مدارس دولية وخاصة: طورنا أسس تعلمها.. وإتقانها أساس التفوق

مدارس دولية وخاصة: طورنا أسس تعلمها.. وإتقانها أساس التفوق
منذ التوسع فى نوعية المدارس الخاصة والدولية رسخت فى ذهن أولياء الأمور عقيدة أساسية بأنها تهتم باللغات الأخرى كالإنجليزية والفرنسية أكثر من العربية، لأن سوق العمل تشعب حالياً، وأصبح يفرض مهارات ولغات عديدة غير العربية، إلا أن هذه المدارس تعمل على تعديل هذا المسار، بجهود عديدة لترسيخ اهتمام الطالب باللغة العربية بالأنشطة والقراءة والكتابة وتدريب المعلمين ومتابعة مستمرة لمستواهم، انطلاقاً من قاعدة أساسية لديهم، وهى أن يتميز الطالب فيها عن باقى المواد الدراسية الأخرى، وهو ما أوضحه مديرو «التعليم الخاص» لـ«الوطن».
وقالت الدكتورة سمية الخطيب، مدير التعليم الخاص بمحافظة الجيزة، إن 70% من مدارس التعليم الخاص سواء «اللغات أو العربى» تشترط عمل مقابلة لولى الأمر والطالب كاختبار، قبل قبوله والتأكد من مستواهم فى اللغة العربية، فى الحديث والتعامل مع الغير، موضحة أنها تهتم باللغة العربية مثل المدارس الحكومية، لأنها تؤمن بأن مستوى الطالب المرتفع فيها يعكس تأثيراً إيجابياً على مستواه فى بقية المواد: «طالما شاطر فى العربى هيعرف يقرأ ويكتب كويس ويذاكر باقى المواد».
وأشارت «سمية»، لـ«الوطن»، إلى أن هذه النوعية من المدارس تهتم بتوفير تدريبات مكثفة لمعلمى اللغة العربية مثل بقية المواد ومتابعة مستمرة لمستوى الطفل فى اللغة، مؤكدة أن المشكلة تكمن فى المدارس الدولية لأنها تعتبرها مادة نجاح ورسوب فقط، وهو ما يقلل من اهتمام الطالب بها.
«صلاح»: التدريس باللغة الإنجليزية لا يمحو ثقافة الطالب لأنها سائدة بالمجتمع
ورأى الدكتور محمد صلاح، مدير التعليم الخاص فى محافظة القاهرة، أن اهتمام المدارس الخاصة باللغة العربية لا يقل عن الحكومية، لأنها تؤثر على الطالب فى حالة عدم اهتمامه بها، فهى لها نصيب الأسد من الدرجات المخصصة للمقررات الدراسية، خاصة فى مرحلة الثانوية العامة، فيقول: «تطورت اللغة حالياً والوزارة وضعت مقررات تربط الطالب بالبيئة المحيطة وهو ما يزيد من ثقافته وحبه للغة».
وأضاف «صلاح» أن دمج اللغة العربية فى مختلف الأنشطة قاعدة أساسية فى المدارس الخاصة، موضحاً أن لها وقتاً مخصصاً فى الإذاعة المدرسية، وفى حالة وجود أى مدرسة ذات طبيعة أجنبية يتم التنبيه عليها بضرورة الاهتمام بالمادة بشكل كبير بقدر لا يقل عن الاهتمام بالمواد الأجنبية، مؤكداً أن الثقافة السائدة هى التى تؤثر على الطالب.
وأكد مدير التعليم الخاص بالقاهرة أن الثقافة السائدة تكون مخزوناً لغوياً فى ذهن الطالب أكثر من المادة العلمية التى يتلقاها، وأن التدريس باللغة الإنجليزية لا يمحو ثقافة الطالب أو لغته العربية، لأنها ثقافة سائدة فى المجتمع سواء عامية أو فصحى، لافتاً إلى أنها من أبرز المواد التى تشمل أنشطة مفعلة بشكل كبير فى العملية التعليمية.
«سدراك»: ابتكرنا محور «مسرحة المنهج» لتخفيف فهم الدروس
وقال وحيد سدراك، مدير مدرسة «أون هليوبوليس»، إن تدريس اللغة العربية عنصر مهم فى المؤسسة التعليمية أياً كانت طبيعتها، لكونها اللغة التى يجب أن تتقنها الأجيال القادمة لأنهم سيصبحون مسئولين عن تعليمها فيما بعد، موضحاً أن تجربة 40 عاماً فى المدارس الخاصة للغات أكدت أن قوة الطالب فى لغته الأم مؤشر مهم لإتقانه باقى اللغات والتفوق فيها: «لذلك نعمل على تعليم الطلاب مفردات لغوية ومرادفات وموسيقى تعزز مكانة اللغة العربية، حتى يتمكن من التعبير عن نفسه وأموره وقضاياه»، لافتاً إلى أن أقطاب الحركة الوطنية كانوا على درجة عالية من إتقانها.
وأشار «سدراك» إلى أن المدرسة اتبعت منهجاً جديداً فى تعليم اللغة العربية كمادة وثقافة، وهو الجمع بين تدريس اللغة كمادة دراسية، لأنها وسيلة النجاح والتقييم فى الامتحانات السنوية، وتطوير تدريسها بتنفيذ عدة أنشطة تيسر للتلاميذ استخدامها وتقبلها والتغلغل فى مفرداتها بأذهانهم بعملية «مسرحة المنهج»، التى تعنى تحويل دروس النحو إلى مسرحيات سريعة خفيفة مبهجة تحول لهو الأطفال إلى دروس.