خسائر بالملايين وانهيار تجار الأخشاب في حريق الشرابية.. شهادات حية

كتب: سحر عزازي

خسائر بالملايين وانهيار تجار الأخشاب في حريق الشرابية.. شهادات حية

خسائر بالملايين وانهيار تجار الأخشاب في حريق الشرابية.. شهادات حية

قبل بزوغ الفجر بدقائق معدودة استيقظ أهالي عزبة الورد بحي الشرابية، التابع لمحافظة القاهرة، على حريق هائل، التهم عدة مخازن لبيع الأخشاب القديمة، تداخلت أصواته مع صرخات أصحاب المحال، الذين تحولت بضائعهم بعد ساعات قليلة إلى كتلة فحم، تفوح منها رائحة الدخان، مصحوبة بدموعهم، بعد أن تعرضوا لخسائر فادحة تجاوزت المليون جنيه.

حريق مخازن أخشاب الشرابية

«مصطفى»، صاحب أحد المخازن المحترقة، لم تمر 24 ساعة على البضاعة التي اشتراها، بقيمة 120 ألف جنيه، حتى تفحمت بضاعته مع الحريق، ضمن الأخشاب الأخرى، لتسيطر حالة من الحسرة والحزن الشديد على الشاب العشريني الذي أفنى حياته في ذلك المكان بعد أن ورث مهنة تجارة الخشب عن والده: «لينا مخزنين اتفحموا وانقطع عيشنا».

صاحب مخزن: لسه جايب بضاعة بـ120 ألف جنيه

يحكي مصطفى أنه استيقظ على صرخات الأهالي وأصحابه الذين أخبروه بأن مخزنه احترق بجانب عدد آخر من المخازن: «الساعة 2 بالليل صحينا على صوت شديد من الجيران طلعنا نجري لاقينا المخازن كلها مولعة اللي كانت مليانة ببضاعة من التراث القديم».

مخازن عمرها 70 سنة

يقول «مصطفى» لـ«الوطن»، إنه ورث العمل في هذا المجال عن والده وجده من قبله، الذي كان يعمل في هذا المجال منذ 70 عامًا، ويعيش من خيره، مستغيثًا بالمسؤولين قائلًا: «عايزين محافظ القاهرة يقف معانا ويدينا سوق يليق بالمكان اللي معروف في كل المناطق جوه وبره مصر، محتاجين أي حد مسؤول في الدولة ييجي ويتفاهم معانا والمكان نفسه فيه ناس كتير جدا بتاكل منه عيش، وربنا يعوض علينا في خسارتنا».

النار تلتهم مخازن التجار

ويضيف أن معظم شغله عبارة عن ديكورات يستخدمها في الفلل وتصوير المسلسلات الدرامية التي تفضل هذا النوع من الأخشاب ذات القيمة والمكانة العالية: «بيجيلنا ممثلين ياخدوا مننا ديكورات لأعمالهم الفنية والمكان هنا معروف للجميع وفيه تجار كبيرة في السوق».

احتراق مسجد

تاجر آخر يدعى «محمد» يقف بجانب زميله في محاولة لتمالك أعصابه بعد حرق محله، قائلًا: «أكتر حاجة صعبة شوفتها في حياتي المسجد وهو بيولع اللي كان جنب مخازنا كلنا اتصدمنا لما شوفنا بيت ربنا بيولع ومش قادرين نطفيه».

خسارة بالملايين

خسارة تقترب من المليون جنيه طالت صاحب أحد المخازن المحترقة، رفض ذكر اسمه، مؤكدًا أنهم انهاروا في البكاء جميعًا لحظة حدوث الحريق: «كنا بنعيط زي البنات من القهرة اللي جوانا وربنا يعوضنا خير في خسارتنا ونقدر نعوضها».


مواضيع متعلقة