نص كلمة السيسي لرؤساء أجهزة المنتدى العربي الاستخباري

كتب: محمود البدوي

نص كلمة السيسي لرؤساء أجهزة المنتدى العربي الاستخباري

نص كلمة السيسي لرؤساء أجهزة المنتدى العربي الاستخباري

وجّه الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، كلمة عبر الفيديو كونفرانس لرؤساء أجهزة «المنتدى العربي الاستخباري»، وذلك في إطار أعمال الاجتماع الاستثنائي للمنتدى، الذي يعقد حالياً بالقاهرة، إذ قال: «أرحب بكم في بلدكم الثاني مصر، التي تحظى دائمًا بتواجدكم أخوة أعزاء على قلوبنا، ورفقاء درب في مسيرة بلادهم نحو الأمن والاستقرار، رغم تقلبات وأحداث تبوق بها منطقتنا العربية، منذ أكثر من عقد من الزمان».

السيسي يشكر رؤساء أجهزة «المنتدى العربي الاستخباري»

وأضاف السيسي خلال كلمته: «كما أتوجه لكم جميعا بجزيل الشكر والتقدير على مجهوداتكم، بالدفع بآفاق التعاون بين الأجهزة الشقيقة، وإثراء أعمال المنتدى العربي الاستخباري منذ تدشينه، باعتباره محفلًا فريدًا من نوعه بمنطقتنا، يعزز من التعاون العربي المشترك في المجالات الأمنية والمعلوماتية، وهو ما تجسد من خلال المبادرات، التي أطلقها أعضاء المنتدى خلال العام الجاري، للعمل الأمني المشترك، وتبادل التقييمات في إطار من الشفافية الكاملة حول مصادر التهديدات المحيطة بمنطقتنا».

الرئيس يؤكد الثقة المطلقة في قدرات الأجهزة

وتابع: «اسمحوا لي أن أؤكد على الثقة المطلقة والآمال الكبيرة التي تعقدها شعوبنا على قدرات وجهود أجهزتكم في حماية وصون سيادة واستقلال وكيان ووحدة أراضي ومقدرات وثروات وطننا العربي، الحضور الكريم يأتي اجتماعكم الاستثنائي اليوم للتباحث حول التداعيات المحتملة للأزمة الأفغانية، ترسيخًا لمبدأ المسؤولية عن مواجهة التهديدات في إطار العمل العربي المشترك، تحت مظلة المنتدى العربي الاستخباري».

رسالة السيسي إلى المجتمع الدولي

وأضاف السيسي خلال كلمته: «أبعث برسالة للمجتمع الدولي تؤكد على اتحاد أجهزتنا ومؤسساتنا لتنسيق الرؤى وتوحيد المفاهيم إزاء المخاطر المختلفة والمحتملة، خاصة في ظل ما عكسه الواقع، وأثبته التاريخ بمنطقتنا، من أنه لا سبيل أفضل من الاتحاد، لمواجهة شاملة للتهديدات التي تعصف بمنطقتنا»، موضحًا أن مصر كانت في مقدمة دول العالم التي عانت من انتشار آفة الإرهاب الأسود، الذي كان أحد أهم مسبباته عدم انتهاج المجتمع الدولي لمقاربات شاملة خلال التعاطي مع الأزمات الإقليمية والدولية، سواء في فلسطين أو أفغانستان أو العراق، ومؤخرًا الأحداث التي شهدها ولا يزال يعيشها وطننا العربي في ليبيا وسوريا واليمن.

إنهاء التدخل الأجنبي في شؤون المنطقة العربية

وأضاف السيسي، خلال كلمة عبر الفيديو كونفرانس لرؤساء أجهزة «المنتدى العربي الاستخباري»، وذلك في إطار أعمال الاجتماع الاستثنائي للمنتدى، الذي يعقد حاليا بالقاهرة، أن هذه الأزمات لا حل لها سوى بإنهاء التدخل الأجنبي في شؤون المنطقة العربية، واحترام قرار وإرادة الشعوب وسيادة الدول الوطنية، ومؤسساتها وبما من شأنه إنهاء استغلال التنظيمات الإرهابية والتكفيرية لهذه الأزمات وتداعياتها.

وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي إن ما شهدته الساحة الأفغانية مؤخرًا يجب أن يدق ناقوس الخطر، ويتعين التعامل معه بأقصى درجات الاهتمام والجدية، حتى لا نعود مجددًا إلى الوراء، عندما تغافل الجميع عما حدث عقب الانسحاب السوفيتي من أفغانستان، وتركوا واحة للإرهابيين كي يخططوا ويتدربوا وينشئوا دولة داخل الدولة، التي ما لبست أن وجهت نيران سمومها نحو أوطاننا والحضارة الغربية على حد سواء.

متابعة تطورات الأوضاع على الساحة الأفغانية

وأضاف السيسي: «لذلك فإنني أدعوكم جميعا لتوظيف قدرات أجهزتكم وتركيز جهودكم لمتابعة تطورات الأوضاع على الساحة الأفغانية، عن كثب وبكل دقة، وما تطرحه تداعياتها من مخاطر على أمننا العربي، للحيلولة دون السماح مجددًا بإعادة نشاط التنظيمات الإرهابية، وإيجاد ملاذ أمن لها، واستقطاب المزيد من العناصر وتدريبها والتخطيط لعمليات إرهابية بحرية»، مشددًا على ضرورة الاهتمام بمعالجة ما يعانيه الشعب الأفغاني، نتيجة الأوضاع المعيشية الحالية، وما يمكن أن ينتج عن ذلك من موجات جديدة للهجرة واللجوء، يصعب على المنطقة تحمل تداعياتها.

مصر مستمرة في دعم القضية الفلسطينية

وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي إنه لا يفوته التأكيد على مواصلة الدولة المصرية لجهودها في دعم القضية الفلسطينية ذات الأولوية باعتبارها قضية العرب المركزية، وذلك بهدف تثبيت وقف إطلاق النار، وإطلاق جهود السلام مجددًا، وفقًا لقرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية، وحل الدولتين، بهدف إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، فضلًا عن استمرار جهودنا في التقريب بين الأشقاء الفلسطينيين، لإتمام المصالحة فيما بينهم، صونًا لقدرة الشعب الفلسطيني على استعادة حقوقه عبر وحدته وتضامنه.

مصر لم ولن تألو أي جهد في مساعدة الأشقاء في ليبيا

وأضاف «السيسي»، أن  مصر لم ولن تألو أي جهد في مساعدة الأشقاء في ليبيا، على الوصول ببلدهم إلى بر الأمان، من خلال السير على طريق الحل السياسي الشامل، الذي يتضمن خطوات وإجراءات متزامنة، تستند إلى توحيد المؤسسة العسكرية، وخروج القوات الأجنبية والمرتزقة وإنهاء ظاهرة الميليشيات المسلحة، وإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية متزامنة في مواعيدها المحددة، معربًا عن أمنياته ودعمه الكامل للسودان الشقيق في تخطي الصعوبات الراهنة التي تواجهه، وتحقيق الأمن والاستقرار والرفاهية لشعبه العظيم.

واختتم السيسي كلمته، بتوجيه رسالة للأعضاء الحاضرين: «أنتم أمام يوم من العمل الشاق الذي أرجو الله تعالى لكم فيه كل التوفيق والسداد، وأن يكون انطلاقة واستكمالًا لتعاوننا المشترك، بما فيه صالح أمتنا العربية وشعوبنا، راجيًا منكم إبلاغ أشقائي قادة دولكم الشقيقة، أسمى آيات تحياتي وتقديري واحترامي لشخصهم الكريم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».


مواضيع متعلقة