بعد تساقط الثلوج في مصر.. هل تختفي الإسكندرية؟

بعد تساقط الثلوج في مصر.. هل تختفي الإسكندرية؟
- التغيرات المناخية
- الاحتباس الحراري
- ارتفاع مستوى البحر
- النوبات الجامحة
- تساقط الثلوج
- الثلوج في الإسكندرية
- التغيرات المناخية
- الاحتباس الحراري
- ارتفاع مستوى البحر
- النوبات الجامحة
- تساقط الثلوج
- الثلوج في الإسكندرية
أعاد مشهد تساقط الثلوج على مدينة الإسكندرية، وربطها بالتغيرات المناخية التي يعد أحد آثارها حدوث خلل في النظم الجوية، إلى الأذهان تصريحات رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، بأن مدينة الإسكندرية واحدة من ضمن عدة مدن ساحلية، سوف تتعرض إلى الغرق نتيجة الاحتباس الحراري، والذي ينتج عنه ارتفاع مستوى البحر، ليبقى التساؤل، هل ستختفي الإسكندرية خلال السنوات القادمة، خاصة بعد تعرضها لموجة من السيول تلاها تساقط الثلوج على المدينة؟
الإسكندرية ليست وحدها المهددة بالغرق
الدكتور السيد صبري، استشاري التغيرات المناخية والتنمية المستدامة، أكد أن غرق الإسكندرية لا يعني اختفاءها، وأن مدينة الإسكندرية ليست وحدها المهددة بالغرق، فوفقاً لتصريحات رئيس الوزراء البريطاني في قمة المناخ السابقة في جلاسكو، فإن عدة دول سوف تكون مهددة بالغرق نتيجة ارتفاع مستوى سطح البحر.
وحول ارتفاع مستوى سطح البحر، باعتباره إحدى الظواهر الناتجة عن التغيرات المناخية، قال «صبري»، إن ظاهرة ارتفاع مستوى البحر تكون ناتجة عن عاملين أساسيين، أولهما ارتفاع درجة الحرارة الناتجة عن غازات الاحتباس الاحتراري، وبالتالي هذا الارتفاع يترتب عليه إذابة الجليد سواء في القطبين الشمالي والجنوبي أو القمم الجليدية فوق الجبال الثلجية مثل كلمنجارو، أو الألب، لافتاً إلى أن كل هذه الزيادات تصب في مياه البحار.
أما السبب الثاني الذي ذكره استشاري التغيرات المناخية، ويؤدي إلى ارتفاع مستوى سطح البحر، فيعود إلى تمدد مياه البحار نتيجة ارتفاع درجة حرارتها الناتجة عن عملية الاحتباس الحراري، موضحاً أن هذا التمدد أيضاً في مياه البحار يؤدي إلى زيادتها: «كل هذه الزيادة في المياه الناتجة عن إذابة الجليد في القارة القطبية أو تمدد مياه البحار، مجموعها أكبر من كمية البحر، وبالتالي تكون النتيجة حدوث غمر وغرق في المدن صاحبة المستوى المنخفض عن مستوي سطح البحر».
سور «أبوقير» يحمي محافظة البحيرة من الغرق
ولفت «صبري» إلى أن الساحل الشمالي المصري، يضم مدنا مستواها منخفض، مثل محافظة البحيرة، والتي يعد مستواها أقل من مستوى سطح البحر، ولكن سور «أبوقير»، يسبب لها حماية كبيرة من الغرق.
ارتفاع مستوى البحر سوف يشكل ضغطاً على شمال الدلتا ويؤثر على خصوبتها
وأشار استشاري التغيرات المناخية إلى وجود بعض الدراسات العلمية التي تحذر من أن ارتفاع مستوى سطح البحر، قد يشكل ضغطاً أكبر على أراضي شمال الدلتا، قائلاً: «هذا الضغط لا يشكل غرقا بالضرورة، وإنما يمكن أن يشكل ضغطا أكبر على التربة، ويؤدي إلى تغلغل مياه البحر بها، والتي سوف تؤثر على خصوبة التربة مع الوقت وبالتالي تضعف من إنتاجية المحاصيل، كما أنه يمكن أن تختلط بمخزون المياه الجوفية وتؤثر عليه، وبالتالي يؤدي إلى زيادة ملوحة التربة والتأثير على إنتاجية المحاصيل الزراعية، وبالتالي الأرض مع الوقت سوف تتأثر وتؤثر على خصوبتها».
وحول شدة الأمطار التي تصل إلى حد السيول، أوضح استشاري التغيرات المناخية، أن هذه الأمطار تكون ناتجة عما يسمى «النوبات الجامحة» أو شديدة الوطأة، وهي العواصف والأعاصير تليها أمطار غزيرة تؤدي إلى فيضانات وهي تعد أحد آثار التغيرات المناخية ويطلقون عليها «تذبذب أحزمة المطر مكانياً وكمياً».
وحول تعريف مصطلح «تذبذب أحزمة المطر مكانياً ومكانياً»، أكد «السيد»، أن المقصود به أن ارتفاع درجة حرارة الجو نتيجة الاحتباس الحراري، يزيد من معدلات البخر، وبالتالي تؤدي إلى زيادة كمية السحب، والتي تحولها طاقة الرياح إلى أمطار، قديما كانت طاقة الرياح متوازنة، أما الآن ظاهرة الاحتباس الحراري وارتفاع درجة الحرارة أكثرت من شدة طاقة الرياح، وبالتالي ساعدت على دفع هذه السحب إلى أماكن ومناطق أبعد كانت غير معتادة على تساقط الأمطار بهذه الغزارة، وبالتالي أصبح هناك تحول، فالمناطق التي كانت تعتاد تساقط الأمطار أصبحت لا تسقط بها الأمطار كثيراً، والمناطق التي كانت تشهد مناخا جافا أصبحت تشهد تساقطا للأمطار، لافتاً إلى أن هذه المناطق مع الوقت سوف تعاني من التصحر والجفاف.