«منصور» ترك المنيا ويجوب شوارع المنصورة بعربة فول: «اشتغل أي حاجة وربنا هيكرمك»

«منصور» ترك المنيا ويجوب شوارع المنصورة بعربة فول: «اشتغل أي حاجة وربنا هيكرمك»
في الصباح الباكر ينطلق في شوارع المنصورة، وهو «يجر» عربة صغيرة محمل عليها قدر فول وبليلة، حاملًا جرس في يده، معلنًا وصوله، قادمًا من محافظة المنيا، بمشروعه الصغير الذي لم يكلفه كثيرًا.
صنع منصور عمران، البالغ من العمر 20 عامًا، عربة خشبية تحمل «قدرة فول وقدرة بليلة»، يتجول بها في شوارع المنصورة، ويلحن بصوت الجرس عدة نغمات ليعرف الأهالي نبأ وصوله فيتجمعون حوله ويحصلون منه على احتياجاتهم من الفول والبليلة وعجينة الطعمية: «ببدأ يومي من الساعة 9 الصبح، وبفضل ألف لحد 4 بعد العصر، كنت ببيع فول وبليلة بس وبعد كده ضفت عجينة الطعمية لأنها مطلوبة من بعض الزباين».
يحكي «منصور» أنه ترك المنيا منذ 10 سنوات، وتركها شقيقه الأكبر منذ 20 عاما، متكلين على الله ساعين إلى الرزق الحلال في محافظة الدقهلية التي تبعد كثيرا عن بلدتهما لكنهما لا يكلان ولا يملان في طلب الرزق حتى لو بذلا جهدا أكبر.
بائع الفول: مشروعي كلفني 5 آلاف جنيه
العربة الخشبية كلفت «منصور» 5 آلاف جنيه فقط، مشجعًا أي شاب على البدء في مشروعه بأي تكلفة: «الصعيدي ميأكلش ولاده غير بالحلال وملناش في الحرام»، موضحا أنه يسافر إلى المنيا كل 3 أشهر، إذ يقضي 10 أيام إجازة مع أسرته وأولاده، ثم يعود إلى المنصورة مستكملا عمله: «مش بطول أكتر من كده عشان شغلي والزباين متنسانيش».
ينصح الشاب العشريني كل شاب سواء كان متعلمًا أو لم يستكمل تعليمه أن يسعى ويكسب رزقه بالحلال، ويقيم أي مشروع طالما لديه الإمكان الكامل به: «ابتدي في أي حاجة وباي تكلفة وبعد كده ممكن توسع براحتك لما ربنا يكرمك».