بريد الوطن .. حينما نضل الطريق (قصة قصيرة)

كتب: الوطن

بريد الوطن .. حينما نضل الطريق (قصة قصيرة)

بريد الوطن .. حينما نضل الطريق (قصة قصيرة)

لم يكن يحسب لهذا اليوم حساباً، ابنه الوحيد وقُرة عينه وفلذة كبده بين الحياة والموت، كل الأطباء أخبروه أنهم فعلوا ما بوسعهم ولم تبق سوى عناية الله.

جلس فى غرفته واضعاً وجهه بين كفيه غير مُصدق أن ابنه الذى انتظر مولده سنوات عديدة وبعد أن عاش فى كنفه وفى جواره طيلة أربعة وعشرين عاماً يُفارقه فى غمضة عين، لقد اعتاد رؤيته ضاحكاً باسماً مُشرق الوجه، وها هو يراه شاحب الوجه وكأنه قد هرم على حين غرة.

ولما استيأس من أمر الأطباء سلم أمره إلى الله، مع أنه فى السابق لم يكن يضع الله فى حساباته، وبينما هو على تلك الحالة اقترب منه شيخ تبدو عليه سمات الصلاح وقال له فى وداعة وحنو:

أعرف ما آل إليه مصير ولدك، وأعرف أيضاً ما اقترفته يداك من ذنوب وخطايا، فكم من هؤلاء الذين ظلمتهم وسلبتهم حقوقهم رفعوا أكفهم لله يحتسبونك عنده ليخلص حقوقهم منك، قم يا بنى برد المظالم وأعط كل ذى حق حقه واسأل الله العفو والنجاة. سمع كلام الشيخ بأذنين كأنهما يسمعان الحق للمرة الأولى، وتذكر ما فعله بفلان وفلان، وتذكر أكل حقوق الناس بالباطل تحت مسمى (الفهلوة والشطارة) فَرَد المظالم واستعان بالحق على إرجاع الحقوق فأعانه، ولم يمض سوى شهر وَزَف إليه الأطباء بُشرى شفاء ابنه، وقالوا له إن تلك معجزة من عند الله فى زمنٍ ولّت فيه المعجزات، فنظر إليهم ولسان حاله يقول:

- من احتمى بجوار الله حماه.

                                                                             أشرف غازى 

يتشرف باب «نبض الشارع» باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com


مواضيع متعلقة