معلمو «رابعة ابتدائي» عن شكاوى أولياء الأمور: المناهج كثيفة على الطلاب

11:47 ص | الأحد 14 نوفمبر 2021

باتت مناهج الصف الرابع الابتدائي، كابوسا يطارد طلاب تلك المرحلة وأولياء أمورهم، حيث زادت الشكاوى مع انطلاق العام الدراسي، من محتويات المناهج الدراسية المقررة على الطلاب، حيث أكد أولياء أمور أنّ المقررات صعبة وأكبر من قدرات الطلاب، مطالبين بتخفيفها.

وفيما يخص تقييم طلاب الصف الرابع الابتدائي، أوضح الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الوطني، أنّ التقييم يتم على مرحلتين، الأولى تشمل متابعة المدرس للطالب، والثانية عبارة عن امتحان مدته 20 دقيقة، مشيرا إلى أنّ الوزارة تحاول تخليص الأولاد من القلق الذي يحدث عند ذكر كلمة امتحان، والفكرة الراسخة لدى أولياء الأمور من نظام التعليم القديم المعتمد على الحفظ، حيث يعتمد التعليم الحالي على النقد والفهم.

كيف يرى المعلمون مناهج الصف الرابع الابتدائي؟

«الوطن» استطلعت آراء عدد من معلمي مناهج الصف الرابع الابتدائي أو «مناهج سنة رابعة»، لمعرفة سبب الشكاوى المتكررة من صعوبة مناهج الصف الرابع الابتدائي، حيث وصف حامد البيومي، معلم مادة الرياضيات والعلوم للصف الرابع الابتدائي، مناهج العام الحالي بأنّها «كبيرة جدا» مقارنة بالعام السابق، ما يصعّب على الطلاب استيعاب المناهج بحسب قوله.

العلوم والرياضيات سنة رابعة.. الكم والكيف فوق مستوى الطلاب

«منهج العلوم تحديدا في مستوى الجامعات من حيث الكم والكيف».. يستكمل مدرس مادة العلوم والرياضيات حديثه لـ«الوطن» بشأن الشكاوى المتتالية من صعوبة مناهج الصف الرابع الابتدائي، موضحا أنّ عدد صفحات الكتاب المدرسي نحو 400 صفحة، ما يصعّب على المعلم تلخيصه في نقاط كما كان يحدث في السابق.

وبخلاف الكم الكبير، أشار البيومي إلى محتوى المناهج الجديدة بمادة العلوم، قائلا: «بيدرسوا أنواع حيوانات ونباتات محدش يعرف عنها وغريبة عن بيئتنا، وبالتالي صعب شرحها» بما يصعب الاستفادة الحقيقية من محتوى المناهج لكثرة المحتوى وصعوبته«هيحفظوا أكتر ما يفهموا» بحسب تعبيره.

منهج اللغة العربية سنة رابعة.. كم كبير وأنشطة تفاعلية للفهم

وعن منهج مادة اللغة العربية للصف الرابع الابتدائي، أكد أحمد إسماعيل مدرس اللغة العربية بمدرسة النزهة للغات، أنّ معلومات المنهج الجديد كثيرة جدا وكثيفة، وعدد الدروس يفوق المنهج القديم، وبالتالي يجد بعض الطلاب صعوبة في الاسيتعاب«الطالب لو مش متأسس صح من السنين اللي قبلها مش هيعرف يستوعب كم المنهج»، بحسب وصفه.

وتابع إسماعيل في حديثه لـ«الوطن»، أنّ هناك جزءا جديدا من المنهج يعرف بـ«قصص الاستماع»، وهو عبارة عن معلومات إثرائية خارج المنهج لكنها مرتبطة به، ويتم تشغيلها من خلال «سي دي» داخل الفصل، لكن قد تجد بعض المدارس صعوبة في توفير الأجهزة الخاصة بتشغيل السي دي، بحسب قوله.

وعلى جانب آخر، أشار معلم اللغة العربية إلى بعض المميزات في منهج العام الحالي، ومنها اعتماد الكتاب المدرسي على إدراج شخصيات من الواقع في دروس القراءة، عكس ما كان يحدث في السابق، حيث اعتمد الكتاب المدرسي على شخصيات خيالية: «الشخصيات كانت خيالية في المنهج، دلوقتي بيعتمدوا على أسامي مشهورة زي مجدي يعقوب ومحمد صلاح وبالتالي الطالب بيستوعب أكتر» بحسب تعبيره.

إلى جانب ما سبق، أشار معلم اللغة العربية إلى ميزة أخرى في المنهج، موضحا أنّ منهج النحو مناسب لتأسيس الطلاب مع تدريبات التطبيق العملي في دروس القراءة، إلى جانب تطبيق الأنشطة الجماعية في قصص الاستماع، لكن لا تزال المشكلة القائمة ممثلة في الكم الكبير للمنهج.

مادة الدراسات وعدم تدريب المعلم على كثافة المنهج الجديد

محمد زكي، أستاذ مادة الدراسات الاجتماعية للصف الرابع الابتدائي، بدأ حديثه لـ«الوطن» عن مناهج الصف الرابع الابتدائي والشكاوى المتكررة منها، قائلا إنّ المنهج الجديد يراعي الفروق الفردية واهتمامات المتعلم، إلا أنّ هناك بعض التحديات التي تعيق التطبيق الأمثل للأهداف والحصول على نواتج تعلم مثالية، بسبب الأوضاع التي يمر بها العالم من أزمة فيروس كورونا، وما تلاها من توقف منشآت التعليم، ما أثر سلبا على الطلاب.

وتابع أستاذ مادة الدراسات الاجتماعية، قائلا إنّ ثقافة ولي الأمر و الرأي العام منذ سنوات طويلة، ترى أنّ تقييم أداء الطلاب طبقا للدرجات وليس المهارات، ومن هنا حدث التضارب، إذ إنّ المنهج الجديد يعتمد على تقييم مهارات المعلمين والطلاب على أساس مهارات التعلم والتكنولوجيا والمهارات الاجتماعية.

ومن التحديات أيضا التي تواجه المنظمات التعليمية، تدريب المعلمين على أهداف ونواتج المنهج الجديد بشكل مكثف وتطبيقي، لتأدية دورهم بشكل صحيح في المنهج لتحقيق الاستفادة المثلى، بحسب قول معلم مادة الدراسات الاجتماعية.