بريد الوطن.. المنصورة مدينة الجدران وليس هناك مفر
بريد الوطن.. المنصورة مدينة الجدران وليس هناك مفر
فى الفصل الأخير من فصول القضاء على اللون الأخضر بالمنصورة، تم إعدام آخر متنفس بالمدينة المكلومة بعد جريمة إزالة حديقة الهابى لاند، تلك الحديقة الأثرية التى ظلت لأكثر من مائة عام هى المتنفس الطبيعى لمدينة يحاصرها مصنع للأسمدة على ضفة من ضفاف النيل، وما يمكن أن يحدث من تلوث للبيئة فى المدينة، وكانت حديقة الهابى لاند محاولة للتوازن البيئى لأبناء المدينة، الذين حاولوا أن يوصلوا اعتراضهم للسيد المحافظ والسادة نواب المدينة، ولكن الإجابة بأن أحد الوزراء هو من وراء فكرة هدم تلك الحديقة الأثرية لإقامة مجموعة من المشروعات الاستثمارية بالمدينة التى ستدر على المدينة الخير الكثير، وحتى إذا كان هو الفكر الاستثمارى ما يسعى له الوزير، ألم يكن هناك خاطر للناس الغلابة الذين لا يستطيعون أن تكون لهم عضوية فى أى نادٍ من النوادى، وكل أحلامهم خروجة بسيطة للاستمتاع بالجو، والسير على كوبرى الحديقة الأثرى، والأمر العجيب أن هذا الكوبرى تم تجميله فى فترة المحافظ حسام إمام، ولم يتم افتتاحه، وتم فى عصر المحافظ الحالى هدمه وإزالته.. ألم يكن من الممكن أن تقيم المحلات التجارية حول سور حديقة الهابى لاند بدلاً من إزالة الحدائق، أمام حى شرق وإقامة محلات عليها فى صمت مخزٍ، من نوابنا الذين اخترناهم لإيصال أصوات الناس؟ المنصورة كانت جزيرة الورد، الآن هى مدينة الجدران.. رحم الله مدينتنا الحبيبة الجميلة وشكراً معالى المحافظ.
محمد الطربيلى
يتشرف باب «نبض الشارع» باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com
