بريد الوطن .. محمود العربي.. ربح البيع

بريد الوطن .. محمود العربي.. ربح البيع
ما أجمل النهايات التى تحمل معها حصاد ثمار العمر الطيب! وما أعظم من أن يكون عطاؤك عند الموت لا يقل عن عطائك طيلة حياتك ويكون مشهد الوداع إجابة لكل من يراه أن لا جزاء للإحسان إلا الإحسان! حكاية رجل عاش من أجل العمل وإرضاء خالقه، بدأ من الصفر حقيقة وليست كلاماً ليصبح من أغنى تجار مصر ويصبح كما أطلقوا عليه «شهبندر التجار»، ولكن الفارق فى قصة وحكاية الحاج محمود العربى ليس فقط أنه تاجر شاطر، ولكن لأنه تاجر تربى على أخلاقيات دين نشأ عليه منذ تفتحت عيناه على مدارك الحياة، ليعرف أن الله هو من يرزق ويعطى، ولكن عطاءه يجب أن يكون أمامه نعمة أخرى تقابلها، وهى نعمة الشكر لله المعطى، وترجمة هذا الشكر من خلال إكرام العمال الذين تكتمل بهم المسيرة، فكان مكرماً لهم باعترافهم وحبهم واحترامهم له، ولم يغيّره المال، ولم تزده الشهرة إلا تواضعاً وخشية لله الذى منحه حب العباد، وربما هناك الآلاف من قصص النجاح سمعناها، ولكن «العربى» كان مختلفاً، فهو رجل لا يرى سوى أن التجارة عمل، فلم نشاهده وقد أقحم نفسه فى دروب ودهاليز السياسة كباقى رجال الأعمال الآخرين الذين يرون أن السياسة هى السياج الذى يحميهم، اجتاح العالم كورونا فتخلصت بعض المؤسسات من العمال لتخفيض التكلفة إلا محمود العربى فقد حافظ على عماله ولم يتأثر أحد أبداً منهم، كان أباً ومعلماً لهم، ولم يشعروا أبداً بالفارق فى تعاملهم معه، لأنه الرجل الصادق مع ربه، فصدَّقه الناس وأحبه الجميع.
محمد الطربيلي
يتشرف باب «نبض الشارع» باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com