من قلب الحدث.. ضابط أمريكي يروي تجربته في انفجارات 11 سبتمبر: ما زلت أشعر بالألم

كتب: عبدالله مجدي

من قلب الحدث.. ضابط أمريكي يروي تجربته في انفجارات 11 سبتمبر: ما زلت أشعر بالألم

من قلب الحدث.. ضابط أمريكي يروي تجربته في انفجارات 11 سبتمبر: ما زلت أشعر بالألم

20 عاما مرت على ذلك الحادث الأصعب في مسيرته المهنية والذي لا يفارق مخيلته، خمدت نيرانها ولكن لم تخمد ذكراها في عقله، يسترجع مشاهدها كل مر من جانب مكانها أو كلما حلت ذكرها، ليظل تاريخ 11 سبتمبر من كل عام يذكره بوقوفه في وسط حطام الهجمات الإرهابية التي شنت على مركز التجارة العالمي والبنتاجون بنيويورك.

لم يمر حادث تفجيرات 11 سبتمبر على الولايات المتحدة بانقضاء ليلته، بعد مرور قرابة الـ5 أيام على الحادث، وجد الضابط الأمريكي السابق جاك كلسزنسكي، نفسه في مسرح الحادث وبين حطام مبنى مركز التجارة العالمي، ينفذ طلب استدعائه من شرطة نبويورك، لتقديم المساعدة بخبراته في المجال الذي قضي فيه أعواما طويلة.

أجزاء كبيرة من المباني عالقة

أيام مرت على الحادث، ولكن حين وصل لها «جاك» موقع الفاجعة كانت رائحة الأنفجار تزكم الأنوف، الضباب ودخان النيران المشتعلة لا تزال أثارها متواجدة، الأرض ساخنة من النيران والدمار، «كان هناك أجزاء كبيرة من المباني عالقة وعلى ارتفاعات 10 أو 12 طابقا، وهناك أثاث يتدلى من الطوابق المفتوحة مثل المكاتب وطاولات الكومبيوتر والأسلاك الكهربائية والتي هرب أصحابها من الدمار»، وفقا لحديثه لـ«الوطن».

المدينة كالها كانت في حالة تأهب وقلق، فالتعليمات للضباط بالتخلي عن قبعاتهم العادية وارتداء القبعات الصلبة، واتباع مستويين من احتياطات الأمان ليتمكن رفقة زملائه من أداء مهمتهم بنجاح دون مزيد من الخسائر في قطاع الشرطة، «الانفجارات انتهت لكن الخطر كان لا يزال موجودا، كنا توقع هجوما آخر في كل لحظة، القلق لم يكن على المصابين فقط بل من زيادة هذا المعدل باعتداءات أخرى».

مهمة الضابط الأمريكي السابق بعد انتقاله لنيويورك كانت تتلخص في توفير مزيد من الانضباط بمحيط مبني التجارة العالمي، وتنظيم عملية إزالة الدمار وتوفير السبل للعمل لتجديد ما هو تالف، وتسير حركة السيارات والمواطنين في الشارع، «لازلت أتذكر الخوف والقلق والرعب الذي كنت أراه في عيون الناس في الشارع، لم أنس مشاهد الدموع أمام المبني المحطم، بحث الأهل عن زويهم المتوفيين».

«جاك»: هجمات 11 سبتمبر كانت الأصعب طوالي خدمتي بالشرطة الأمريكية

مسيرة «جاك» المهنية انتهت بعد الحادث بأعوام قليلة، فتقاعد عام 2007، ولكنه لا يزال يشعر بالألم نفسه الذي أحس به خلال تواجده في موقع الحادث، «أتمنى أن يتوقف الألم الذي أشعر به كلما أتذكر الحادث، والمشاهد لا تمحى من عقلي»، وعلى الرغم من طول مدة خدمته التي بلغت 40 عاما في صفوف الشرطة الأمريكية، كان هذ المشهد وهذا اليوم هو «الأفظع».


مواضيع متعلقة