الأوقاف: خطبة الجمعة 12 نوفمبر 2021 بعنوان «أحوال الشدة والفرج»

الأوقاف: خطبة الجمعة 12 نوفمبر 2021 بعنوان «أحوال الشدة والفرج»
- الأوقاف
- وزارة الأوقاف
- خطبة الجمعة
- خطبة الجمعة الكاملة
- الأوقاف
- وزارة الأوقاف
- خطبة الجمعة
- خطبة الجمعة الكاملة
أعلنت وزارة الأوقاف نص خطبة الجمعة 12 نوفمبر 2021، والتي تحمل عنوان «أحوال الفرج والشدة»، وجاء فيها أنه من سنن الله تعالى في خلقه أن جعل الحياة دائرة بين الشدة والفرج، والضيق والسعة، والحزن والسرور، وأهل الإيمان هم الذين يكونون في هذه الأحوال كلها بين الصبر والشكر، حيث يقول النبي (صل الله عليه وسلم): «(عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ- وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا الْمُؤْمِنِ-، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ)».
نص خطبة الجمعة
وقالت وزارة الأوقاف في نص خطبة الجمعة، إنه من جميل أفعال الله تعالى أنه (سبحانه) يأتي بالفرج بعد الشدة، واليسر بعد العسر، حيث يقول تعالى: {فَإِنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْرًا}، فإذا ضاق الأمر اتسع، ولن يغلب عسر يُسْرَيْن، وليس بعد الشدة إلا الفرج، ولا بعد العسر إلا اليسر، حيث يقول نبينا (صل الله عليه وسلم): (وإن الْفَرَجَ مع الْكَرْبِ، وَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا).
وأكدت الوزارة أن المتأمل في سِيَر الأنبياء (عليهم السلام) يجد هذا المعنى متجليًا، فهذا سيدنا يعقوب (عليه والسلام) يفقد أحب أولاده إليه سيدنا يوسف (عليه السلام)، ثم يفقد ابنه الثاني بعد سنين، حتى فقد بصره من شدة بكائه وحزنه على فراق ولديه (وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ) غير أنه لم يفقد الأمل، حيث قال كما حكى القرآن الكريم على لسانه: (يا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكافِرُونَ)، ويأتيه الفرج من الله (عز وجل) بعد الشدة والبلاء، فيرد الله إليه بصره وولديه، حيث يقول تعالى: (فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ).
وتابعت: «نجى الله تعالى نبيه يونس (عليه السلام) من ظلمات البحر، والليل، وبطن الحوت، فتحول العسر يسرًا، والضيق فرجًا، حيث يقول تعالى: (وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَلَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ* فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ).
مفاتيح الفرج
وأوضحت الوزارة أن المتدبر في نصوص الشريعة الإسلامية يجد أن الله (عز وجل) جعل للفرج أبوابًا ومفاتيح، منها: لزوم التقوى، واللجوء إلى الله سبحانه بالدعاء، وذكر الله سبحانه، حيث يقول تعالى: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا)، ويقول سبحانه: (أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ)، وكان نبينا (صل الله عليه وسلم) يدعو بهذه الكلمات عِندَ الكربِ: (لا إلهَ إلا اللهُ العظيمُ الحليمُ، لا إلهَ إلا اللهُ ربُّ العرشِ العظيمِ، لا إلهَ إلا اللهُ ربُّ السماواتِ وربُّ الأرض رب العرشِ الكريمِ)، ويقول (صل الله عليه وسلم): (من أصابَهُ همٌّ أو غمٌّ أو سقَمٌ أو شدَّةٌ فقالَ : اللهُ ربِّي لا شريكَ لهُ . كُشِفَ ذلِكَ عنهُ)».
وأكدت خطبة الجمعة الكاملة لوزارة الأوقاف، أنَّ الله تعالى يرزق سيدنا زكريا (عليه السلام) بالولد بعدما كبرت سنه، ورَقَّ عظمه، وهَزُل لحمه، واشتعل رأسه شيبًا، وأجاب دعاءه إذ دعاه، (قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ * فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ).
واختتمت: «ما أحوجنا إلى شكر نعم الله (عز وجل) عند الرخاء، والصبر عند البلاء والابتلاء، وإدامة ذكره سبحانه في السراء والضراء، حيث يقول نبينا (صل الله عليه وسلم): (مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَسْتَجِيبَ اللهُ لَهُ عِنْدَ الشَّدَائِدِ وَالكَرْبِ، فَلْيُكْثِر الدُّعَاءَ فِي الرَّخَاءِ)، ويقول (صل الله عليه وسلم): (تَعرَّفْ إلى اللهِ في الرخاءِ يعرفُك في الشدَّةِ)، ويقول سيدنا أبو الدرداء (رضي الله عنه): ادع الله يوم سرَّائك يستجب لك يوم ضرَّائك، اللهم فرج هم كل مهموم ، وارزقنا شكر نعمك وآلائك»