بريد الوطن .. رحل إلى الكريم.. فاللهم أكرم نُزُله

بريد الوطن .. رحل إلى الكريم.. فاللهم أكرم نُزُله
هناك قلة نادرة من الناس يعيشون فى الحياة ضيوفاً عليها، لا يُغيِّرهم بُهرجها، ولا تُغويهم زينتها، يؤمنون يقيناً أنهم راحلون، فالعمر بالنسبة لهم فرصة لاغتنام الأجر، والدنيا قنطرة للآخرة، والمرض ابتلاء لرِفعة الدرجات يقابلونه بالصبر.. من هؤلاء صديقٌ لى (النظر فى وجهه عبادة)، كما نقول.. هو صديقى سامح خيرى النجار، عرفته منذ نحو 30 عاماً، حينما كنا زميلَين فى «الإعدادية»، جمعنا فصل واحد، وطوال هذه المدة، التى مرَّت سريعاً، لم يتغيَّر كثيراً، سوى فى العمر، فقد ظلَّت ملامحه البريئة توحى بحبه للجميع، حيث وُلد -فى رأيى- مؤدباً، مهذباً، طيب القلب، نقى الصدر، عاش حياته فى هدوء.. محافظاً على الصلاة، سباقاً للخير، وغادر دنيانا فى صمت وصبر.
وإذا كان يقال: «لكل إنسان نصيب من اسمه»، فإنه رحمه الله كان له نصيب وافر من اسمه، فقد كان سَمْحاً، متسامحاً فى كل شىء، ومع كل الناس، خيّراً، كريماً.. لا تفارق البسمة محياه.
غادر الفقيد عن عمر لا يتعدى الـ٤١ عاماً، ومع عمره القصير، ترك ذكراً حسناً لا يُمحى، وإننى إذ أنعاه، فلا أزكيه على الله، بل أُحسن الظن فيه، وأرجو أن يكون مرضه رِفعة لدرجته.. أسأل الله أن يرحمه وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يطيب أوجاعه وآلامه، وأن يلهم عائلة النجار الصبر والسلوان.. وإنا لله وإنا إليه راجعون.
رزق عبدالمنعم خليف
يتشرف باب «نبض الشارع» باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com