شعبان يوسف يصدر كتاب «الذين قتلوا مي».. نموذج لتهميش المرأة المبدعة

كتب: إلهام زيدان

شعبان يوسف يصدر كتاب «الذين قتلوا مي».. نموذج لتهميش المرأة المبدعة

شعبان يوسف يصدر كتاب «الذين قتلوا مي».. نموذج لتهميش المرأة المبدعة

أصدر الشاعر والناقد شعبان يوسف، أحدث كتبه عن مؤسسة «أخبار اليوم» بعنوان «الذين قتلوا مي»، ويتناول الكتاب تجربة الكاتبة اللبنانية مي زيادة، «1886-1941»، كنموذج للمرأة العربية المثقفة، التي تتعرض للتهميش والقتل المعنوي، كما يخصص الكتاب، فصلا لنموذج آخر من الكاتبات، وهي الدكتورة نوال السعداوي الكاتبة والمفكرة.

ملامح كتاب «الذين قتلوا مي»

وعن أسباب اختيار الأديبة مي زيادة، قال شعبان يوسف، لأنها أكثر الكاتبات تعرضا للإيذاء والترصد والتحرش والاغتيال المعنوي منذ أن بدأت الكوارث تتواتر على حياتها بعد رحيل الأب والأم، ثم تآمر الأهل عليها ومحاولات السطو على ميراثها، فهي نموذج صارخ وحاد ودال على ثقافة الاستبعاد والتهميش والتسخيف والتقليل الدائم من شأن المنتج الإبداعي أو الفكري أو الثقافي للمرأة وتجاهله.

وأضاف شعبان يوسف لـ«الوطن»: وعندما نتحدث عن الذين قتلوا، لا نقصد ذلك القتل الفيزيقى، لكننا نقصد الاغتيال المجازي والأدبي الذى تعرضت له مي، ونقصد كذلك هؤلاء الذين عملوا على تغييبها بشكل قصدي، واغتيالها في حياتها أو بعد رحيلها، واختصارها في مجرد صالون أدبى يحج إليه كبار الأدباء والمفكرين والشعراء، وكان تردد هؤلاء الأدباء والمفكرين من باب الغرام بآنسة جميلة وحسنة المظهر ورقيقة، مثقفة شامية الأصل، ومصرية الهوى واللهجة.

وتابع: المدهش أن قصصا كثيرة حبكها الخيال الذكوري -المحكوم بثقافة محافظة- حول هذه المرأة الجميلة، وفى الوقت نفسه مثقفة وكاتبة ولها قلم قوى ذو حضور واثق وجرئ، ذلك القلم الذى استطاع أن يفرض وجوده الفريد، والواضح، والعميق، والمؤثر فعلا.

شعبان يوسف: مي زيادة صاحبة تجربة مثيرة

وأكد شعبان يوسف، أن هناك تجربة مثيرة أهملها أو تجاهلها معظم من كتبوا عن مي، رغم كثرة ما كتب عنها، وهي تجربة الصحافة النسائية في مرحلة مبكرة من تاريخ هذا النوع في الصحافة، حيث أنها تولت القسم النسائي الذى خصصته جريدة «السياسة الأسبوعية» وهى الجريدة الناطقة بلسان حال «حزب الأحرار الدستوريين»، والذى كان يترأسه الزعيم عبد العزيز فهمى، أحد زعماء ثورة 1919.

وكان يرأس تحرير الجريدة الدكتور محمد حسين هيكل صاحب رواية زينب، ومؤلفات كثيرة أخرى ساهمت في صياغة ثقافة تلك المرحلة، وهو الذى قدمها تقديما رصينا وعاقلا ومحتفيا بها. ​وأصبح لذلك القسم الثرى تأثيره الواسع في مصر والعالم العربي، ليصبح من أهم التجارب العربية في الصحافة النسائية بلا مبالغة، مما سنأتي لتلك التجربة لاحقا.

وفى هذا الكتاب، نأمل أن نكشف عن بعض هذا التناول الظالم والاستعبادي لواحدة من أنبل وأهم الكاتبات العربيات وهى مي زيادة، والتي أثرت المكتبة العربية بكثير من المؤلفات المهمة، ونطمح في استعادة الكاتبة في إطار صحى يليق بتجربتها العظيمة، لكى تستفيد الأجيال الحاضرة والقادمة من تجربة عظيمة كانت ومازالت قابلة للإدهاش والتأمل والتأثير العميق.


مواضيع متعلقة