«جمال»: «خلّى الفقير ياكل لحمة»
كلما اقترب عيد الأضحى، يتوافد البسطاء على شوادر اللحوم البلدية أملاً فى تذوقها ولو مرة واحدة فى العام، الحلم الذى حققته الحكومة لهم بتوفير شوادر اللحوم بدلاً من المحلات، للتخلص من جشع الجزارين الذين حاول جمال غانم تحسين صورتهم فى عيون الفقراء، فراح يبيع اللحوم بسعر الشادر، رافعاً شعار «خلِّى الفقير ياكل».
محله الصغير بوسط إمبابة تهوى إليه الأفئدة من كل ربوع الجمهورية، لحوم مضمونة 100% وأسعار مخفضة، ما أوسع للرجل الأربعينى شهرة ليس بسبب جودة بضاعته، لكن لحبه للخير ومساعدة الفقراء قبل أى شىء، بحسبه «فيها إيه لو الجزار فى موسم اللحمة خفض تمن اللحمة، والله هيكسب أكتر، وربنا يبارك له فى رزقه، لأن الفقير هياكل ويدعى له». يتذكر «جمال» أيام الفقر التى كان محروماً فيها من شراء اللحوم، وبفضل حب الناس له راجت بضاعته وذاع صيته، وأصبح من أشهر محلات الجزارة بالمنطقة، «طول عمرى متربى فى السيدة زينب من عيلة بسيطة، كلنا فى المنطقة بناكل ونساعد بعض، وعمرى ما نمت جعان»، أسباب غيرت من مجرى حياة الجزار الذى حاول ببساطته وطيبته كسب حب وثقة الناس، «التمن اللى تقول عليه الحكومة ويجود بيه الزبون مقبول، والمكسب لنا برضه».