مزار سياحي والأهالي «عايشين على خيرها».. شجرة في البحر عمرها 250 عاما
شجرة المانجروف تفلتر المياه المالحة وتستخرج المياه العذبة من البحر
شجرة المانجروف
ليست شجرة عادية فهي عمرها 250 سنة وتحمل ميزات فريدة تعيش في قلب البحر وسط المياه المالحة، ولها قدرة عجيبة أن تتكيف على الأجواء المحيطة بها، حيث تقوم بعملية فلترة المياه المالحة، وتستخرج منها المياه العذبة وتطرد الملح من خلال أوراقها المثمرة، ويأتي الزوار إليها من على بعد آلاف الكيلومترات حتى أصبحت أهم وأشهر مزار سياحى ومصدر رزق لقبائل العبابدة من سكان محمية وادي الجمال على شواطئ القلعان جنوب مدينة مرسي علم بمحافظة البحر الأحمر.
شجرة المانجروف عمرها 250 سنة
يقول منصور سعيد، من السكان المحليين لقبيلة العبابدة بمحمية وادي الجمال، إن شجرة المانجروف يعود عمرها 250 سنة مضيفا «نحن نشأنا وأجدادنا يرون قصتها ونرويها نحن لأبنائنا لتتوارثها الأجيال، فهي مصدر رزق نعيش عليه، ويأتي آلاف الزائرين من المصريين والأجانب لزيارة محمية وادي الجمال ورؤية شجرة المانجروف والتي تقع على شواطئ القلعان، والتي أصبحت أهم مزار سياحى بالمنطقة، حيث لها قدرة على قدرة كبيرة على التكيف في المياه المالحة واستخراج المياه العذبة من مياه البحر المحيطة بها».
شجرة المانجروف قبلة السائحين
ويوضح «سعيد»، في حديثه لـ «الوطن»، أن منطقة شاطئ القلعان أصبحت قبلة للسائحين بفضل شجرة المانجروف، وأصبحت مصدر رزق أهالي المنطقة، حيث تم يبدأ السائح جولته بتفقد شاطئ القلعان والتي أصبحت منطقة سياحية تباع فيها مشغولات يدوية من صنع الأهالي والتي تم إعدادها من الطبيعة، ثم الجلوس في خيمة بدوية لرؤية شجرة المانجروف، وهو يحتسي مشروب الجبنة المفضل لدى قبائل جنوب البحر الأحمر، ثم يستكمل الجولة بالذهاب إلى الشجرة في وسط المياه لالتقاط الصور التذكارية.
شجرة المانجروف تفلتر المياه المالحة
ومن جانبه أشار الدكتور تامر كمال، مدير المحميات الطبيعية بمحافظة البحر الأحمر، إلى أن محمية وادي الجمال جنوب مرسي علم، هي واحدة من أفضل المحميات الطبيعية بالبحر الأحمر، وأصبحت مزارا سياحيا لما تحويه من أماكن ساحرة ومناظر طبيعية خلابة، وتبعد حوالي 90 كيلومترا جنوب مدينة مرسى علم بمحافظة البحر الأحمر، ولديها قدرة كبيرة على التكيف في المياه المالحة، فهي تستخرج المياه العذبة من مياه البحر المحيطة بها، حيث تستطيع تصفية ما يصل إلى 90% من الملح الموجود في مياه البحر أثناء دخوله إلى جذورها، وبعدها تفرز الملح من خلال الغدد في أوراقها، وعندما تسقط الأوراق يذهب الملح المخزن.
ويضيف «كمال»، في حديثه لـ «الوطن»، أن أشجار المانجروف توفر موارد رزق لسكان المنطقة فعند انخفاض المد؛ يمكن السير عبر مسطحات المد والجزر لجمع المحار من البحر، وعند ارتفاع المد؛ تتحرك الأسماك لتتغذى على عوالق جذور المانجروف، وتُحول أرض المستنقع إلى مناطق صيد غنية للأسماك.