زيارة للصعيد المنسى

زيارة للصعيد المنسى
أنا اليوم أحدثكم عن الجزء المبتور من شجرة الوطن، أحدثكم عن الصعيد، الجزء الذى يعانى وما زال يعانى من التهميش، ويكفى جداً كلمات معسولة فى بعض البرامج التليفزيونية «الحكومة تتجه نحو الصعيد» بعد أن أسمعها تنتابنى الضحكات، ليس لأن الموضوع مضحك ولكن لأن الموضوع تكرر مراراً من عهد «السادات» وبعده «مبارك» وبعده «مرسى» وبعده «السيسى» والصعيد محلك سر، حتى عندما نتكلم عن المثلث الذهبى لا بد أن يعلم الجميع أن المثلث الذهبى خيره لا يذهب إلى الصعيد، لأن هناك شركات مسيطرة عليه، وسوف تسيطر عليه شركات أجنبية أكثر وأكثر، لأن الصعيد تُجلب منه المواد التى تنقص العاصمة وليس تُجلب إليه التنمية من العاصمة، هكذا نحن نشعر أننا محتلون، ولكن مع ذلك كلنا أمل فى الله أولاً ثم فى رئيس الوزراء إبراهيم محلب، لأنه من خلال متابعتى له عندما يعد ينفذ وهو وعد أن يتجه نحو الصعيد وتنميته وها نحن منتظرون.
لا أطلب مالاً ولا وظيفة، كل ما أطلبه أن يتوجه المسئولون إلى محافظات الصعيد والدخول إلى قراها وليس مدنها المتباعدة تماماً فى كل شىء، متباعدة فى المسافة، متباعدة فى العادات، متباعدة فى المشاكل، لأن كل مشكلة فى المدينة توازيها 90 مشكلة فى القرى، منها مثلاً قرية أبومناع بحرى، هناك مستشفى كان يعمل وليس به أى مشكلة، ولكن فجأة جاءت وزارة الصحة وقالت هذا المستشفى لا بد أن يتطور، قلنا وماله ربنا يبارك لكم كله خير، الكلام دا طبعا قبل 16 سنة، أكررها 16 سنة، وإلى الآن تم إيقاف المستشفى ولا يوجد به إلا ممرض واحد فقط يمثل الاستقبال والطوارئ والعمليات الخفيفة وكل شىء. لا أعلم إن كان هذا الكلام سوف يلقى آذاناً صاغية أم لا، ولكن لا بد لنا من عيشة كريمة لا أريد أن تتم مساواتنا بأهل العاصمة وغيرها ولكن أريد أن نشعر على الأقل أننا مصريون.
حسين الضبع