في ذكرى «حادث المنشية».. تفاصيل محاولة «الإرهابية» الفاشلة لاغتيال عبدالناصر

في ذكرى «حادث المنشية».. تفاصيل محاولة «الإرهابية» الفاشلة لاغتيال عبدالناصر
- جمال عبد الناصر
- إغتيال جمال عبد الناصر
- الاخوان
- عشماوي
- هشام عشماوي
- احداث المنشية
- الإرهاب
- جمال عبد الناصر
- إغتيال جمال عبد الناصر
- الاخوان
- عشماوي
- هشام عشماوي
- احداث المنشية
- الإرهاب
لم تكن محاولة جماعة الإخوان اغتيال الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، في 26 أكتوبر 1954، أثناء إلقاء خطاب جماهيري في محافظة الإسكندرية، والمعروفة بـ«حادث المنشية»، إلا حلقة في دائرة مفرغة من الإرهاب والتآمر على مدار تاريخها، عبر استدعاء العنف ضد من تراهم الجماعة خصوما لها، ويقفون حائلا أمام مخططاتها، بل كانت محاولة اغتيال عبدالناصر واحدة ضمن سلسلة اغتيالات لمسؤولين وشخصيات مهمة، أمثال اغتيال رئيس وزراء مصر الأسبق، أحمد ماهر، في فبراير 1945، والقاضي أحمد الخازندار، في مارس 1948، ورئيس وزراء مصر الأسبق، محمود فهمي النقراشي، في ديسمبر 1948.
ورغم محاولات الجماعة نفي العنف عن ممارساتها وتصدير سردية تلفيق حوادث الإرهاب لها، إلا أنّ جملة حوادث العنف والإرهاب بداية من 2013 عقب ثورة 30 يونيو، التي تورط فيها قياداتها وعناصرها تكشف زيف سردية الجماعة الإرهابية.
خطة اغتيال عبدالناصر والانقلاب
الخلافات التي نشبت بين عبدالناصر وجماعة الإخوان منذ انطلاق شرارة ثورة 1952، كانت أحد الأسباب التي دعّمت محاولة الجماعة الإرهابية حادث اغتياله في المنشية، حيث حاولت فرض الوصاية على قرارات عبدالناصر ومجلس قيادة الثورة، وبلغت الخلافات حدّتها في يناير 1954، بعد صدام بين شباب الجماعة ومنظمة الشباب في الجامعات، وأعقبها قرار بحل جماعة الإخوان في 13 يناير 1954.
قرار حل جماعة الإخوان تسبب في «حالة غليان» داخلها، حسب علي عشماوي، أحد قادة الجماعة الإرهابية، وروى تفاصيل هذه الحالة في كتابه «التاريخ السري لجماعة الإخوان»، قائلا: «كنا ندرك مدى الكارثة التي لحقت بالجماعة، لكن العكس كان صحيحا بالنسبة للإخوان في الشعب، كانوا فرحين بالثقة الجديدة التي نزلت عليهم، وبشنط السلاح التي صارت شائعة التداول بينهم».
ومنذ قرار الحل، بدأت جماعة الإخوان تكثيف إعداد كوادرها عسكريا وتجهيز أسلحة للصدام مع عبدالناصر، اعتمادا على قادة النظام الخاص الذي تأسس في أربعينيات القرن المنصرم.
خطة «الإرهابية» في 5 محاور
وأقرّ عشماوي في كتابه، بأنّ قيادات الجماعة وضعوا خطة ليس لاغتيال عبدالناصر فقط، وإنّما السيطرة على الحكم، والتي جاءت في 5 محاور، أولا: تأمين الجيش عن طريق بعض الإخوان الذين كانوا فى الخدمة، وثانيا: القبض على بعض الشخصيات المهمة والتي لها ثقل عند الصدام، وثالثا: استيلاء الجماعة الإرهابية على أقسام الشرطة ومبانيها بمحافظات الجمهورية كافة، ورابعا: تتولى المجموعات الوافدة للقاهرة، الانضمام إلى «إخوان القاهرة» في عملية الاستيلاء على المباني الحكومية ذات التأثير مثل أقسام البوليس ومبنى الإذاعة، وقطع الطرق المؤدية من ثكنات الجيش إلى القاهرة، وأخيرا: ينظم قسم الطلاب مظاهرة مسلحة، يكون دورها الحدث الضخم الذي يغطي باقي العمليات، وإتمام حصار القصر الجمهوري والاستيلاء عليه.
اعترافات الجاني
وقف عبدالناصر أمام حشد كبير في ميدان المنشية لإلقاء خطاب جماهيري، قبل أن يخرج عليه أحد عناصر جماعة الإخوان الإرهابية، ويدعى محمود عبداللطيف، ليطلق عليه وابلا من الرصاص، أصاب بشكل أساسي الوزير السوداني ميرغني حمزة، وسكرتير هيئة التحرير في الإسكندرية، أحمد بدر، اللذين كانا مجاورين لعبدالناصر، ثم تمكنت قوات الأمن من القبض عليه.
وعقب حادث المنشية، انبرت قيادات جماعة الإخوان في نفي علاقاتها بمحاولة اغتيال عبدالناصر، إلا أنّ التحقيقات مع الجاني كشفت علاقته بالجماعة ومخطط الاغتيال.
ونشرت صحيفة «الأهرام» في عددها الصادر بتاريخ 29 أكتوبر 1954، جانبا من اعترافات عبداللطيف، والتي أكد فيها أنّ محاولة اغتيال عبدالناصر في المنشية بالإسكندرية ليست الأولى، حيث حاولت الجماعة اغتياله سابقا خلال خطابه في مؤتمر الموظفين بالقاهرة، لكنها فشلت في الأمر.
وبحسب الاعترافات المنشورة في الصحيفة، تلقى عبداللطيف تدريبات على يد الجهاز السري للإخوان، ومنحوه السلاح المستخدم في ارتكاب الجريمة، فضلا عن مبلغ مالي للإنفاق على أسرته.