بريد الوطن.. ليلة بدون كهرباء (قصة قصيرة)

بريد الوطن.. ليلة بدون كهرباء (قصة قصيرة)
فجأة ذات ليلة صيفية شديدة الحرارة، انقطعت الكهرباء فى المنزل، وساد الظلام الدامس واشتدت الحرارة كذلك.
تذمر الأبناء جميعاً متأففين، إذ كانت تليفوناتهم المحمولة توشك بطارياتها على النفاد.
لم يجدوا شيئاً يفعلونه أو يقولونه سوى الصمت، حاولوا النوم فلم يستطيعوا من شدة الحرارة والملل كذلك، فقلت مقترحاً لقطع الوقت: لِمَ لا يحكى كل واحد منكم ذكرى سعيدة علقت فى ذهنه، أياً كانت، أو موقفاً طريفاً أو محرجاً مر به من قبل، أو أشد ما كان يُرعبه فى الصغر.. نظروا لى مترددين، ثم لم يلبث كبيرهم أن تخلى عن تردده وبدأ فى الحديث راوياً أكثر موقف تعرض فيه للإحراج، ثم تحدث أوسطهم عن المقالب التى كان يُعدها لإخوته لبث الرعب فيهم.. طال الحديث بيننا.. تخللته الضحكات المرتفعة والقفشات العابثة، ثم لم تلبث الصغيرة أن اقترحت: لِمَ لا نلعب لعبة تمثيل الأفلام؟ وافقناها جميعاً على الفور، ولا تتخيل كم السعادة والحميمية التى شعرنا بها جميعاً وسط الأداء التمثيلى الهزلى لكل منا..
نعم، لقد افتقدنا هذه اللحظات الأسرية الحميمة واشتقنا كذلك إلى حديثنا معاً.. لقد اشتدت جدران العزلة بيننا إلى حد كبير جراء هذا الكابوس التكنولوجى.. إنترنت.. موبايلات.. لاب توبات.. كم كانت الحياة بسيطة جميلة دافئة.. تمنيت للحظة أن يدوم الأمر هكذا كل ليلة.. بدون كهرباء.
سامح توفيق
يتشرف باب «نبض الشارع» باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com