أكبر معمرة في سيناء.. عايشت 3 حروب وزارت الأقصى

كتب: حسين ابراهيم

أكبر معمرة في سيناء.. عايشت 3 حروب وزارت الأقصى

أكبر معمرة في سيناء.. عايشت 3 حروب وزارت الأقصى

اختلفت الآراء بينها وبين أقاربها على عمرها الحقيقي، فبيما أكدت أنها تبلغ من العمر 110 سنوات، كشف ابن أخيها عن أن والده أخبره، في وقت سابق، بأن عمته ربما تتجاوز 130 عاماً، إلا أنها استخرجت بطاقة ثبوتية، بعد تسنينها وعمل ساقط قيد لها، حتى يمكنها أداء فريضة الحج، تضمنت أنها من مواليد عام 1919، أي أن عمرها، بحسب الوثائق الرسمية، يبلغ 103 سنوات.

التقت «الوطن» أكبر معمرة في سيناء، وتُدعى «عائشة محمد المناينة»، إحدى أفراد عائلات قبيلة «السواركة»، التي أكدت أنها تعيش في حي «الكرامة»، جنوب مدينة العريش، من عمر ابن أخيها، الذي يبلغ من العمر 36 سنة، مشيرةً إلى أنها قامت بتربيته منذ الصغر على حليب الماعز والإبل.

تزوجت «الحاجة عائشة»، أو «عيشة»، كما ينادونها، وهي لم تكمل العشرين عاماً كما قالت، ولكنها لم تنجب أطفالاً، سواء بنين أو بنات، ولكنها تعتبر أن جميع أطفال إخوتها من الذكور أو الإناث، أطفالها.

أرملة منذ 40 سنة وتتمتع بصحة جيدة

وبحسب قولها، فقد أصبحت «الحاجة عيشة» أرملة منذ حوالي 40 سنة، عندما توفى زوجها، وأكدت أنها تتمتع بصحة جيدة، غير أن هناك بعض التعب فى ساقيها يمنعها من المشي، مشيرةً إلى أن ابن شقيقها، يٌدعى «محمد سالمان»، هو من يقوم بخدمتها ورعايتها بتكليف من والده الراحل.

تحدث «محمد سالمان» لـ«الوطن» قائلاً إن والده أوصاه قبل وفاته منذ 8 سنوات، بأن يراعي عمته، وأضاف: «قال لي وهو على فراش الموت، عمتك عيشة في رقبتك»، ومنذ ذاك الحين وهو لا يفارقها، رغم حالته المادية الصعبة، فهو متزوج وله 4 فتيات، ويسكن فى بيت متهالك بحي «الكرامة»، بعد انتقالهم للعيش بهذه المنطقة، مشيراً إلى أنهم في الأصل من أبناء منطقة «الحفن»، جنوب العريش.

«الحاجة عيشة» تثني على «الشيخ أبو حراز»

وقالت «الحاجة عيشة»، في حديثها لـ«الوطن»، إن «الشيخ سلمان أبو حراز»، الذي قتل على يد الجماعات التكفيرية في أواخر عام 2016، هو ابن العم الشقيق لزوجها الراحل، مشيرةً إلى أن «الشيخ أبو حراز» كان دائم الوعظ والإرشاد والنصح للشباب بطاعة الله وطاعة الوالدين، وأكدت أنه لم يكن كافراً أو مخالفاً لشرع الله، كما زعمت تلك الجماعات التكفيرية حينما أقدمت على قتله، بعد أن تم اختطافه قبلها بعدة أيام.

عايشت 3 حروب وتنقلت بين سيناء وفلسطين

وتابعت المعمرة السيناوية أنها عاشت 3 حروب على أرض سيناء، لكنها غير ملمة بالتفاصيل، وأنها كانت طفلة صغيرة، ولا تتذكر شيئاً غير أنهم كانوا يذهبون فى موسم الشتاء إلى فلسطين، لجمع المحاصيل، ويعودون إلى سيناء في الصيف، فقد كانت قبيلتها من البدو الرحل، الذين يتنقلون من مكان لآخر، وكانت ترعى الأغنام فى حياة والدها وبعد مماته إلى أن تزوجت، وأضافت أنها تتابع الأخبار، وتدعو كل يوم للرئيس عبد الفتاح السيسي وللجيش المصري، واستطردت بقولها: «ليس لنا حياة بعيدة عن الدولة»، ووصفت مصر بأنها «الأم» لكل أبنائها.

حجت بيت الله وزارت المسجد الأقصى

وقالت «الحاجة عيشة» إنها حجت مع زوجها إلى بيت الله الحرام، كما زارت المسجد الأقصى، وأدت الصلاة في 5 فرائض به، بعد زواجها بقليل، أي منذ قرابة 80 سنة، ودعت الله أن يجمع شمل أمة العرب.

وقال «أحمد كاري»، أحد جيرانها، إن «الحاجة عيشة» خبيرة في علاج المرضى بالأعشاب، ويقصدها الكثير من الناس، وتحرص على نصح الشباب بالإقلاع عن التدخين، وأن يواظبوا على أداء الصلاة والفرائض، كما تدعو للجميع بالخير، ووصفها بأنها «سيدة صالحة، ولها رؤى في المنام، تبشر بها زوارها».


مواضيع متعلقة