كريم يهزم «التوحد» والتنمر ويحصل على الدكتوراة بدرجة «مشرف جدا»

كتب: تامر نادر

كريم يهزم «التوحد» والتنمر ويحصل على الدكتوراة بدرجة «مشرف جدا»

كريم يهزم «التوحد» والتنمر ويحصل على الدكتوراة بدرجة «مشرف جدا»

النجاح ليس بالأمر الهيِّن لكنه ليس مستحيلًا، وهو ما أثبته «كريم»، 31 عامًا، يعاني من مشكلة التوحد، فهو واحد من القليلين الذين استطاعوا تحويل عجزهم إلى قصص نجاحٍ، ونجح في تحقيق حُلمٍ بدى للكثيرين بعيد المنال، ليُثبت أنّه لا يوجد مستحيلٌ أمام العزيمة والإصرار.

وعلى الرغم من الصعوبات التي واجهت كريم منها الاختلاط بمن حوله، فإنَّه لم يقف مكتوف الأيدي أمام مشكلته، وتحدى جميع مشكلاته حتى حصل على الدكتوراة بدرجة «مشرف جدًا».

وقف الشاب المغربي الذي يعاني من اضطراب طيف التوحد، أمام عجزه وحصل على شهادة الدكتوراة بدرجة «مشرف جدًا»، في تخصص العقيدة والأديان بكلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة محمد الخامس بالرباط؛ ليُصبح أول مغربي مصاب باضطراب طيف التوحد يحصل على الدكتوراة، ويُصبح قدوةً لكل من يعانون من نفس مشكلته، بحسب «سكاي نيوز».

اكتشاف الأسرة لمرض ابنهم 

في عمر الثلاث سنوات اكتشف محمد عبدالسلام «والد كريم»، إصابة ابنهم باضطراب طيف التوحد، بعدما لاحظت مديرة روضة الأطفال التي ألحقوه بها، تصرفاته الغريبة، وعدم قدرته على الاندماج رفقة أقرانه وميوله للعزلة والانطواء على الذات، ما دفع الأسرة إلى استشارة طبيب نفسي، والذي بدوره شرح لهم طبيعة المشكلة التي يعاني منها الطفل، وتأثيرها السلبي على قدرته في الاندماج والتواصل مع من حوله.

«بحثنا كثيرًا لمعرفة أنسب الطرق التربوية للتعامل مع كريم في ظل ظروفه الصحية، وحرصنا على معاملته كباقية أخوته كي لا يشعر بأنه ينقص عنهم شيئًا»، هكذا قال الأب، مضيفًا أن!َ ابنهم تعرض في أوقاتٍ كثيرة للتنمر من أقرانه بالمدرسة لكّنهم كانوا يدعموه دائمًا ليتجاوز مشكلته.

الحصول على الدكتوراة

يشعر «كريم»، الذي يعمل بخزانة دار الحديث الحسنية في الرباط، بالامتنان والشكر لأسرته على كل ما قدموه من أجله، وعلى تشجيعهم المستمر له، ويرى أن نيل درجة الدكتوراة بالنسبة له كانت حلمًا لطالما حلم بتحقيقه، مشيرًا إلى أنَّه تكبد آلامًا نفسية ومرَّ بصعوبات كثيرة من أجل الوصول إليه، ويستكمل بأنه حصل على الدكتوراة عن دراسة أعدها بعنوان «دعوة المسيح بين الأناجيل والقرآن الكريم»، ويطمح في نشر أبحاث أكثر حول العقيدة والأديان والطرق الصوفية. 

أغنية لدعم المصابين بالتوحد 

إلى جانب التفوق الدراسي الذي تمتع به «كريم»، تميز كريم بمواهبه في الغناء والموسيقى، وهو ما أهَّله إلى الغناء في «دويتو» مع المطرب المغربي نعمان لحو ليُأديا أغنية عن «التوحد» خرجت إلى النور قبل عام، وهدفت إلى تسليط الضوء على الآلام التي يعاني منها المُصابون بإضطراب طيف التوحد، والمجهود الشاق الذي تبذله أسرهم لمساعدتهم على الاندماج في المجتمع.


مواضيع متعلقة