«الوطن» داخل «المركز الدولى لعَمرة الهليكوبترات»: مصر تمنح عمراً إضافياً لـ«صائدات الدبابات والطائرات مُتعددة المهام»

«الوطن» داخل «المركز الدولى لعَمرة الهليكوبترات»: مصر تمنح عمراً إضافياً لـ«صائدات الدبابات والطائرات مُتعددة المهام»
- الطائرات
- الدبابات
- الإنتاج الحربي
- التراس
- المركز الدولى لعَمرة الهليكوبترات
- عَمرة الهليكوبترات
- الطائرات
- الدبابات
- الإنتاج الحربي
- التراس
- المركز الدولى لعَمرة الهليكوبترات
- عَمرة الهليكوبترات
لكل شىء «عمر افتراضى»؛ ليصبح بعدها غير صالح للاستخدام، لكن الإرادة والعزيمة جعلت المصريين يتحدون عوامل الزمن، ليمنحوا «قُبلة الحياة» لمعدات دفاعية ذات أهمية استراتيجية، يتكلف شراؤها ما يصل لـ100 مليون جنيه للمُعدّة الواحدة، وهى الطائرات الهليكوبتر مُتعددة المهام من طراز «مى 8»، وشقيقتها الأحدث «مى 17»، و«صائدة الدبابات» الطائرة الهليكوبتر «جازيل»، لتمنح تلك المُعدات عمراً إضافياً، ليس فقط للطائرات المُستخدمة فى مصر، ولكن لتُتيح تلك الخدمة المتميزة للدول الصديقة والشقيقة.
وتُستخدم تلك الطائرات على نطاق واسع فى الدول العربية والأفريقية، كونها هليكوبترات مُتعددة المهام، من نقل أفراد، وشخصيات مهمة، والمُعدات، وعمليات إنقاذ، وحتى إسعاف طائر، بتكلفة اقتصادية لتُؤدى نفس المهام التى تُؤديها الطائرات الأحدث منها، ولكن بتكلفة اقتصادية تتناسب مع الإمكانيات الاقتصادية لدول المنطقة.
على بعد دقائق من مركز مدينة حلوان، تجد «هنجر» ضخماً، ذا لون أزرق مُميز لجميع زوار المنطقة، أسسته الهيئة العربية للتصنيع، برئاسة الفريق عبدالمنعم التراس، ليستوعب أعمال الإصلاح العميق للطائرات الهليكوبتر المدنية والعسكرية منها، تحت مُسمى «المركز الدولى لعَمرة الهليكوبترات»، الذى يقع داخل مصنع حلوان للصناعات المتطورة.
لدى اقترابك من «الهنجر» تجد هياكل حديدية كثيرة متراصة بجوار بعضها البعض، تُشبه الطائرات، لكنها ليست مزودة بأى شىء مما تشاهده داخل الطائرة، حسب الشكل المُتعارف عليه؛ فهنا تجد جسم الطائرة، وهنا ذيلها بمفرده، وهنا «ريش الطائرة»، وهنا مكوناتها الداخلية؛ فيما يشبه عملية تفكيك الطائرات المُقاتلة، وهو ما يصفه مسئولو مركز العَمرة بأنه ما يشبه «العملية الجراحية» للطائرة، حتى تعود بكفاءة وجودة الجديدة بأيدٍ مصرية مُدربة ومُؤهلة 100%.
وأوضح مسئولو «المركز»، خلال الجولة، أن الطائرات الهليكوبتر لها «عمر افتراضى»، مثل كل المنتجات، وهنا يأتى دورهم؛ فعقب مرور وقت معين على دخول الطائرة للخدمة، أو قيامها بعدد ساعات طيران مُعينة، يتدخلون لضمان إزالة أى عيوب موجودة فيها، والاطمئنان على صلاحية كل أجهزتها، للعمل بكفاءة عالية، لضمان أمن وسلامة طاقمها، وقدرتها على تنفيذ أية مهام تُكلف بها.
ويمتلك «المركز» خبرات مصرية متعاقبة منذ سنوات طويلة، عملت فى تصنيع وتجميع الطائرات الهليكوبتر من طراز «جازيل»، فى وقت سابق، وصولاً لأعمال الإصلاح العميق وعمرات الطائرات الهليكوبتر من طراز «مى 8»، و«مى 17»، ما يزيل رهبة التعامل مع الطائرات الواردة لأعمال العَمرة والإصلاح العميق لها، لكن لا تتم أعمال «العمرة» إلا وفق الكتب والمعايير القياسية العالمية الواردة من الشركات المُصنعة للطرازات التى يعمل المهندسون والفنيون داخل المصنع عليها.
ويُعتبر المركز أحد الكيانات والمؤسسات التابعة لمصنع حلوان للصناعات المُتطورة، التابع للهيئة العربية للتصنيع، الذى يمتلك تاريخاً طويلاً بصناعة وصيانة الطائرات الهليكوبتر؛ حيث أنشئ فى أعقاب حرب أكتوبر، وتحديداً فى 1978، بشراكة مع شركة ويستلاند الإنجليزية، بهدف تصنيع طائرات هليكوبتر من طراز «لينكس»، وهى التى استخدمها الجيش البريطانى فى أعمال النقل والأعمال الهجومية والدفاعية بنسختين برية وبحرية.
لكن لم يتم تصنيع طائرات «لينكس» بمصر، ليسعى مسئولو «العربية للتصنيع» بقوة لاستمرار نشاط الهليكوبترات، باعتباره أحد عناصر امتلاك «القوة والقدرة» لحماية وصيانة الأمن القومى للدولة، ليتم التعاون مع الشركة الإنجليزية و«إيرو سبيسيال» فى إنتاج عدد منها طراز «جازيل» فى ثمانينات القرن الماضى، وهى طائرات متعددة المهام، تستخدم لمهام الهجوم، والإسناد الأرضى، وتوجيه النيران، تُعرف باسم «صائدة الدبابات»، نظراً لنجاحاتها فى حروب متتالية فى اقتناص الدبابات والمُدرعات من الجو.
وواصلت «العربية للتصنيع» جهود العمل فى صناعات «الطائرات الهليكوبتر»، لتعمل بعمرتى الطائرات من طراز «مى 8»، و«مى 17»، وهى روسية الصُنع متعددة المهام، تعمل بمجالات النقل الاستراتيجى للقوات والمعدات، ومهام الإسقاط خلف خطوط العدو، ونقل كبار الشخصيات المهمة، وإسعاف المصابين عبر «الإسعاف الطائر».
رئيس «مصنع حلوان»: حاصلون على رُخص من روسيا وفرنسا لإجراء الإصلاح العميق لـ«3 طرازات»
وقال «أحمد»، أحد قدامى العاملين بصناعة وصيانة الطائرات الهليكوبتر داخل «العربية للتصنيع»، إنهم اكتسبوا الثقة فى قدراتهم بالعَمرة والإصلاح العميق للطائرات الهليكوبتر على مدار سنوات طويلة، وبعد تدريب على أعلى مستوى داخل وخارج مصر، ما يؤهلهم لتنفيذ مهام الإصلاح العميق بذات الجودة التى تُنفذ للطائرات فى البلد الأم المُصنعة للطائرة.
وأضاف، لـ«الوطن» على هامش جولتنا داخل «المركز الدولى لعمرة الهليكوبترات»، أن «مصنع حلوان» يمتلك كوادر قادرة على العمل على فك الطائرات، وعمل تفتيش موسَّع لها، وإصلاح الهيكل من أية أعطاب قد تلحق به، وأعمال الإصلاح المُوسع باستخدام قطع غيار أصلية يستقدمها قيادات «المصنع» بالتعاون مع الشركات الأم المُصنعة للطائرات، وصولاً لأعمال التجميع، والاختبارات التى تبدأ باختبار أرضى على الطائرة للاطمئنان لسلامة كل أجزائها، وصولاً لإجراء اختبار بالطائرة عقب «طيرانها»، لتُصبح قادرة على العودة للخدمة لدى العميل الخاص بالمصنع.
ويمتلك «مركز الهليكوبترات» عدداً من الأجهزة الثقيلة التى تمكنه من تنفيذ أى مهام أو متطلبات تحتاجها أعمال العَمرة أو الإصلاح العميق، مثل الأوناش الثقيلة القادرة على رفع حمولات حتى 5 أطنان كاملة، وأنظمة هواء مضغوط، ومنظومات إطفاء حريق على أعلى مستوى، ومنظومات للمراقبة، وعدداً من الورش المُجهزة لعمرة الأجزاء، التى تتيح العمل فى أكثر من طائرة فى ذات التوقيت، وليست طائرة واحدة فقط.
د. مجاهدالفرماوى: الشركة المُصنِّعة للطائرات الهليكوبتر الروسية صنّفتنا كأحد أفضل المراكز عالمياً خارج «موسكو»
وشدد الدكتور مجاهد الفرماوى، رئيس مجلس إدارة مصنع حلوان للصناعات المتطورة، على اتباع أحدث المعايير العالمية فى أعمال البنية التحتية لمركز عَمرة الهليكوبترات، ما دفع شركة «الهليكوبترات الروسية»، لتصنيفه على أنه أحد أفضل مراكز عَمرة الطائرات الروسية عالمياً خارج أراضيها.
وقال «الفرماوى»، لـ«الوطن»، على هامش جولة ميدانية اصطحبنا بها داخل «مركز الهليكوبترات»، إن المركز لاقى إشادة واحتفاء كبيراً من الوفود العربية والأفريقية وحتى الدولية المُشاركة فى النسخة الثانية لمعرض الصناعات الدفاعية والعسكرية «إيديكس 2021»، بعد افتتاح «المركز» على هامش فعاليات «المعرض»، مشيراً إلى رغبة عدد من الدول لإرسال طائراتها لهم للعمل على أعمال العَمرة والإصلاح العميق لها.
وأوضح أن «مصنع حلوان» بصدد استقبال عدد من الوفود لتفقد المركز الدولى لعَمرة الهليكوبترات على أرض الواقع، والتأكد من مدى الجودة والكفاءة التى يعمل بها لبدء استقبال طائراتهم قريباً، مشيراً إلى امتلاك المصنع ورشتين كبيرتين أخريين غير «المركز الدولى»، تعملان بعمرة الطائرات «الجازيل»، و«مى 8»، و«مى 17»، لاستيعاب أى أعداد قد يتطلبها العمل على عَمرتها وإصلاحها سواء لمصر أو الدول الصديقة والشقيقة.
جاهزون لأى طرازات حديثة أو «الطائرات ذات الأجنحة»
ولفت إلى أن «المركز الدولى» صُمم بطريقة تسمح بدخول الطائرة الهليكوبتر إليه دون الحاجة لـ«فك مراوحها»، كما أنه يستطيع استيعاب أنواع أحدث منها بمختلف البلدان، مع الحاجة لتدريب بسيط للعاملين ليستطيعوا العمل عليها، وكذلك إمكانية استقبال أى أنواع أخرى من الطائرات «ذات الأجنحة»، سواء طائرات تدريب أو مُقاتلة لإجراء أعمال عمرة لها، لكن ذلك سيتم فى المستقبل، وليس الوقت الحالى.
وتمتلك «العربية للتصنيع» رُخص إجراء أعمال التفتيش الموسع والعمرة والإصلاح للطائرة الهليكوبتر «مى 17» لمصر ولغيرها من الدول، حسبما ذكر «الفرماوى»، لـ«الوطن»، إضافة لذات الرخصة للطائرة من طراز «جازيل»، كما أنها بصدد الحصول على تلك الرخصة الدولية للطائرة من طراز «مى 8»، بالتعاون مع شركة «الهليكوبترات الروسية».
ويوضح «الفرماوى» أن المركز يُماثل 3 أضعاف الورش القديمة للعمرة داخل «مصنع حلوان»، كما أنه مزوّد بإمكانيات تكنولوجية متقدمة، ويقع على مساحة 11 ألف متر مربع، ولا يتأثر بالعوامل الجوية مثل الهواء أو المطر أو درجات الحرارة سواء عالية أو منخفضة، مضيفاً: «مزود بأحدث تكنولوجيا فى العالم، لنستطيع الخروج بطائرات بأعلى جودة، وفى الوقت المناسب، والجودة المطلوبة».
وعن الدول المسموح لمصر العمل على عَمرة وإصلاح طائراتها، قال «إن الرخصة تكون للطراز، وليست لدول بعينها، ولدينا رخصة لـ3 أنواع من الطائرات الهليكوبتر، وجاهزون للمزيد».
وأشار رئيس «مصنع حلوان» إلى أن الهيئة تدخل هذا الأمر دعماً للدول الصديقة والشقيقة كواجب قومى ووطنى مكلفة به، فضلاً عن تحقيق استفادة مادية قليلة، وتدريب للأيدى العاملة، مضيفاً: «مثلاً الدكتور اللى بيعمل عملية فى السنة، مش زى اللى بيعمل 100، والأمر سيان فيما يتعلق بعَمرة وصيانة الطائرات الهليكوبتر».