوم، لأني كنت طفلا مميزا وبعد كده وصلت لرابعة وماتنقلتش الإعدادي، فوالدتي قررت تعلمني مهنة أقدر أكسب منها فودتني هنا للخياط، واللي اتعلمتها بسهولة ولقيتها مهنة سهلة عن كوني فلاح يحرث في الأرض والزرع، والأسطى بتاعي لقاني بتعلم بسهولة وبسرعة عن غيري وكنت أطلب منه أعمل حاجات يقولي لسه بدري عليك يرجع يلاقيني عملتها، طبعاً كان الأول يستغرب لكن بعد كده فهم إني هبقى مميز في المهنة دي».
ترزي بمرتبة مثقف وناقد أدبي
عمل «عم حسن» لمهنة الخياطة لمدة تزيد عن 70 عام أحبها وتعلم من خلالها الكثير، إذ ذكر أنه استطاع من خلالها أن يعرف كيفية التعامل مع الأشخاص بمختلف الفئات العمرية والثقافة والاجتماعية والذي تعلم من بعضهم خاصة في مجال الثقافة: «اتعلمت من خلال كلامي مع الزبون حاجات كثيرة ده غير ترشيحات الكتب اللي أقرأها، ده غير أني اتعلمت أثقف نفسي من خلال الكتب والروايات سواء العربي والأجنبي وبقرأ لكتاب كثيرة مشاهير، وبحب أقعد أحلل كتابته سواء مع نفسي أو صحابي لما يزوروني في المحل».
«زمان كان الفلاح يطلع فلاح، لكن دلوقتي الفلاح يطلع أفندي» ، بكلمات بسيطة عبر من خلالها «عم حسن» عن التغيرات الجذرية التي نالت الطبقات، إذ كان الفلاح يبحث عن البساطة من خلال تعليم ابنه مهنته ليأخذ بيده ويكون عون له في الحياة، لكن في الوقت الحالي اختلفت الأمور كثيرًا، إذ أصبح يبحث عن تعليم ابنه لحصوله على شهادة جامعية مميزة ليتخلى بها عن مهنة الفلاح، وأكد أن متطلبات العصر الماضي لم تكن بنفس المتطلبات في الوقت الحالي.
بساطة زمن قتلتها متطلبات العصر
ويضيف «عم حسن»: «الناس كانت بتعمل جلابية واحدة للبيت كله اللي عنده مناسبة يلبسها، عشان كده كنا بنعملها واسعة تتناسب مع كل الأجسام وتبقى كويسة في أي مناسبة، وده لأن الناس مكنتش زي دلوقتي بمتطلبات كثيرة وقماش أشكال وألوان وتصميمات مختلفه، وده اللي خلي مهنة الترزي تختفي شوية أو تقرب من الانقراض بالرغم من أنها مهنة كويسة، بالعكس يمكن هي أفضل من الجاهز، لأنك بتختار قماش بنفسك وجودة أنت دافع فيها وتعملها بتكليف بسيطة بس أفضل بكثير».
