لبنان يتطلع لـ«إزالة الشوائب وعودة العلاقات» بعد استقالة جورج قرداحي

لبنان يتطلع لـ«إزالة الشوائب وعودة العلاقات» بعد استقالة جورج قرداحي
- استقالة جورج قرداحي
- نجيب ميقاتي
- إيمانويل ماكرون
- لبنان
- استقالة جورج قرداحي
- نجيب ميقاتي
- إيمانويل ماكرون
- لبنان
أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الجمعة، عن أمله في حدوث تقدم بشأن الأزمة اللبنانية في غضون الساعات المقبلة، في الوقت الذي شدد فيه رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي على أن بلاده على استعداد لإزالة أي شوائب في العلاقات مع الدول الخليجية، وذلك في أعقاب استقالة جورج قرداحي، وزير الإعلام اللبناني، اليوم.
وقال ماكرون خلال زيارته لدولة الإمارات: «سنفعل ما في وسعنا لإعادة إشراك منطقة الخليج من أجل صالح لبنان.. أتمنى أن تسمح لنا الساعات القادمة بتحقيق تقدم»، حسبما نقلت شبكة روسيا اليوم الإخبارية عن وكالة رويترز.
وجاء تصريحات ماكرون وميقاتي بعد ساعات من استقالة جورج قرداحي، وزير الإعلام اللبناني، اليوم الجمعة، رسميا من منصبه، التي قال فيها: «حرصا على مصلحة البلد وأهل البلد، ولأنني لا أقبل أن أكون سببا لأذية اللبنانيين»، بحسب تعبيره.
ميقاتي: لبنان مستعد لإزالة الشوائب ونتطلع لعودة العلاقات مع الخليج
وقال «ميقاتي» في حوار مع مدير وكالة أنباء الشرق الأوسط بلبنان، إن لبنان على استعداد لإزالة أي شوائب في العلاقات مع الدول الخليجية، مجددا رغبة بلاده في إقامة أفضل علاقات مع دول الخليج «لأن لبنان يشعر بالأمان حينما يكون الأخ الكبير بجانبه».
وعن كواليس تقديم الاستقالة، ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية أن رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي أجرى اتصالا برئيس الجمهورية ميشال عون عصر اليوم، بعيد تسلمه من وزير الإعلام المستقيل جورج قرداحي كتاب استقالته من الحكومة. وقد تشاور الرئيسان في الوضع وآخر المستجدات الحكومية. وأشارت الوكالة إلى أن الرئيس ميقاتي استقبل الوزير قرداحي عصر اليوم في السرايا الحكومية، وتسلم منه كتاب استقالته، ثم وقع رئيس مجلس الوزراء مرسوم قبول الاستقالة وأحاله على رئيس الجمهورية.
تكليف وزير التعليم بتصريف أعمال وزارة الإعلام
وأجرى رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي اتصالا بوزير التربية والتعليم العالي ووزير الإعلام بالوكالة القاضي عباس الحلبي وطلب منه تصريف الأعمال في وزارة الإعلام في المرحلة الانتقالية بعد استقالة الوزير جورج قرداحي.
وأصدر ميقاتي بيانا أكد فيه عددا من النقاط، كان أولها أن «استقالة الوزير كانت ضرورية بعد الأزمة التي نشأت مع المملكة العربية السعودية وعدد من دول مجلس التعاون الخليجي، ومن شأنها أن تفتح بابا لمعالجة إشكالية العلاقة مع الأشقاء في المملكة ودول الخليج، بعد تراكمات وتباينات حصلت في السنوات الماضية».
وجاء ثانيها أن لبنان كان وسيبقى عربي الهوية والانتماء، وهو عضو مؤسس وعامل في جامعة الدول العربية وملتزم بمواثيقها، ويتطلع إلى أفضل العلاقات مع الأشقاء العرب وأمتنها بروح الروابط التاريخية التي تجمع بين دولنا وشعوبنا، ومن هذا المنطلق فإننا حرصاء على تطبيق ما ورد في البيان الوزاري لحكومتنا لجهة تعزيز علاقات لبنان مع الدول العربية الشقيقة والإصرار على التمسك بها والمحافظة عليها، والحرص على تفعيل التعاون التاريخي بين بُلداننا العربية والنأي بالنفس عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية وفي أي نزاع عربي - عربي ودعوة الأشقاء العرب للوقوف إلى جانب لبنان في هذه المحنة التي يرزح تحتها شأنهم دائما مشكورين.
وواصل البيان: «ثالثا: إن ما يجمع بين لبنان والمملكة العربية السعودية من علاقات أخوة تاريخية متينة كفيل بتجاوز كل التباينات العابرة والملاحظات التي تحمل في طياتها عتب محب ليس إلّا، وكذلك الأمر مع سائر دول مجلس التعاون الخليجي التي نقدر ونحترم ونحرص على الحفاظ عليها وعلى أمنها وسلامتها».
الحكومة اللبنانية: سنحظر تهريب الممنوعات التي تضر الدول العربية
وأكد ميقاتي، بحسب البيان، أن الحكومة اللبنانية عازمة على التشدد في اتخاذ الإجراءات الكفيلة بضبط الحدود البحرية والبرية ومنع كل أنواع تهريب الممنوعات الذي يضر بأمن الدول العربية الشقيقة وخصوصيتها، لا سيما منها دول الخليج والسعودية بشكل خاص. والحكومة على استعداد لإنشاء لجنة مشتركة للبحث في كل الأمور والسهر على حسن تطبيقها.
وأشار إلى أن الحكومة تؤكد رفض كل ما من شأنه الإساءة الى أمن دول الخليج واستقرارها، وتدعو كل الأطراف اللبنانية إلى وضع المصلحة اللبنانية فوق كل اعتبار، وعدم الإساءة بأي شكل من الأشكال إلى الدول الشقيقة والصديقة أو التدخل في شؤونها.
وتابع: «ختاما، إننا إذ نبدي أسفنا لما حصل سابقا وأن يكون صفحة من الماضي قد طويت، نتطلع إلى إعادة العلاقات الطبيعية بيننا وبين الأشقاء في المملكة العربية السعودية ودول الخليج على قاعدة الاحترام والمحبة وحفظ سيادة كل دولة وأمنها وخصوصيتها وكرامة شعبها».
وكان جورج قرداحي صرح اليوم في خطاب استقالته، بأنه رفض الاستقالة (سابقا) لأن لبنان لا يستحق هذه المعاملة، بحسب تعبيره، وتابع قائلا: «ولكن نحن اليوم أمام تطورات جديدة، فالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ذاهب إلى السعودية بزيارة رسمية وفهمت من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي قابلته قبل 3 أيام بناء على دعوته، أن الفرنسيين يرغبون باستقالتي قبل الزيارة لتساعد على فتح الحوار مع السعوديين ومستقبل العلاقات».