ضيوف الرحمن يؤدون طواف الإفاضة وخطيب الحرم يدعو لـ«نصرة الأقصى»
ضيوف الرحمن يؤدون طواف الإفاضة وخطيب الحرم يدعو لـ«نصرة الأقصى»
شهد الحرم المكى، أمس، زحاماً ملحوظاً من الحجيج لأداء طواف الإفاضة، وامتلأت جنبات الحرم بالحجاج وهم يطوفون حول الكعبة المشرفة، ومنهم المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء، واللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، اللذان طافا طواف الإفاضة فى الساعات الأولى من صباح أمس، وسط حراسة أمنية مشددة، وامتلأت ساحات الحرم والشوارع المحيطة بضيوف الرحمن، الذين يمضون يومهم الأول بعد رمى الجمرة والحلق والتقصير، قبل أن يعودوا إلى مشعر «مِنى»، لقضاء أيام التشريق لرمى الجمرات الثلاث يومى الحادى عشر والثانى عشر من «ذو الحجة» للمتعجلين منهم.
وأدى ملايين الحجاج صلاة العيد بالحرم المكى، الذى دعا خطيبه إلى نصرة الأقصى والشعب الفلسطينى الشقيق، ونصرة الإسلام والمسلمين فى كل مكان.
وتدفق ضيوف الرحمن، فى أول أيام عيد الأضحى المبارك، على مشعر «مِنى» قادمين من مزدلفة، لرمى جمرة العقبة الكبرى، ثم النزول إلى مكة المكرمة لأداء طواف الإفاضة.
وأعلن اللواء شاكر الكيال، مساعد وزير الداخلية، الرئيس التنفيذى لبعثة الحج المصرية، أن نفرة حجاج القرعة من «عرفات» إلى المشعر الحرام بـ«المزدلفة» تمت بنجاح منقطع النظير.
وأوضح أن جميع حجاج القرعة غادروا، أمس الأول، حدود «عرفات الله» مع حلول صلاة العشاء، وتم تسكين جميع الحجاج بمخيماتهم بمشعر «منى» الليلة قبل الماضية.
وأشار «الكيال» لـ«الوطن»، أمس، إلى ارتفاع حالات الوفاة بين صفوف حجاج البعثة إلى 20 حالة، بعد وفاة حاجتين من بعثتى القرعة والتضامن.
وقال إن حالة الوفاة الـ19 لحاجة من بعثة القرعة، تدعى لوزة رجب (56 سنة)، من الدقهلية، توفيت فور وصولها إلى مشعر مِنى، والحالة العشرين للحاجة علية محمد على، من بعثة حج التضامن، وتوفيت بمستشفى مِنى، إثر إصابتهما بهبوط حاد فى الدورة الدموية.
وأضاف أنه تلقى اتصالين من اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، للاطمئنان على أحوال ضيوف الرحمن، وأن الوزير وجه بتقديم كل الخدمات اللازمة لحجاج القرعة، لضمان قيامهم بأداء المناسك فى سهولة ويسر وحتى عودتهم بسلامة الله إلى أرض الوطن.
وأجرى رئيس البعثة حج، صباح أمس، جولة لتفقد مخيمات حجاج القرعة بـ«مِنى»، للتأكد من كفاءة الخدمات المقدمة لهم، وجودة الوجبات الساخنة التى تقدم لهم يومياً، وتحتوى على كل العناصر الغذائية من لحوم أو أسماك أو دواجن، وخضراوات طازجة، ونشويات وفواكه.
وشدد على عدم السماح لأى حاج من خارج بعثة القرعة بالوجود داخل مخيمات الحجاج بمشعر «مِنى»، مناشداً ضيوف الرحمن الالتزام بالقواعد المعلنة من جانب البعثة، والحرص على ارتداء بطاقات الهوية والأسوار التى تم صرفها لهم بمجرد وصولهم إلى الأراضى المقدسة، لأنه لن يسمح لأى حاج لا يرتدى تلك الشارات بدخول المخيمات. وأوضح «الكيال» أنه تمت مضاعفة الخدمات المصاحبة للخيام بـ«مِنى»، كما حدث بمشعر «عرفات»، وتم تزويد جميع الخيام بدورات مياه متنقلة، إضافة إلى دورات المياه المنشأة من جانب السلطات السعودية، وكذلك أحواض الوضوء، ما كان له أثر كبير على راحة حجاج القرعة، ولفت إلى اختفاء ظاهرة افتراش الحجاج طرقات مشعر «مِنى» هذا العام، للسنة السادسة على التوالى.
ويواصل اليوم، أول أيام التشريق، الملايين من حجاج بيت الله الحرام رمى الجمرات الثلاث الصغرى ثم الوسطى والعقبة الكبرى، بعد أن قاموا، أمس (أول أيام العيد) برمى جمرة العقبة الكبرى فقط، وسط وجود أعداد كبيرة من رجال الأمن السعودى الذين قاموا بتنظيم حركة الحجيج فى ساحات جسر الجمرات، وانتشرت عربات الإسعاف تحسباً لوقوع أية إصابات.
من جهته، أوضح مصطفى عبداللطيف، وكيل أول وزارة السياحة المشرف على بعثة الحج السياحى، أن عملية انتقال الحجاج من «عرفة» إلى «المزدلفة» ثم إلى «منى» تمت بيسر، لافتاً إلى أن شركات السياحة اختارت لحجاجها أوقاتاً مناسبة لرمى الجمرات، بعيداً عن الزحام وخوفاً من حدوث اختناقات أو تكدسات بين الحجاج. وقال إن المفتشين التابعين للبعثة المصرية يوجدون فى كل المعسكرات الموجودة بـ«منى وعرفات»، وتم التنبيه على المفتشين بضرورة تقديم المساعدة لأى مصرى من بعثات الحج الثلاث، ومتابعة أى مشاكل قد تواجه الحاج المصرى، كما تم تكليف المشرفين بمتابعة ضيوف الرحمن فى مشعر «مِنى» حتى بعد غد «الثلاثاء»، مؤكداً أن عمل اللجان سيستمر حتى خروج آخر حاج مصرى من الأراضى المقدسة.
من جانبه، قال محمد شعلان، رئيس الإدارة المركزية للرقابة على الشركات، إن بعثة الحج تلقت شكاوى من بعض الحجاج بسبب انقطاع التيار الكهربائى عن بعض المكيفات فى الخيام، فضلاً عن سوء حالة الصرف الصحى بأحد مخيمات «عرفات»، علاوة عن تأخر تقديم الوجبات للحجاج فى أوقاتها، مشيراً إلى أنه تم حل تلك الأزمة بعد تدخل مؤسسة «الطوافة» السعودية.
وقال ناصر تركى، رئيس لجنة السياحة الدينية بغرفة شركات السياحة، إن رفع علم مصر بـ«عرفات» والدعاء لها كان بمثابة رسالة من أطهر مكان فى العالم تؤكد حب المصريين لبلادهم، كاشفاً عن أن هناك أفكاراً وآليات يتم بحثها لدعم مصر حتى يتحول شعار «تحيا مصر» إلى واقع عملى يشارك فيه الجميع.
