«نورهان تهاني» فتاة تنسب اسمها لوالدتها على «فيسبوك»: أردت إيصال رسالة

كتب: محمد خاطر

«نورهان تهاني» فتاة تنسب اسمها لوالدتها على «فيسبوك»: أردت إيصال رسالة

«نورهان تهاني» فتاة تنسب اسمها لوالدتها على «فيسبوك»: أردت إيصال رسالة

لجأت طالبة بكلية الهندسة جامعة الإسكندرية، إلى حيلة غريبة للتعبير عن فضل الأم، عندما فاجأت أصدقائها ومتابعي حسابها الشخصي على موقع «فيس بوك»، بإعلانها عن رغبتها في تغيير اسم حسابها على الموقع إلى «نورهان تهاني»، وأن تكتب اسم والداتها إلى جوار اسمها بدلا من استخدام اسم والداها كما هو معروف ومعتاد للجميع، قائلة: «عاوزة أغير اسم الأكونت وأخليه نورهان تهاني، على اسم والداتي».

ويبدو أن نورهان تهاني، كما تحب أن تعرف نفسها، أرادت من خلال خطوتها الغريبة، إيصال رسالة لعدم السماح للمرأة في التحكم في طفلها سواء بتسجيله في مدرسة أو توقيعها على أي مستند يخصه، لأن ولي الأمر هو الأب قانونًا، وهو ما يجعل كثير من السيدات، لاسيما المطلقات، يقعن في أزمة كبيرة بسبب امتناع المدارس عن الاعتراف بولايتهن على أطفالهن، في ظل اختفاء الأب بعد الطلاق. 

وقالت نورهان: «إنه على مر عصور كتير الطفل بيتسمى باسم الوالد رغم أن ستات كتير بتشيل مسؤوليته لوحدها تمامًا، فلو فيه شخص واحد لازم الطفل يتسمى باسمه هيكون من حق الوالدة، أو يكون الاسم مشترك أو يختاره الشخص أما يكبر على حسب ما بحب، لكن ميكونش المسلم به هو السلطة الأبوية، لأن أوقات كتير الأب أصلا بيكون مش موجود والستات بتضطر تسجل ابنها باسم أي حد، ورغم أن كل الأشياء دي أنا ممرتش بيها شخصيًا، ولكن وجب مساندة ومساعدة النساء كلهن بابسط الأمور».

خطوة نورهان لم تجد الكثير من الترحيب، إذ بمجرد أن كشفت طالبة كلية الهندسة جامعه الإسكندرية، عن رغبتها، حتى صُوبت تجاهها حملة كبيرة من الهجوم والسخرية، من قبل عدد كبير من رواد موقع «فيس بوك»، في مقابل دعم قليل وتشجيع من قبل أصدقائها.

ورغم كل هذا الهجوم وحملات السخرية ورسائل الانتقاد، التي وصلت إلى السب، نفذت «نورهان» رغبتها واستبدلت اسم والداها باسم والداتها وأصبح حسابها يحمل اسم «نورهان تهاني».

طالبة كلية الهندسة: المرأة مظلومة على مر العصور

وتوضح نورهان تهاني، كما أحبت أن تعرف نفسها، في حديثها مع «الوطن»، الأسباب التي دفعتها لفعل ذلك، وهو اطلاعها الدائم على أحوال النساء والظلم المجتمعي اللاتي يتعرضن له سواء حاليا أو خلال العصور الماضية، كما قرأت في الكتب والروايات المختلفة، مستشهدة بما قرأته بروايات الأديب العالمي نجيب محفوظ.

«نورهان»: «علاقتي بوالدي كويسة إلى حد كبير» 

وللوهلة الأولى قد يشعر البعض، بأن ثمة مشكلة تعاني منها الفتاة بسبب والدها، لكنها تفاجئ الجميع بأن علاقتها بوالدها جيدة ولا تعاني من أي مشكلات، «أنا أصلا عايشة مع والداي ووالداتي عادي زي أي حد، وكمان علاقتي بوالدي كويسة لحد كبير».

وتوضح الطالبة، المقيمة بمحافظة الإسكندرية، «أنا متربية طول عمري إني بقف وبقول لأ، وأهلي كانوا بيساندوني، وهم واثقين في دماغي»، كاشفة في الوقت ذاته أنها لاحظت اعتراض من أهلها حول رغبتها تلك في بداية الأمر، بسبب ظنهم أنها تقصد من ذلك دعم الأطفال غير الشرعيين، مؤكدة أنها لا تقصد ذلك على الإطلاق، وكاشفة أن والداتها التي وصفتها بـ«المتدينة جدا»، دعمتها بشكل كبير في قرارها هذا ولا تجد فيه أي مشكلة.

هجوم وسخرية

وتشير «نورهان»، إلى أنها تلقت هجوما كبير للغاية وسخرية أكبر، منذ أن أقدمت على ذلك، مؤكدة: « طبعا الناس قابلت الخطوة ديه بمنتهى الجهل، وتم قذفي وشتمي وإهانتي أنا ووالدتي، وبعضهم توعدني بالضرب أو السب إن رآني».

لم أستهدف شهرة أو إثارة جدل بهذا المنشور

وتلفت طالبة كلية الهندسة جامعة الإسكندرية، إلى أنها لا تستهدف من ذلك أن تحقق شهرة على مواقع التواصل الاجتماعي، كما اتهمها البعض من مهاجميها، كاشفة أن من تسبب في شهرة منشورها أيضا صفحات مواقع التواصل الاجتماعي التي تعادي المرأة والإنسانية عموما، على الرغم من أنها لم تُصرح بذلك سوى على حسابها الشخصي، وفق ما تؤكده «نورهان»، موضحة في الوقت ذاته أنها لم تتطرق في منشورها هذا إلى أي شيء يخص الدين، لأنها ترى أن الدين أمر له قدسيته: «ولا يجب تدخله في أي شيء بالطريقة دي».

رسالة للمجتمع بعدم احتقار أسماء النساء

وتكشف في نهاية حديثها مع «الوطن»، أن غرضها الأساسي من كل هذا أن لا يحتقر المجتمع أسماء النساء، وألا يحرج أفراد المجتمع من الكشف عن أسماء والداتهم في أي مكان وبأي موقف دون أي يُحرج، موضحة أيضا أنها لا تستهدف من ذلك أن يتم استبدال أسماء الآباء بأسماء الأمهات على الأرقام القومية للمواطنين، ولكنها تريد من خلال تجربتها أن يتم تعميمها على مواقع التواصل الاجتماعي فقط.


مواضيع متعلقة