«الإسرائيليين عرفوا أن لحمنا مُر».. إبراهيم حجازي يكشف أسرار الحرب في آخر ظهور إعلامي

كتب: نرمين عفيفي

«الإسرائيليين عرفوا أن لحمنا مُر».. إبراهيم حجازي يكشف أسرار الحرب في آخر ظهور إعلامي

«الإسرائيليين عرفوا أن لحمنا مُر».. إبراهيم حجازي يكشف أسرار الحرب في آخر ظهور إعلامي

غيّب الموت الكاتب الصحفي الكبير إبراهيم حجازي، عضو مجلس الشيوخ، صباح اليوم، بعد صراع مع المرض، وأعلنت أسرة الكاتب الراحل تشييع الجنازة عقب صلاة الظهر اليوم من مسجد الفاروق في المعادي بالقاهرة.

«الوطن» تعيد نشر تصريحات إبراهيم حجازي الأخيرة 

كان الظهور الإعلامي الأخير للكاتب الراحل في شهر أكتوبر الماضي، وبالتحديد في ذكرى انتصارات حرب أكتوبر المجيدة، مع الإعلامي رامي رضوان، ببرنامج «مساء dmc»، المذاع على شاشة «dmc»، واستعاد الكاتب الراحل إبراهيم حجازي، ذكريات نصر أكتوبر العظيم خلال اللقاء باعتباره أحد المشاركين في حرب أكتوبر.

القيادة الإسرائيلية كانت بتخاف مننا

وصرح الكاتب الراحل وقتها، بأن المدمرة إيلات، التي تم إغراقها في فجر 21 أكتوبر 1967، كان قد تم شراؤها من إنجلترا، مؤكدا على هيبة الجندي المصري والجيش المصري آنذاك وخوف الجيش الإسرائيلي من الجيش المصري «القيادة الإسرائيلية كانت بتخاف مننا وبتنيم جنودها في عرض البحر».

وأضاف الكاتب الراحل أن طاقم المدمرة إيلات كان يتكون من 100 فرد، ماتوا جميعا عند إغراقها، فضلا عن وجود دفعة من طلبة الكلية البحرية الإسرائيلية، كانت على ظهرها في رحلة تدريبية.

غرق المدمرة إيلات لا يزال يُدرس في علم الحروب البحرية العالمية

وأوضح «حجازي»، أن غرق المدمرة إيلات لا يزال يُدرس في علم الحروب البحرية العالمية، لافتا إلى أن جهاز المخابرات العامة المصرية كان له عبقرية خالدة بعدما قرر استهداف الحفار الإسرائيلي في ساحل العاج، وهو ما أثبت شجاعة الضفادع البشرية المصرية لتنفيذ مهمة عسكرية خارج الحدود المصرية، متابعا: «حرب الاستنزاف حققت أهدافًا كثيرة سياسيا، وعرفت العالم أن العرب لن يتوقفوا عن القتال، وأثبتت أن الجيش المصري جاهز عسكريًا».

وأكد خلال لقائه الإعلامي الأخير، أن إحكام السيطرة على خط بارليف كان هدفا للقيادة السياسية المصرية حينها؛ لأن ذلك يمثل نهاية للحرب، وتحقيق فوز ساحق على إسرائيل، متابعا: «اختيار شهر أكتوبر كان لأنه ليل طويل وفيه 8 أعياد للعدو على رأسها عيد الغفران، وليلة 6 أكتوبر، كان فيها القمر مكتملًا وهيديني نصف مضيء لاستهداف الكباري الإسرائيلية، ونصف آخر مظلم يوفر الغطاء لعبور الجيش المصري».

يوم 24 أكتوبر حاولوا دخول السويس ومعرفوش

وتابع: «8 أكتوبر كانوا هيعملوا هجوم مضاد وكان تفكيرهم أنهم هيكتسحوا سيناء، واحنا دمرنا 120 دبابة في 20 دقيقة، لو بلاي ستيشن مش هنعرف نعمل كده، وفي يوم 24 أكتوبر حاولوا دخول السويس ومعرفوش، ومن يوم 14 وحتى 18 أكتوبر كنا نواجه المرتزقة الأمريكان، وفي تلك الآونة كانت خسائر العدو أكبر بكثير من الخسائر اللي كانت عندنا».

واستكمل الكاتب الراحل «حرب أكتوبر قامت عن يقين وستبقى إلى يوم الدين عن يقين، وده اللي أنا شايفه من القيادة السياسية منذ 7 سنوات، أننا نقدر نعمل كل حاجة شايفينها، وهنعمل كل حاجة».

1967 كانت الهزيمة الأصعب

وأشار الكاتب الصحفي، إلى إن 5 يونيو 1967، كانت الهزيمة الأصعب، ولولاها لما تحركت القيادة السياسية بشكل جيد، حتى فازت في حرب العبور 1973، وهي التي كان لها الفضل في تفجير أعظم صحوة في تاريخ مصر، «بعد الهزيمة اكتشفنا أننا معندناش دفاع جوي، ولكن كان معانا مواسير».

وأضاف أن مع بداية 1 يوليو، وبعد 3 أسابيع من هزيمة عام 1967، بدأت إسرائيل في التفكير بالاستيلاء على مدينة بورفؤاد، باعتبارها البنت البكر لبورسعيد، إذ أنها كانت رمزا للنضال والكفاءة، مشيرًا إلى أنه في منطقة «رأس العش»، دارت هناك رحى معركة طيلة 7 ساعات، ولم يستطع الإسرائيليون، أن يخطوا مترا واحدا فيها، «الشيطان وزهم أنهم يدخلوا، وأحنا متحركناش لمتر واحد للخلف، وده بقي يوم عيد الصاعقة المصرية».

ولفت «حجازي»، إلى أن ذلك اليوم، كان يوما فارقا، وحينها علم الإسرائيليون بأن لحم المصريين مُر، وفي 21 أكتوبر التالي لذلك التاريخ، تم ضرب ميناء إيلات، «كنا عايزين نقول للعالم أن المسألة منتهتش».

الغواصة دكار راقدة في الإسكندرية لحد دلوقتي

وأكد الكاتب الراحل على أنه بعد تلك المعركة بشهر واحد، قامت القوات البحرية المصرية بضرب المدمرة إيلات في المدينة الباسلة بورسعيد، «بعدها تم تدمير الغواصة دكار، ودي الغواصة اللي حاولت دخول مياه الإسكندرية، لكن دمرتها كاسحة ألغام، وراقدة في الإسكندرية لحد دلوقتي».

وأشار إلى أنه خلال لحظة استسلام شلومو أردنست، قائد حصن لسان بورتوفيق، كان حينها يُعتبر أكبر الحصون تحصينا، وبالرغم من ذلك استسلم القائد الإسرائيلي بشكل تام ومطلق، كما أدى التحية العسكرية للضابط المصري، وكان اللواء زغلول فتحي، الذي أجبر قائد هذه النقطة الحصينة ورفاقه على الاستسلام يوم 13 أكتوبر 1973.


مواضيع متعلقة