«جبنة قريش».. أغرب قِطع متحف إيمحتب في سقارة

«جبنة قريش».. أغرب قِطع متحف إيمحتب في سقارة
قطعة أثرية فريدة ونادرة اختيرت قطعة شهر يناير بمتحف إيمحتب بمنطقة آثار سقارة القطعة ليست لتمثال متفرد أو حلي قيمة، ولكن القطعة عبارة عن إناء لجبن «قريش» عثر عليه ضمن المقتنيات التي كانت تدفن مع المتوفى ليستخدمها بالحياة الأخرى وقد عثر عليها بإحدى مقابر سقارة المتفردة بمقتنياتها وعثر عليها دون أن تتحلل أو تتبخر رغم مرور أكثر من 4500 عام على دفنها.
وقال ممدوح فاروق، مدير متحف إيمحتب بسقارة، «تعتبر تلك القطعة واحدة من أغرب مقتنيات المتحف ومقصد لزواره متحف إيمحتب حيث وضعت بجوار إناء آخر يحوي فاكهة الدوم وثلاث أوانٍ تحوي أوز لا يزال محفوظا حتى الآن.
صناعة الجبن
وتابع فاروق: «ليس من الغريب على المصري القديم أن يدهشنا بأسرار حياته اليومية فيطالعنا متحف إيمحتب بسقارة بعرض إناء فخاري يحتوي على جبن قريش تعود لأكثر من 4500 سنة، وسر تفرد هذا الكشف أنه يشير إلى أن المصري القديم عرف صناعة الجبن وأنه اختراع مصري وليس كما هو معتقد أنه اختراع أوروبي وانتقل لأفريقيا فقد عرف المصري القديم الرعي والزراعة منذ 12 ألف عام قبل الميلاد، في فترة العصر الحجري الحديث، عندما نزل على ضفاف نهر النيل بعد أن قلت الأمطار وعندئذ عرف قيمة اللبن الذي كان يسمى «ايرتت»، من البقر، الجاموس، الماعز والأغنام، والذي يعتبر من أهم القرابين.
براعة المصرى القديم
وتابع مدير متحف «إيمحتب» ثم اكتشف اللبن المُخمر والذي يعرف بـ«اللبن الخض»، ومنها عرفت صناعة الجبن القريش، والتي ما زالت تصنع في القري والأرياف، مشيرا إلى أن تلك ليست الجرة الوحيدة للجبن فهناك اكتشاف لجرة تحتوي على جبن قريش من مقبرة «بتاح مس» في سقارة أيضاً، وذلك يدل على استخدام الجبن بشكل كبير كقرابين، واللافت أن الجبن القريش المكتشفة لا تزال محتفظة بهيئتها وكأنها صنعت بالأمس، ما يدل على براعة المصري القديم في حفظها لآلاف السنين وما زال المصري القديم يدهشنا بإبداعاته.