لافتة على محل بصريات في عابدين: نظارات طبية مجانا لغير القادرين

كتب: تامر نادر

لافتة على محل بصريات في عابدين: نظارات طبية مجانا لغير القادرين

لافتة على محل بصريات في عابدين: نظارات طبية مجانا لغير القادرين

تعددت أوجه الخير التي يقوم بها فئة كبيرة من الناس، منهم أحد محال النظارات بعابدين الذي يُعلق لافتة على بابه، معلنًا عن توفير نظارات طبية مجانًا لغير القادرين، من منطلق إيمانه بأن النظارات الطبية تمثل ضرورة لأصحاب النظر الضعيف شأنها شأن الأطراف الصناعية والكراسي المُتحركة لبعض الفئات من ذوي الاحتياجات الخاصة.

يحكي محمود محمد، 32 سنة، مدير محل النظارات بحي عابدين في محافظة القاهرة، في حديث لـ«الوطن»، بأن محمد علي، صاحب المحل أطلق فكرة تقديم النظارات الطبية مجانًا لغير القادرين منذ 3 سنوات على جميع الأفرع التابعة للمحل وهي 11 فرعا موزعة على أماكن متفرقة في أنحاء الجمهورية.

خدمة مجانية لوجه الله 

ثقة كبيرة يكنُها صاحب المحل لجميع موظفيه، لذا ترك أمر تحديد إذا كان الشخص المُتقدم بالطلب يحتاج بالفعل أم لا، لكل موظف في الفرع الخاص به: «صاحب المحل بيعمل حاجة خيرية لوجه الله وموكلنا إحنا نوصلها للمستحقين»، هكذا قال «محمود»، وأنه من النادر جدًا أن يأتي إليهم غير المحتاج مدعيًا احتياجه، إلا أنه ولو أتي فهم يقدمون الخدمة مجانًا لوجه الله في نيتهم.

قبل أن يُقدم المحل خدمة توفير النظارات الطبية مجانًا لغير القادرين فهو يسبقها بما هو أهم، وهي الاحترام الكامل لهذه الفئة كي لا يتسبب في جرح مشاعرهم: «بنحاول أننا نهزر معاه ونعرفه أن إحنا أخوات علشان ميحسش أننا بنعمل جميلة عليه»، وأنهم يتركونهم يختارون ما يحلو في أعينهم مما هو مناسب لحالة نظرهم.

خدمة ما بعد البيع لغير القادرين 

هناك قياسات معينة يُحضِرها المريض معه مُسجلةٌ بخط يد طبيب العيون تنبىء بأن هذه الحالة مستعجلة وفي أمسَّ الحاجة لنظارة طبية، ولذلك فهم يوَلّون اهتمامًا أكبر لهذه الحالة عن غيرها: «عندنا خدمة ما بعد البيع، بنتابع مع الناس حالة النضارة وبنوفر ضمان 6 شهور للشنابر ضد عيوب الصناعة وكمان ضمان على العدسات، وبنوفر الخدمة دي لغير القادرين زي غيرهم وأكتر».

تفاعل رواد المحل مع هذه الخدمة وتباينت ردود فعلهم بين التأييد والشك؛ إذ من المواقف الجميلة والغريبة التي تعرض لها المحل من أحد زبائنه، هي قدوم شخصٌ يدعي أنه محتاج لنظارة طبية وغير قادر على تحمل تكلفتها، وعندما تفاجأ بأن إدارة المحل تعاملت معه بكل رقي وجدية ووفرت له النظارة خلال ساعات ومجانًا، أسرع يجاهر بنيته وبأنه كان يختبرهم ليتأكد من صدق ما أعلنوه في اللافتة المعلقة على باب المحل، وراح يُصِر بعدها أن يدفع ثمن النظارة وثمن أثنتين إضافيتين: «قال أنا عايز أشارك في الخير معاكم».

مشاركة المحل في الحملات الخيرية والقوافل الطبية 

توسعت الأنشطة الخيرية التي يشارك فيها المحل إلى ما هو أبعد من ذلك، إذ لم ينتظر أن أحد هؤلاء المحتاجين يطرق أبوابه، بل راح هو يتخذ زمام المبادرة ويشترك في الحملات الخيرية والقوافل التي تستهدف مرضى العيون ويحاول تقديم يد العون لهم.


مواضيع متعلقة