عم «طه» يحول كلية فنون جميلة لجنة خضراء: «عشت فيها أكتر من بيتي»

كتب: محمد خاطر

عم «طه» يحول كلية فنون جميلة لجنة خضراء: «عشت فيها أكتر من بيتي»

عم «طه» يحول كلية فنون جميلة لجنة خضراء: «عشت فيها أكتر من بيتي»

لسنوات طويلة، كان هناك جزء ليس بالصغير من محيط قسم النحت بكلية الفنون الجميلة بجامعة المنيا، ظل كمقلب يستخدمه طلاب الكلية وأعضاء هيئة التدريس والعمال والموظفون لإلقاء كل المهملات وهوالك أي منتج فني يعمل عليه الطلاب أو المدرسين، وذلك قبل لمسة عم «طه»، عامل الصب بالكلية، الذي حوله إلى جنة من الزرع والنباتات الخضراء الجميلة، وجعله متنفسا للجميع بهذا القسم، بعد مجهود استمر لسنوات.

طه السيد التوني، يبلغ من العمر 50 عاما، ويعمل منذ سنوات طويلة كعامل صب بكلية الفنون الجميلة بجامعة المنيا، وهو الشخص المسؤول عن المساعدة في صناعة قوالب من الجبس للتماثيل المنحوتة التي يعمل عليها الطلاب، ليسهل من عملهم ويحافظ عليه من إفساد العوامل الجوية، حسبما يشرح العامل.

عم «طه» يعمل بالكلية منذ أن كان طفلا بالإعدادي

ويقول «عم طه»، في حديثه مع «الوطن»، إنه يعمل بهذه الكلية منذ أن كان طفلا في الصف الثاني الإعدادي، مؤكدا أنه عاش بها تقريبا أكثر مما عاشه في بيت والداه أو في بيته بعد ذلك، مضيفا: «من ساعة ما بدأت شغلي فكلية الفنون الجميلة، مبروحش غير بعد المغرب كل يوم تقريبا، فكان لازم أعمل حاجة أحول بيها المكان المهمل ده لمكان تاني حلو مليان زرع أخضر ومنور».

فور اقتراح عم «طه» تحويل المكان وإصلاحه لاقى ترحيبا شديدا

عامل الصب بالكلية، رجل متزوج ويعول 3 بنات جميعهن بين الصفوف التعليمة المختلفة، واقترح على الدكتور رأفت منصور، مسؤول قسم النحت بكلية الفنون الجميلة بجامعة المنيا حنيها، منذ سنوات، أن يعمل على تحويل هذا المكان المهمل، لمكان جديد يبث الطاقة الإيجابية والسعادة في كل من يراه، وهو ما وافق عليه مسؤول القسم على الفور، حسبما يحكي والد البنات االثلاثاء.

فريق عمل مكون من موظفين وعمال ومسؤول كان السبب وراء هذه الجنة الخضراء

ويوضح «طه»، أن الدكتور رأفت منصور، هو من وفر كل ما يتطلبه تغيير المكان وتحويله لهذا الشكل، ومن جانبه بدأ هو ومجموعة من عمال وموظفي القسم في العمل على هذا الأمر في الحال، مضيفا: «كان معانا عامل اسمه محمد علي، وموظفين زي الأستاذ صابر عبد الغفار، ومدام زينب عبد الحميد، ومدام نجات فتحي خلاف، والصراحة كلهم كانوا بيصلحوا في المكان، زي ما يكون بيتهم، كلنا بنشوف الكلية كدا فعلا، إحنا عيشنا فيها عمر».

جنة تشع بالأخضر من كل اتجاه

واستقبلت كلية الفنون الجميلة بجامعة المنيا طلابها مؤخرا، معلنة بداية عام دراسي جديد، واستحوذ هذا المكان بعد إصلاحه وتحويله بهذا الشكل، على اهتمام الكثير من الطلاب الذين حرصوا على التجول به، والتقاط صور جميلة مثل المكان الذي أصبح جميلا ويشع بكل أنوار الحياة الخضراء الجميلة، كما يصف عم «طه»، في نهاية حديثه مع «الوطن».


مواضيع متعلقة