الفخار مهنة الأجداد تواجه الاندثار بسوهاج.. «تحتفظ بحرارة الطعام وتثلج الماء»

كتب: خالد الغويط

الفخار مهنة الأجداد تواجه الاندثار بسوهاج.. «تحتفظ بحرارة الطعام وتثلج الماء»

الفخار مهنة الأجداد تواجه الاندثار بسوهاج.. «تحتفظ بحرارة الطعام وتثلج الماء»

صناعة الأواني الفخارية تراث يمتد في صعيد مصر منذ عهد الفراعنة، وهناك أسر تحافظ على عادة تقديم الطعام في الأواني المصنوعة من الفخار، لأنها تحافظ على درجة حرارة الطعام، واحتفاظها بنكهة مميزة بخلاف الأواني المعدنية، وهناك أسر تخصصت في صناعة وتجارة الأواني الفخارية، وأصبحت حرفة تميز تلك الأسر وتراثا يتوارثه الأبناء من الأجداد، لكن مع مرور الزمن وتغير الثقافات، أصبحت الصناعة مهددة بالاندثار لضعف الإقبال عليها، والاتجاه إلى الأواني المعدنية، وأصبحت الأسر التي تعمل في تلك الصناعة بالكاد توفر نفقات العيش.

واضطر العاملون في تلك الصناعة إلى عرض بضاعتهم في المحافظات المجاورة كي يتمكنوا من كسب رزقهم بعد أن كان الأهالي يذهبون إليهم لشراء المنتجات المصنعة من الفخار، ويطالبون برعاية الدولة لصناعة الفخار باعتبارها تراثا شعبيا، وحرفة قليل من يعمل بها، كما يطالبون بتسويق منتجاتهم في مختلف محافظات الجمهورية عن طريق فتح منافذ بيع لهم، للحفاظ على تلك الصناعة التي تعتبر تاريخا وعلامة مميزة لمحافظات جنوب الصعيد.

الأواني الفخارية تحتفظ بدرجة حرارة الطعام لمدة نصف ساعة

قال سعد خميس حسين كريم، 45 عاما، أحد العاملين في صناعة الفخار، ويقيم بمركز أبو تشت محافظة قنا، إن عملية التصنيع تتم باستخدام الطين الأسمر والبرام، ويتم وضعهما على دولاب خشبي، حيث يتم تشكيل المنتج، وبعدها يتم وضعها في الشمس، ويتم حرقها بالنار، لافتا إلى أن هناك أهالي من الزمن الجميل، لا تأكل وتشرب إلا في الأواني الفخارية، وبالذات في فصل الشتاء لأن الأواني الفخارية تحتفظ بحرارة الطعام لفترة طويلة بخلاف الأواني المصنعة من المعادن.

وأضاف كريم أن الأواني الفخارية تحتفظ بدرجة حرارة الطعام لمدة تصل إلى نصف ساعة، كما أن الزير والبلاص والقلة تعتبر ثلاجات منزلية لتبريد الماء في فصل الصيف، ويتم استخراج الطَفلة الخاصة بها وهي لونها أبيض من الجبال في محافظة قنا، موضحا أن صناعة الفخار موطنها المراكز الجنوبية بمحافظة سوهاج، وعدة مدن بمحافظة قنا.

حركة بيع الأواني الفخارية تنشط في فصل الشتاء

وأكد كريم، أن حركة بيع الأواني الفخارية تنشط في فصل الشتاء وتحديدا في شهر نوفمبر وحتى نهاية فصل الشتاء، حيث تكثر عملية بيع الطواجن، والبرام، ومنطال الفول، لافتا إلى أن الأسعار ليست مرتفعة فسعر الطاجن يبدأ من 3 جنيهات إلى 25 جنيها، حسب الحجم والجودة، والقلة سعرها يبدأ من 5 جنيهات وحتى 15 جنيها، والبلاص يبدأ سعره من 20 جنيها وحتى 50 جنيها حسب الحجم، وسعر حلة الطبخ تبدأ من 20 جنيها إلى 50 جنيها حسب الحجم والجودة، والزير سعرها يبدأ من 50 إلى 80 جنيها.

منتجات الألمونيوم والاستانليس سببت ركودا للأواني الفخارية

وأضاف كريم أن مهنته ورثها من والده الذي ورثها من جده، لافتا إلى أنه يعمل في تلك المهنة منذ أن كان طفلا، ولا يعرف مهنة غيرها، موضحا أن عملية البيع قديما كانت كبيرة لعدم إقبال الناس على الأواني المصنعة من الألمونيوم، والاستنالس، حتى الثلاجات كانت شحيحة في البيوت، فكانت أغلب الأواني في المنازل من الفخار، لكن مع التطور الذي حدث أصبح الأهالي يتجهون إلى الأواني المصنعة من المعادن، لكن هناك أسرا تحافظ حتى الآن على عادة تقديم الطعام في الأواني الفخارية، لأنهم يعرفون قيمتها.

وأكد كريم، أن مهنة صناعة الفخار شارفت على الاندثار، وللعائد منها لا يكفي نفقات المنزل ومصاريف الدراسة للأبناء في المدارس، مؤكدا أن يضطر إلى حمل بضاعته على تروسيكل ويجوب المحافظات المجاورة لتصريف منتجاته، مطالبا أن تكون هناك رعاية من الدولة لتلك الصناعة، للحفاظ عليها، وتوفير منافذ بيع في محافظات وجه بحري، وتعريف المواطنين بأهمية الأواني الفخارية.


مواضيع متعلقة