مجزرة السحور بالفيوم.. بدأت بديون وراح ضحيتها 7 أشخاص وانتهت بالإعدام

كتب: أسماء أبو السعود

مجزرة السحور بالفيوم.. بدأت بديون وراح ضحيتها 7 أشخاص وانتهت بالإعدام

مجزرة السحور بالفيوم.. بدأت بديون وراح ضحيتها 7 أشخاص وانتهت بالإعدام

هنا شاب كان يعيش حياته بصورة طبيعية، تزّوج وأنجب 4 أبناء وظلت حياته مستقرة حتى دبت الخلافات بينه وبين زوجته فتطلقت منه تاركةً له الأطفال، فاضطر للزواج من أخرى والتي تحمّلت مسؤولية أبنائه، ثم أنجبت طفلين، وهنا فكر الزوج في افتتاح فرن مخبوزات خاص به لتحسين دخله، فاقترض من هنا وهناك حتى افتتحه إلا أنّ «كورونا» تسبب له في خسائر مالية فادحة فتراكمت عليه الديون فقرر التخلص من زوجته وأبنائه الستة بطريقة بشعة في سحور الأسبوع الأخير من شهر رمضان، وانتهت حياته بالحكم عليه بالإعدام.

حكاية سفاح الفيوم وتراكم الديون

عماد أحمد عبد النبي، 34 سنة، من قرية «معجون» بمركز إطسا بمحافظة الفيوم، كان متزوجاً من ابنة خالته وأنجب منها 3 ذكور وفتاة، إلا أنّ تدخل خالته ووالدته في حياتهما أنهاها بالطلاق بينهما وأخذ هو أبنائه، ثم تزوج من أخرى أنجبت منه طفلين، ومنعاً لحدوث مشاكل بين زوجته وطليقته انتقل من قرية معجون للإقامة بقرية الغرق قبلي، واقترض 800 ألف جنيه لشراء محل ومعدات وافتتح فرن مخبوزات نظراً لكونه فرّان، إلا أنّ ظهور فيروس كورونا وفرض الحظر منعه من تحقيق أرباح وحال بين سداد ديونه وبينه.

مجزرة أسرية للهروب من الديون

نسى «عماد» المعروف إعلاميا بـ«سفاح الفيوم» أنّ هناك رب كريم لا ينسى عباده، وقرر أن يتخلص من أسرته ثم ينهي حياته للتهرب من سداد ديونه، وليتجنب تعرض الديانة لهم أو أذيته في حال تخلص هو من حياته، فعقد العزم على قتل زوجته وأطفاله الستة في الأسبوع الأخير من شهر رمضان الماضي، حيث قام بشراء مادة مخدرة ووضعها في عصير ثم قدمه لهم على السحور ليكون هذا هو السحور الأخير، حيث قتلهم وهم صائمين.

ذبحهم بدم بارد دون رحمة

وجد «عماد» أبناءه وقد استلقوا بفعل المخدر، فيما كانت زوجته قد بدأت تشعر بالدوران، ودخلت المطبخ لوضع صينية الطعام والمشروبات فدخل وراءها وحاول ذبحها ولكنها قاومته فطعنها عدة طعنات متفرقة في جسدها حتى خارت قواها، فذبحها وتركها غارقةً في دمائها، ثم دخل غرفة أبنائه الأولى وذبح أبناءه من الأكبر للأصغر بدم بارد، وفصل رأس ابنته الوحيدة عن جسدها، وهم أحمد 14 سنة، ومحمد 11 سنة، وآلاء 9 سنوات، ويوسف 4 سنوات ونصف ومعتصم 4 سنوات وبلال 8 أشهر.

محاولة فاشلة لإنهاء حياته

وعقب ارتكاب جريمته، هرع من منزله إلى فرن المخبوزات الخاص به على بُعد خطوات من منزله، وملابسه ملخطة بدماء زوجته وأبناءه الستة، وربط حبل في سقفه كالمشنقة ووقف على كرسي لينهي حياته مع آذان الفجر لكنه لم يقدر على ذلك، فنزل وسكب بنزين في المخبز وأشعل النيران ليحترق بداخله لكن ما أن لامسته النيران إلا وفر منها هارباً، ثم استقل توك توك واتجه إلى قسم الشرطة وأخبرهم بجريمته.

مجزرة أسرية ضحيتها 7 أشخاص

لم يصدق ضباط المباحث اعترافات سفاح الفيوم من هول روايته، فانتقلوا ليصدموا بمذبحة السحور التي راح ضحيتها 7 أشخاص ذُبحوا بدمٍ بارد، فحاوطوا مسرح الجريمة وفرضوا حوله كردوناً أمنياً وجرى نقل الجثث إلى مشرحة مستشفى الفيوم العام.

إحالة أوراق سفاح الفيوم للمفتي

وبعرض المتهم على المحكمة، أمر المستشار ياسر محرم رئيس محكمة جنايات الفيوم وأمن الدولة العليا، بانتداب محامي للمتهم لعدم وجود محامي معه، على الرغم من رفض المتهم توكيل محامي له قائلاً «أنا معترف بجريمتي ومش عايز محامي احكم عليا وريحني»، وعقب مرافعة المحامي المنتدب من قبل المحكمة جرى إحالة أوراقه لفضيلة المفتي لإبداء الرأي الشرعي في إعدامه.

إعدام سفاح الفيوم

وقضت محكمة الجنايات، أمس الاثنين، بالإعدام شنقاً لسفاح الفيوم، بإجماع الآراء، وذلك عقب ارتكابه الجريمة بـ7 أشهر فقط، فيما استقبل المتهم الحكم بصدر رحب، وجرى نقله إلى السجن وسط حراسة أمنية مشددة ليرتدي البدلة الحمراء ويستعد لتنفيذ حكم الإعدام عليه.


مواضيع متعلقة