بريد الوطن .. بين الانطواء والانعزال في سمات الشخصية
بريد الوطن .. بين الانطواء والانعزال في سمات الشخصية
هناك فهم مغلوط يخلط بين الانطواء والعزلة، فالانطواء يعتبر إحدى سمات الشخصية، يختاره الإنسان طواعية، رغم قدرته على إقامة علاقات اجتماعية طيبة مع الآخرين، والانطوائى هو شخص هادئ متزن المشاعر يستمد طاقته من نفسه، ولكنك تجده فى أوقات الشدائد والأزمات مسانداً للآخرين ويؤازرهم، وترتبط صفة الانطوائية ببعض السلوكيات الأخرى الموروثة والمكتسبة أيضاً كصفة الهدوء وحب التأمل والطبيعة، كما يرتبط ذلك أيضاً ببعض الوظائف والمهن الخاصة كالكاتب والرسام والمؤلف والباحث، فالانطوائى يعبّر عن نفسه بالإنتاج والإبداع الفكرى والأدبى والفنى، ويمكننا اختصار ذلك بعبارة «صداقة المرء لنفسه». أما العزلة فهى صفة تنتج عن الشعور بالوحدة نتيجة العجز أو الخلل فى التواصل مع الآخرين، وهى شعور يصاحب الفرد، حتى إن كان محاطاً بالكثير من الناس، وترتبط العزلة بعدم القدرة على إظهار العواطف مع الإحساس بالفشل والدونية، وتعتبر العزلة أحد أشكال الاضطراب النفسى المصاحب للاكتئاب أو اضطراب القلق العام، وقد ينشأ ذلك منذ الصغر نتيجة تجنّب العلاقات والتفاعل الاجتماعى، وعدم التشجيع أو تلقى الدعم الكافى، وكثرة التعرّض للتنمّر والإحباط، فتنشأ مشكلة صغر النفس وقلة الثقة، وقد يحدث ذلك نتيجة الانفصال العاطفى بين الأب والأم. فى النهاية، تذكر أن الانطوائى يميل لأن يكون شخصاً منتجاً ومبدعاً فى الحياة، بينما المنعزل الوحيد يحتاج إلى الدعم حتى يستعيد ثقته بنفسه مرة أخرى.
د. ريمون ميشيل
استشارى الصحة النفسية وكاتب فى مجال العلوم الإنسانية
يتشرف باب «نبض الشارع» باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com
