بريد الوطن .. لغة الجريمة في مجتمعنا المصري

كتب: الوطن

بريد الوطن .. لغة الجريمة في مجتمعنا المصري

بريد الوطن .. لغة الجريمة في مجتمعنا المصري

لم نكن ونحن صغار نستوعب معنى النصيحة التى كان يردّدها لنا كبار السن عندما كنا نخاف من الكلاب، التى تعترض طريقنا ذهاباً وإياباً بشوارع القرية، كانوا يقولون لنا: «ماتخافوش من الكلاب، خافوا من البنى آدمين»، كانت تلك النصيحة أو الحكمة بالنسبة لنا وقتها مجرد كلمات تتردّد على مسامعنا لا أكثر، وعندما كبرنا إذ بها تختصر وتجمع كل الشرور فى الإنسان، بل فسّرت لنا الحياة ومعتركها المعنى الحقيقى لها، وإذا رجعنا إلى تاريخ بنى الإنسان منذ بدء الخليقة تظهر أمامنا أول جريمة وهى قتل قابيل لأخيه هابيل، ومنذ ذلك الحين عُرِف القتل، إلى أن وصلنا إلى زماننا هذا، زمان لا يشبه غيره، كل شىء فيه تبدّل إلى ما هو أسوأ، اللغة المستعملة فيه هى القتل، الناس لم تعد تهمهم عواطفهم الصافية وعلاقاتهم الحميمة، بل يسعون بشكل مسعور لتحصيل المال ومتاع الدنيا، هذا إذا أخذنا فى الاعتبار جريمة قتل قابيل لأخيه ابن أمه وأبيه حسداً لا أكثر، إنما أصبح القتل فى أيامنا هذه من أجل الحصول على المال، أو بسبب الخلاف على ميراث، أو بسبب خلافات الجيرة، أو بسبب تجارة الأعضاء، أو بسبب شهوة دنيئة ومتعة رخيصة، وهكذا نرى مجتمعنا يعج بجرائم القتل على أتفه الأسباب، واللغة المستعملة فيه هى لغة القتل والتصفية كأول علاج وليس آخره.

                                                      يوسف القاضى  

يتشرف باب «نبض الشارع» باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com


مواضيع متعلقة