دعاء المطر.. كان يردده الرسول إذا رأى سحابا
دعاء المطر وأحاديث عن الرسول في هذا الخصوص
بدأ فصل الخريف وما يحمله من رياح، فضلا عن سقوط الأمطار أحيانا، ثم يأتي من بعده فصل الشتاء، المعروف بغزارة المطر، وفي هذه الأثناء يتضرع كثيرون لله سبحانه وتعالى ويتلون دعاء المطر حسبما ورد عن رسول الله صلّ الله عليه وسلم، خاصة أن هناك أحاديث تبين قوله ودعاءه، أثناء رؤية السحاب قبل أن تمطر، ثم بعد نزول المطر، وهو ما نوضحه في التقرير التالي.
دعاء المطر
وتطرقت دار الإفتاء المصرية إلى دعاء المطر مشيرة إلى أنه قد روى الإمام أبو داود في سننه، وابن ماجه في سننه، بإسناد حسن من حديث أبي هريرة قال: سمعتُ رسول الله صلّ الله عليه وسلم يقول: الريح من رَوْح الله تعالى، تأتي بالرحمة، وتأتي بالعذاب، فإذا رأيتموها فلا تسُبُّوها، واسألوا اللهَ خيرَها، واستعيذوا بالله من شرها، كما ورد عن رسول الله -صلّ الله عليه وسلّم- أنّه: (كانَ إذا رأى سحاباً مُقبِلًا من أفُقٍ منَ الآفاقِ، ترَكَ ما هوَ فيهِ وإن كانَ في صلاتِهِ، حتَّى يستقبلَهُ، فيقولُ: اللَّهمَّ إنَّا نعوذُ بِكَ من شرِّ ما أُرْسِلَ بهِ، فإن أمطرَ قالَ: اللَّهمَّ صيِِّباً نافعاً مرَّتَينِ، أو ثلاثًا، فإن كشفَهُ اللَّهُ ولم يمطِرْ، حمدَ اللَّهَ على ذلِكَ).
دعاء الرسول إذا رأى المطر
واستكمالا لموضوع دعاء المطر، ففي صحيح البخاري عن السيدة عائشة أم المؤمنين أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّ اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ إذَا رَأَى المَطَرَ، قالَ: اللَّهُمَّ صَيِّبًا نَافِعًا.
وفي هذا الحديثِ، الذي يتناول دعاء المطر، تُخبِرُ عائشةُ أمُّ المؤمنينَ رَضيَ اللهُ عنها أنَّ النبيَّ صلَّ اللهُ عليه وسلَّمَ كان إذا رَأى مطرًا دَعا اللهَ عزَّ وجلَّ أنْ يكونَ هذا المطرُ «صَيِّبًا نافعًا»، أي: مَطَرًا نافعًا للعبادِ والبلادِ، وليس مَطَرَ عَذابٍ أو هَدْمٍ أو غَرَقٍ، كما أهلَكَ اللهُ قَومَ نوحٍ بالسُّيولِ الجارفةِ، والصَّيِّبُ: يُطلَقُ على المطَرِ والسَّحابِ، والمرادُ به هنا المطَرُ الشَّديدُ.
ويستمر الحديث عن دعاء المطر، فكما أنَّه صلَّ اللهُ عليه وسلَّمَ كان يَستبشِرُ بالمطَرِ، كان يَحذَرُ الغَيمَ أيضًا ويَخشاهُ؛ فقد جاء في الصَّحيحَينِ مِن حَديثِ عائشةَ رَضيَ اللهُ عنها أنَّها قالتْ: «يا رسولَ اللهِ، إنَّ الناسَ إذا رَأَوُا الغَيمَ فَرِحوا؛ رَجاءَ أنْ يكونَ فيه المطَرُ، وأراكَ إذا رَأَيتَه عُرِفَ في وَجْهِك الكراهيةُ، فقال: يا عائشةُ، ما يُؤْمِنِّي أنْ يكونَ فيه عَذابٌ؟ عُذِّبَ قومٌ بالرِّيحِ، وقد رَأى قومٌ العذابَ، فقالوا: هذا عارضٌ مُمطِرُنا»، وفي الحديثِ: الدُّعاءُ بالازديادِ مِن الخَيرِ والبركةِ والنَّفْعِ فيه.
دعاء السقيا
وبعيدا عن دعاء المطر فقد روى أنس بن مالك أنه قد دخَل رجُلٌ المسجِدَ يومَ الجُمعةِ مِن بابٍ كأنَّ رجاءَه المِنبَرُ ورسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يخطُبُ فاستقبَله قائمًا فقال : يا رسولَ اللهِ هلَكَتِ المواشي وانقطَعَتِ السُّبُلُ فادعُ اللهَ لِيُغيثَنا فرفَع رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يدَه يقولُ : ( اللَّهمَّ اسقِنا اللَّهمَّ اسقِنا ) قال أنَسٌ: واللهِ ما نرى في السَّماءِ سَحابةً ولا قَزَعةً بَيْنَنا وبَيْنَ سَلْعٍ مِن بيتٍ ولا دارٍ فطلَعَتْ مِن ورائِه سَحابةٌ مِثْلُ تُرْسٍ فلمَّا توسَّطَتِ السَّماءَ انتشَرَتْ ثمَّ أمطَرَتْ فواللهِ ما رأَيْنا الشَّمسَ سِتًّا ثمَّ دخَل رجُلٌ مِن البابِ يومَ الجُمعةِ المُقبِلةِ ورسولُ اللهِ صلَّ اللهُ عليه وسلَّم يخطُبُ فاستقبَله قائمًا ثمَّ قال : يا رسولَ اللهِ هلَكَتِ الأموالُ وانقطَعَتِ السُّبُلُ فادعُ اللهَ أنْ يكُفَّها عنَّا فرفَع رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يدَيْهِ يقولُ: (اللَّهمَّ حَوَالَيْنا ولا علينا اللَّهمَّ على الآكَامِ والظِّرابِ والأوديةِ ومنابتِ الشَّجرِ ) قال: فأقلَعَتْ وخرَج صلَّ اللهُ عليه وسلَّم يمشي في الشَّمسِ فسأَلْتُ أنَسًا أهو الرَّجُلُ الأوَّلُ؟ قال: لا أدري.
فضل دعاء المطر
وبالإضافة إلى موضوع دعاء المطر، فعن السيدة عائشة أم المؤمنين أن النبيَّ صلّ الله عليه وسلم كان إذا رأى ناشئًا في أُفُقِ السماءِ تركَ العملَ وإن كان في صلاةٍ، ثم يقولُ: اللهم إني أعوذُ بك مِن شرِّها . فإن مطرٌ قال : اللهمَّ صَيْبًا هَنِيئًا.