بريد الوطن.. بين الجمال والصلاح وقيمة الأشياء

بريد الوطن.. بين الجمال والصلاح وقيمة الأشياء
«ليس كل جميل يصلح»، هكذا قالت الحكمة، فكيف نفهم ذلك؟ هناك فهم مغلوط يخلط بين الجمال والصلاح، فكلمة صلاح تأتى فى الأصل بمعنى استقامة الشىء وسلامته من العيوب، وتعنى الشخص المكافح النشط، وبالعودة إلى مصطلح الصلاح نجد أنه لا يقتصر على فعل الأمور الجيدة فقط، ولكن أن يكون الشخص على درجة عالية من الكفاءة لفعل تلك الأمور بطريقة أفضل ممن حوله، ولذلك ارتبط هذا اللقب قديماً بالشخص الشجاع المصلح الذى لا يهاب المواجهة ليحدث التغييرات الإيجابية المهمة، وقد ارتبط هذا الاسم بألقاب النبلاء والأمراء.
أما كلمة جمال فتعنى كل ما تُسر به الأعين ويمنح سعادة وقتية للنفس، ولذلك فإن جمال الإنسان يعبر عن اهتمامه بمظهره الخارجى، ولكنه لا يمنحه القيمة فى الحياة، فبعد العِشرة قد يزداد الجمال أو يزول، فالجمال هو المستوى الأول من كل شىء، ثم يأتى المستوى التالى الأعمق وهو القيمة، فجمال الذهب الصينى مهما بلغ قمته ستظل قيمته ضعيفة وزهيد الثمن، ولا يصلح أبداً مقارنته بالذهب الأصلى حتى إن بدا بنفس المظهر الخارجى.
فى نهاية كلماتى سأترك لك بعض الجمل أرجو أن تتأمل فى مغزاها: رأيت وجهه جميلاً فانجذبت إليه فى الحال، وبعد أن صادقته زال عنه الجمال، وحينها أيقنت بضعف نظرة الإجمال، وإن دوام الجمال يبقى بروعة الأعمال.
د. ريمون ميشيل
استشارى الصحة النفسية وكاتب فى مجال العلوم الإنسانية
يتشرف باب «نبض الشارع» باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com