5 أخطاء شائعة في الوضوء: منها السواك وكحل العين

كتب: حبيبة فرج

5 أخطاء شائعة في الوضوء: منها السواك وكحل العين

5 أخطاء شائعة في الوضوء: منها السواك وكحل العين

يرتكب الكثير من الرجال والنساء بعض الأخطاء أثناء الوضوء لأداء الصلوات، دون معرفة ببعض الأمور التي قد تبدو بسيطة ولكنها قد تؤدي إلى نقض الوضوء، ويستعرض «الوطن»، في السطور التالية أخطاء قد يقع فيها المسلم أثناء الوضوء وتؤدي إلى بطلانه وهي كالآتي:

المقرر شرعًا غسل الوجه كاملاً أثناء الوضوء

وأوضحت دار الإفتاء عبر موقعها الرسمي، أخطاء الوضوء التي تنقضه، وهي «كُحْل العين» حال حرصت المرأة على ألا يلمس الماء جفنها كي لا يزول من عينيها، فمن المقرر شرعا أثناء الوضوء غسل الوجه كاملا، بما في ذلك الحاجِبَان وأَهْدَاب العين والعَنْفَقَةُ (الشعر أسفل الشفة السفلى) والشَّارِب، ومن باب أولى جفون العين.

وقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ﴾ [المائدة: 6]

فإن الوضوء يتوجب غسل الوجه كاملًا، بما فيه من شعر الحاجبين وأهداب العين (الرموش) وجفونها، ولا تصح الصلاة بغير ذلك.

طلاء الأظافر والحناء

ومن الأمور الأخرى التي تحير كثيرا من الإناث حول سلامة وضوئهن هو طلاء الأظافر، فحسمت أمانة الفتوى بدار الإفتاء المصرية الأمر، قائلة إن طلاء الأظافر إذا كان مادة عازلة تمنع وصول الماء إلى الظفر فإنه بذلك يمنع تمام الوضوء، والله تعالى لما أمر عباده المؤمنين في الوضوء بغسل أعضاء مخصوصة في قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ﴾ [المائدة: 6]، فيعني ذلك غسل كل عضو من هذه الأعضاء بتمامه، وأن وجود الحائل يمنع وصول الماء لعضو من هذه الأعضاء أو لبعض عضو منها يجعل الوضوء غير تام.

كما أن كثيرًا من الفقهاء نصوا على أن وجود حائل ولو كان يسيرًا لا يكون الوضوء معه صحيحًا؛ من ذلك: قول الإمام الدردير المالكي في «الشرح الصغير» (1/ 132، ط. دار المعارف): [ومن شروط صحة الوضوء: ... عدم الحائل من وصول الماء للبشرة؛ كشمع ودهن متجسم على العضو، ومنه عماص العين والمداد بيد الكاتب، ونحو ذلك] اهـ.

حكم التسوك في الوضوء

 يحبذ الكثيرون استخدام السواك عند الوضوء باعتباره سُنَّة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكن آراء الفقهاء قد اختلفت في هذا الأمر وانقسمت إلى رأيين، بناء على الفتاوى الإلكترونية لدار الإفتاء المصرية، فالأول يرى أن: التسوك سُنَّة من سنن الوضوء وهو مذهب الحنفية والمالكية، ورأي للشفاعية.

وقد قال الإمام النووي في «المجموع شرح المهذب» (273/1): [وَدَلِيلُ اسْتِحْبَابِهِ عِنْدَ الْوُضُوءِ حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لولا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَأَمَرْتهمْ بِالسِّوَاكِ مَعَ كُلِّ وُضُوءٍ»، وَفِي رِوَايَةٍ: «لَفَرَضْت عَلَيْهِمْ السِّوَاكَ مَعَ الْوُضُوءِ»، وَهُوَ حَدِيثٌ صَحِيحٌ رَوَاهُ ابْنُ خزيمة والحاكم في «صحيحهما» وَصَحَّحَاهُ وَأَسَانِيدُهُ جَيِّدَةٌ، وَذَكَرَهُ الْبُخَارِيُّ فِي «صَحِيحِهِ» فِي كِتَابِ (الصِّيَامِ) تَعْلِيقًا بِصِيغَةِ جَزْمٍ] اهـ

والرأي الثاني: السواك سنة خارجة عن الوضوء متقدمة عليه وليست منه، وهو مذهب الحنابلة، والرأي الأوجه عند الشافعية. 

ثبوت عمص العين في مكانه بعد الانتهاء من الوضوء يفسده

قد لا يلاحظ البعض عدم إزالة الرمص (عماص العين) بعد الوضوء ولا ننتبه للأمر، ونتوجه للصلاة، وهو ما أوضحته أمانة الفتاوى لدار الإفتاء المصرية، قائلة: حال وجود العماص بعد الانتهاء من الوضوء الرَّمَصَ ملتصق في موضوعه، يجب إزالته وإعادة الوضوء، أما إذا وجدته في غير محلِّه الأصلي فلا يضر؛ فانتقاله يدل على غسل موضعه.

قال ابن نجيم في «البحر الرائق شرح كنز الدقائق» (1/ 12): [وَلَوْ رَمِدَتْ عَيْنُهُ فَرَمِصَتْ يَجِبُ إيصَالُ الْمَاءِ تَحْتَ الرَّمَصِ إنْ بَقِيَ خَارِجًا بِتَغْمِيضِ الْعَيْنِ، وَإِلَّا فَلَا] اهـ، وقال العلامة الرملي في «نهاية المحتاج» (1/ 168): [وَيَجِبُ غَسْلُ مَوْقَى الْعَيْنِ قَطْعًا، فَإِنْ كَانَ عَلَيْهِ نَحْوُ رَمَاصٍ يَمْنَعُ وُصُولَ الْمَاءِ إلَى الْمَحَلِّ الْوَاجِبِ وَجَبَ إزَالَتُهُ وَغَسْلُ مَا تَحْتَهُ] اهـ، وفي «تهذيب اللغة» للأزهري (12/ 129): [قَالَ اللَّيْث: الرَّمَص: عَمَصٌ أَبيض تَلفِظُه العَيْن فتَوْجَع لَهُ، عَينٌ رَمْصاءُ، وَقد رَمِصَتْ رَمَصًا: إِذا لَزِمها ذَلِك] اهـ.

اختلاف العلماء حول لحم الإبل

تتجه بعض الدول العربية إلى اعتقاد أن أكل لحم الإبل يفسد الوضوء، وهو الأمر الذي تسبب في تشتت لدى الكثيرين عن صحة هذا الظن من عدمه.

وحسم علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، من خلال فتوى له عبر موقع دار الإفتاء، الجدل القائم بشأن أكل الإبل، قائلًا: أكل لحم الإبل لا ينقض الوضوء عند جمهور الفقهاء، وهذا ما عليه الفتوى؛ لحديث جابرٍ رضي الله عنه قال: «كان آخر الأمرين من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: تَرْكُ الْوُضُوءِ مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ» رواه الأربعة، ولا خلاف بين الفقهاء في حِلِّ الأكل من رقبة الإبل.


مواضيع متعلقة