«صائد الثعابين».. «أبو دوح» يؤمّن منازل الأقصر منذ 4 عقود: «ورثتها عن جدودي»

كتب: أماني خيري

«صائد الثعابين».. «أبو دوح» يؤمّن منازل الأقصر منذ 4 عقود: «ورثتها عن جدودي»

«صائد الثعابين».. «أبو دوح» يؤمّن منازل الأقصر منذ 4 عقود: «ورثتها عن جدودي»

«صائد الثعابين».. مهنة موجودة في الصعيد منذ سنوات طويلة، ولا زالت مُتوارثة حتى الآن، يعمل خلالها «صائد الثعابين» على العثور على الثعبان من داخل المنزل، وإحكام السيطرة عليه واصطياده، وفي مُقابل ذلك يحصل على أجر رمزي من أهل المنزل.

ورغم ضعف المُقابل المادي الذي يحصل عليه لكن لا زال هُناك بعض الأشخاص من الرجال يعملون في تلك المهنة، اعتادوها وتوارثوها وأصبحت جزء لا يتجزأ من حياتهم، ولا يعلمون سواها، رغم أن بعضهم ترك تلك المهنة نهائيًا، واتجهوا نحو مِهن أخرى تُناسب الحياة الحالية.

أبو دوح.. صائد ثعابين منذ 30 عاما

جابر أبو دوح النمر، ليس اسما سينمائيا، لكنه اسم صائد الثعابين الذي يعمل في تلك المهنة منذ ما يزيد عن الـ40 عامًا، ورثها عن أجداده وآبائه، واعتادها واعتادته، ولم يُفكر يومًا في الابتعاد عنها أو البحث عن مِهن أخرى، مثلما فعل الكثيرون ممن يعملون في تلك المهنة داخل محافظة الأقصر في جنوب الصعيد، فهو يتقاضى مبلغا صغيرا مقابل عمله لكنه يُساعده على ظروف الحياة الصعبة.

 

مكالمة تليفون.. بداية الطريق لصيد الثعابين

«البخاخ، أبو رواش، الدفينة، العقارب السامة، الطريشة»، أهم الأنواع التي يصطادها «أبو دوح»، من المنازل داخل محافظة الأقصر، وبشكل يومي ينتظر  مكالمة هاتفية من أحد الأهالي يطلبه لاصطياد ثعبان أو عقرب أو دفينة من منزله، وهكذا هو حاله، عمله يتوقف على هاتف من الحالات، وحين ينتهي من عمله يحصل على مبلغ بسيط من صاحب المنزل وحسب تقديره الشخصي للحالة يكون المبلغ.

وعن أصعب لدغات الأفاعي، يقول «أبو دوح» لـ«الوطن»، إن أقوى الأنواع وأكثرها خطر هي الكوبرا أو الأفعى والطريشة، وفي حالة لم يتم علاج الحالة أو المريض في أقل من 24 ساعة قد يُصاب بجلطة، وفي حال وصول السُم إلى القلب، قد يموت بسبب هذه اللدغة، لذا يحرص الأشخاص على الذهاب إلى أقرب طبيب أو مركز طبي أو حتى حاوي للعلاج في حالة الإصابة باللدغات.

 

أبو دوح.. توارث مهنته عن أجداده القدامى

وعن سر تعلمه لـ مهن صيد الثعابين، أوضح أنه ورث هذه المهنة من والده وأجداده، فكبر ووجدهم  يعملون فيها، وكان يُشاهدهم باستمرار أثناء صيدهم للثعابين وطريقة الصيد والتخلص من الثعبان، ومع مرور الوقت اعتادها وكبر عليها ولم يُفكر في الابتعاد عنها، ولديه 5 من أبناء بينهم ثلاثة ذكور، ورث أحدهم تلك المهنة، والثاني موظف، والثالث يعمل أجيرا باليومية.

طريقة صيد الثعبان حسب «أبو دوح»، تبدأ بالذهاب إلى المنزل ثم البحث على الثعبان في كافة الأرجاء، ثم القبض عليه ووضعه في خزنة من الخشب حتى يعود لمنزله، وحينما يعود يمسك قطعة من القماش يلفها حول أسنان الثعبان ثم يكسرها، ويتركه في تلك العلبة الخشبية دون طعام أو شراب حتى يموت، وهذا يستغرق من 5 لـ10 أيام، ثم يتخلص منه ويلقيه في الخارج، ولكنه لا يقتله بنفسه حتى لا يرتكب ذنبًا بسببه.

 

بسبب التكنولوجيا.. انخفاض عدد صائدي الثعابين

وعن عدد العاملين في تلك المهنة هل زاد أم ضعف،  يؤكد «أبو دوح»، أنه مع مرور الوقت قل وانخفض عدد صائدي الثعابين داخل محافظة الأقصر وداخل الصعيد بشكل عام، بسبب التطور ومحاولة البحث عن مهن أخرى تُناسب البعض، لافتًا إلى أن أغلب الأجيال الجديدة لا تعرف كيفية العمل في تلك المهنة وإنما لا يرغبون فيها من الأساس، فهم يطمحون للعمل في مِهن أخرى بأشكال مختلفة خاصة مع التطور التكنولوجي الذي ساعدهم في تغير الأفكار وبعض الموروثات القديمة.


مواضيع متعلقة