بريد الوطن .. الجانب المُظلم في حياة طبيب (قصة قصيرة)

كتب: الوطن

بريد الوطن ..  الجانب المُظلم في حياة طبيب (قصة قصيرة)

بريد الوطن .. الجانب المُظلم في حياة طبيب (قصة قصيرة)

جلس العجوز ينتظر دوره فى ساحة انتظار المرضى بأحد المستشفيات الكبيرة، المكان مُكتظ بالناس، والأصوات والهمهمات تصنع ضوضاءً لا تحتمل، الجميع يُطالب بأنه الأحق بالدخول أولاً، حينما ازدادت حدة الخلاف خرج الطبيب الذى كان يُراقب ما يحدث من خلال كاميرا مراقبة ليصُب جام غضبه على الجميع، ويخبرهم بصوت لا يخلو من وقاحة أن من لا يروق له الصمت فليغادر غير مأسوف عليه.

رجع العجوز بذاكرته إلى الوراء بعد أن رأى الشيب وقد غزا رأس الطبيب، تذكره فى أيام شبابه وكيف كان ودوداً هشّاً بشّاً مع المرضى، وكيف كان يمتنع عن أخذ مقابل نظير توقيع الكشف على الفقراء والمساكين، لقد تحولت الحجرة المتهالكة التى كان يستعملها الطبيب فى مقتبل حياته إلى صرح شاهق تعلوه لافتة بالنيون مكتوب عليها (مستشفى الرأفة التخصصى)، إلا أنها أصبحت تفتقد أدنى معايير الرأفة. جاء الدور على العجوز فدخل يستند على كتف موظف الاستقبال، فما كان من الطبيب إلا أن قال بصوت بغيض:

- اخلص.. مش هنستناك للصبح!

وحينما أخبره موظف الاستقبال عن عدم قدرة الشيخ حسين على دفع ثمن الكشف ويلتمس فضلكم، استشاط الطبيب غيظاً وحنقاً، وقال بصوت أجش غليظ:

- أنا مش فاتحها سبيل لكل من هب ودب! ثم أمر موظف الاستقبال بطرد الشيخ حسين.

                                                       أشرف غازى- قاص مصرى

يتشرف باب «نبض الشارع» باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com


مواضيع متعلقة