«دمو» عاصمة تربية الخيول العربية في الفيوم

كتب: أسماء أبو السعود

«دمو» عاصمة تربية الخيول العربية في الفيوم

«دمو» عاصمة تربية الخيول العربية في الفيوم

وادي منخفض تُحيط به مساحة شاسعة من الأراضي الزراعية، تأخذك إلى قلب قرية «دمو»، بالفيوم، حيث معقِل الخيول العربية الأصيلة، تسحر عينيك الأطفال التي لم تتجاوز الـ 4 سنوات أثنائ امتطائهم الخيل ببراعة وكأنّهم وُلدوا خيّالة، بعدما ولدوا في أكبر قرية لتربية الخيول العربية الأصيلة، وتضم أشهر مدربي الفروسية والجمال والأدب، فهنا خيول تتدرب على الرقص، وهناك خيول رائعة جذّابة تتدرب لتشارك في مسابقات الجمال، وفي الجهة الأخرى تقفز الخيول القوية الحواجز وتجري بسرعة فائقة لتكون جاهزة لمسابقات الفروسية.

تاريخها يعود إلى العصر الفرعوني

وعلى الرغم من أنّ تاريخ قرية دمو يعود للعصر الفرعوني،  حيث كانت مركزاً لتجمع العُمّال خلال بناء هرم هوارة بالفيوم في عهد الملك أمنمحات الثالث، قبل 6 آلاف سنة، إلا أنّها تحوّلت منذ السبعينيات إلى أكبر «أسطبل خيل»، واشتهرت عالمياً بسبب الخيول، حيث احترف أهلها تربية وتدريب الخيول وأصبح لا يخلو منزلاً فيها من الخيول أو مدربيها الذين ينتشرون في مختلف أرجاء الدول العربية والأجنبية لتدريب الملوك والأمراء على الفروسية، وترويض خيولهم، حتى اشتهرت القرية بكونها «قرية الألف مدرب للخيول».

خيول دمو.. جمال  وفروسية وأدب

وقال الدكتور هاني رشدي يونس، أستاذ بكلية السياحة والفنادق وأحد أهالي القرية، إنّ كل شارع في قرية «دمو»، لا يخلو من الخيول بأنواعها سواء خيول بلدي، أو الخيول العربية الأصيلة الباهظة الثمن والتي تقسم إلى خيول لمسابقات الجمال، وخيول لمسابقات الفروسية، وخيول للأدب، بالإضافة إلى مدارس تعليم الفروسية للأطفال، موضحاً أنّ أهالي القرية يتبعون الحديث النبوي الشريف «الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة».

8 مزارع خيول عربية أصيلة ضخمة

وأضاف «رشدي»، لـ«الوطن»، أنّ أهالي القرية بدأوا تدريب الخيول عام 1978، حيث سافر 3 شباب من القرية للعمل في نزلة السمان بالقاهرة، ثم عادوا للقرية وبدأوا في تدريب أبنائهم وافتتحوا مزرعة للخيول، وسار أقاربهم وجيرانهم على نهجهم، حتى أصبحت القرية تضم 8 مزارع كبرى للخيول أكثر من نصفها للخيول العربية الأصيلة، بالإضافة لإشرافهم على 7 مزارع خيول عربية أصيلة في محافظة الفيوم أيضاً.

دمو قرية الألف مدرب للخيول

وكشف «رشدي»، أنّ القرية اشتهرت بقرية «الألف مدرب»، وذلك بسبب مهارات أبنائها العالية في تدريب الخيول العربية، وذاع صيتهم في عدة دول عربية وأجنبية، أبرزها السعودية والبحرين والإمارات والكويت، وهولندا وبولندا، خصوصاً أنّهم ورثوا تدريب الخيول أباً عن جد، وتزايد عليهم الطلب في عدة دول أخرى مثل فرنسا وألمانيا وبريطانيا.

تربية الخيل إرث تاريخي في دمو

وقال رزق سيد محمود مدرب فروسية، أنّه ورث تدريب الخيول أباً عن جد، موضحاً أنّه بدأ العمل في تربيتها وتدريبها منذ كان في الخامسة من عمره، وبالرغم من تلقيه عروضا مغرية للسفر للخارج إلا أنّه فضّل البقاء بين أسرته وفي بلده، وافتتح مزرعة للخيول لتدريب الفروسية، لافتاً إلى أنّه يقوم بتدريب الأطفال وخصوصاً تلاميذ المدارس على الفروسية وقفز الحواجز.

من 200 ألف حتى 10 ملايين جنيه للخيل الواحد

وأضاف محمد كمال، مدرب خيول، أنّه يعشق تدريب خيول الجمال والتي تتراوح أسعارها من 200 ألف وحتى 10 ملايين جنيه، خصوصاً أنّ دمها حر ونقي ووجهها ناعم، موضحاً أنّها تأتي ومعها شجرة عائلتها وأوراق نسبها، وتحليل الدي إن إيه الخاص بها، ويتم وضع ختم في رقبتها ليميزها، لذلك يقوم بتدريبها لتشارك في مسابقات الجمال واستعراض القوام، ويقول أنّها لابد أن تكون ممشوقة القوام واسعة العينين صغيرة الأذنين مضبوطة الرأس مستقيمة الظهر، حتى تشارك في تلك المسابقات، موضحاً أنّ أغلاها سعراً وأفضلها هو الأسود.

خيول الجمال.. قوام ممشوق ورشيق

وأوضح أنّ خيول الجمال يستحيل ركوبها، لأنها خلقت لاستعراض جمالها فقط، ويبدأ تدريبها على ذلك في عمر الشهرين بالتغذية الجيدة والجري الخفيف لإبراز عضلاتها وتعليمها الإشارات والكلمات حتى تتمكن من فهم توجيهات المدرب، ثم تأتي مرحلة تعليمها السير الصحيح مثل الفنانة التي تسير على الريد كاربت، حيث تكون القدمين الأماميتين على شكل رقم 11، بينما الخلفيتين على شكل رقم 8، وتقف ثابتة واثقة في نفسها.

خيول الفروسية طويلة النفس مرتفعة القوام

وبيّن أنّهم يقومون بتقييم الخيل عند ولادته فالذي تنطبق عليه مواصفات الجمال يتم توجيهه لتدريب الجمال، ومن يولد مرتفع القوام طويل النفس يتم تدريبه على الفروسية للمشاركة في مسابقات السرعة وقفز الحواجز، وأخيراً من يخلو من تلك الصفات جميعاً يتم توجيهه ليكون خيل «أدب»، أي يرقص على أنغام المزمار.

وفي ختّام حديثه، كشف أنّ الخيول تتغذى بصورة أساسية على الذرة والردة والشعير، وفي حالة إطاعته للمدرب أو فوزه في أي مسابقة يتم إطعامه سكر وبطاطا وجزر كمكافئة له.

 


مواضيع متعلقة