«لا نريد أن يراك الناس في مخبأ».. ماذا قال بايدن لبوش بعد «11 سبتمبر»؟

«لا نريد أن يراك الناس في مخبأ».. ماذا قال بايدن لبوش بعد «11 سبتمبر»؟
«الإرهاب ينتصر عندما يحول بيننا وبين حرياتنا المدنية أو يغلق مؤسساتنا.. علينا أن نظهر أن أيا من هذه الأشياء لم يحدث».. بتلك الكلمات خرج الرئيس الأمريكي الحالي جو بادين متحدثا عقب هجمات 11 سبتمبر عندما كان وقتها رئيسا للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي، ليجري لاحقا مكالمة مع الرئيس الأمريكي وقتها جورج بوش يدعوه للعودة إلى واشنطن.
«بايدن»: علينا إظهار القوة والوحدة
ورصد تقرير لشبكة «سي إن إن» الأمريكية اللحظات الأولى لـ«بايدن» وقت تنفيذ الهجمات، حيث كان يتحدث عبر الهاتف مع زوجته، بينما كان ينتقل من ديلاوير إلى واشنطن عندما اصطدمت الطائرة الثانية بمركز التجارة العالمي.
ووصف «بايدن» في مذكراته التي أتت تحت عنوان: «وعود يجب الوفاء بها: في الحياة والسياسة»، كيف سعى لإظهار القوة والوحدة للجمهور الأمريكي المهتز في ذلك اليوم المشؤوم، كما كتب أيضا في مذكراته عن الرسالة التي وجهها للرئيس الأمريكي وقتها جورج بوش.
عودة الحكومة الأمريكية إلى واشنطن ضرورة
فعندما نزل من القطار، قال «بايدن» إنه رأى ضبابا بنيا من الدخان في السماء خلف قبة الكابيتول، فقد كانت طائرة ثالثة قد ضربت للتو مبنى البنتاجون، وبحسب «سي إن إن» فإن «بايدن» شعر حقا بأنه من الضروي أن تعود الإدارة أو الحكومة الأمريكية إلى العاصمة لتزاول عملها، وقتها كان أغلب قادة الولايات المتحدة تم نقلهم غلى مناطق آمنة.
هنا صرح «بايدن» أن الولايات المتحدة ستتعقب المسؤولين عن الهجمات وفي غضون ذلك ، حث الجمهور على «الهدوء والتماسك»، وقال «بايدن» إن «الإرهاب ينتصر عندما يحول بيننا وبين حرياتنا المدنية أو يغلق مؤسساتنا.. علينا أن نظهر أن أيا من هذه الأشياء لم يحدث»، مضيفا: «هذه الأمة كبيرة جدا، وقوية جدا، وموحدة جدا، وقوة كبيرة جدا، ولن ينال الحادث من تماسكنا وقيمنا أو يفرق بيننا، ولن يحدث ذلك».
مكالمة بين بوش وبايدن بعد هجمات 11 سبتمبر
بعد تلك التصريحات أجرى «بوش» مكالمة مع «بايدن» وكانت رسالة الأخير واضحة للأول بأن عليه العودة إلى واشنطن، وقال «بايدن» لـ«بوش»: «سيدي الرئيس، عد إلى واشنطن، لا نريد أن يرى الناس قائدنا يدخل إلى مخبأ. أخرجه من هناك، وأعده إلى البيت الأبيض». وفعل الرئيس بوش ذلك بالفعل.
وكتب «بايدن» عن المكالمة مع «بوش» في كتابه ، قائلاً إن «بوش» أخبره أنه متجه إلى مكان غير معروف في الغرب الأوسط لأن مجتمع الاستخبارات نصحه بعدم العودة إلى واشنطن العاصمة.
«بايدن» يتذكر واقعة جرت مع شارل ديجول
ويقول «بايدن»: «تذكرت في ذلك الوقت قصة عن زعيم المقاومة الفرنسية، شارل ديجول، قرب نهاية الحرب العالمية الثانية. عندما تم تحرير فرنسا، كان هناك عرضا احتفاليا أسفل شارع الشانزليزيه في باريس يضم كبار الشخصيات والجنرالات، وضباط - بقيادة ديجول نفسه».
وأضاف: «وبينما كانوا يسيرون باتجاه فندق دي فيل، انطلقت طلقات من فوق رؤوسهم، وارتطم الجميع بالأرض باستثناء ديجول. واستمر في السير في طريق مستقيم».