في ذكرى قدوم رأس الحسين.. «علي جمعة» يحسم الجدل حول وصولها مصر

كتب: إسراء سليمان

في ذكرى قدوم رأس الحسين.. «علي جمعة» يحسم الجدل حول وصولها مصر

في ذكرى قدوم رأس الحسين.. «علي جمعة» يحسم الجدل حول وصولها مصر

حَسم الدكتور «علي جمعة»، مفتي الجمهورية السابق، وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، الجدل حول وجود رأس الإمام الحسين في مصر، مستشهدا بما قاله المؤرخون، وكُتَّاب السيرة الذين أجمعوا على أنَّ جسد الحسين رضى الله عنه دُفن مكان مقتله في كربلاء، أمَّا الرأس الشريف فطافوا به حتَّى استقر بـ «عسقلان»، الميناء الفلسطيني، على البحر الأبيض، قريبًا من موانئ مصر وبيت المقدس.

 رأس الحسين في مصر

واستشهد «جمعة»، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» بقول المَقْرِيزِيُّ: «إنَّ رأس الحسين رضى الله عنه نقلت من عسقلان إلى القاهرة في 8 جمادى الآخرة عام 548هـ، وبقيت عامًا مدفونة في قصر الزمرد حتى تم إنشاء قبة لدفن الرأس عام 549هـ.

كما روى شهادة الدكتور الحسيني هاشم، وكيل الأزهر وأمين عام مجمع البحوث، رحمه الل،- تعليقًا على ما دَسَّهُ النَّسَّاخون على كتاب الإمام السيوطي «حقيقة السنة والبدعة»، ما ملخصه: «وأَكَّدَ استقرار الرأس بمصر أكبر عدد من المؤرخين، منهم: ابن إياس في كتابه، والْقَلْقَشَنْدِي في (صبح الأعشى)، والمقريزي الذي عقد فصلًا في خططه المسمى (المواعظ والاعتبار)، مؤكد رواية (ابن مُيَسَّرٍ) أن الأفضل بن أمير الجيوش بدر الجمالي، هو الذي حمل الرأس الشريف على صدره من عسقلان، وسعى به ماشيًا حيث وصل مصر يوم الأحد الثامن من جمادى الآخر سنة 548 هجرية، وحلت الرأس في مثواها الحالي من القصر يوم الثلاثاء 10 من جمادى الآخرة سنة 548 هجرية عند قُبَّةِ باب الديلم، حيث الضريح المعروف الآن بمسجده المبارك، وكذا السَّخَاوِي، رحمه الله، أثبت رواية نقل رأس الحسين إلى مصر».

مسجد الحسين

كما نُقل في أواخر «بحر الأنساب»، ما ملخصه أن العلَّامة الشبراوي (شيخ الأزهر لوقته) ألَّف كتابًا أسماه «الإتحاف» أثبت فيه وجود الرأس بمقره المعروف في القاهرة يقينًا.

وجماهير الصوفية على اختلاف المراتب والأسماء والمشارب والأوطان، مِمَّا يرفع الحكم إلى درجة التواتر، لعدم التسليم بتواطؤ كل هؤلاء على الكذب، أو على الجهل والغفلة والتعصب، بالإضافة إلى كبار المؤرخين الذين أسلفنا ذكرهم.

وأكد الدكتور علي جمعة أن الإجماع على أنَّ الرأس الطاهر وصل إلى القاهرة من عسقلان فحمله الأمير (سيف المملكة مكين)، والقاضي (ابن مسكين) إلى السرداب الخليفي العظيم بقصر الزمرد، فحُفِظَ مؤقتًا بالسرداب من عاشر جمادى الآخر في خلافة (الفائز الفاطمي) على يد وزيره (الصالح طلائع بن رزيك)، حتى بُنِيَ القبر الحالي والقبة عند باب الديلم، الواقع وقتئذ في الجنوب الشرقي من القصر الكبير، والمعروف الآن بالباب الأخضر، فحمل الرأس الشريف من السرداب العظيم إلى هذا القبر، ودفن به في الثلاثاء الأخير من ربيع الآخر على المشهور من العام التالي، وهو موعد الذكرى السنوية الكبرى بمصر للإمام الحسين رضى الله عنه.


مواضيع متعلقة