البيئة: نغلق طواحين الهواء بشكل جزئي منذ 2015 حفاظا على الطيور المهاجرة

06:16 م | الاثنين 30 أغسطس 2021

تداول عدد من رواد مواقع التواصل الإجتماعي «فيس بوك»، خبر حول غلق محافظة الأحمر الأحمر، طواحين الهواء «توربينات الرياح» في محطات توليد الكهرباء بالرياح، المنتشرة في خليج السويس وجبل الزيت، حفاظا على أسراب الطيور المهاجرة، القادمة من أوروبا وآسيا في طريقها إلى أفريقيا عبر مصر، وهو الأمر الذي لاقى إشادة، واعتبرها البعض لافتة حضارية، ويبقى السؤال هل هذه هي المرة الأولى التي يجري فيها إيقاف طواحين الهواء «التوربينات» حماية للطيور المهاجرة.

البيئة تغلق طواحين الهواء منذ 2015

الدكتور أسامة الجبالي، مدير مشروع الطيور الحوامة بوزارة البيئة، أوضح أن هذه ليست المرة الأولى التي تقوم بها وزارة البيئة، بغلق أو إيقاف بعض الطواحين في هذه المنطقة، لافتا إلى وجود بروتوكول بين وزارة البيئة، ممثلة في جهاز شئون البيئة وهيئة الطاقة المتجددة، لتنفيذ برنامج «الغلق عند الطلب أو الحاجة»، لإيقاف طواحين الهواء «التوربينات» بشكل جزئي، لبعض الوقت في مواسم هجرة الطيور.

وقال «الجبالي» في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، إن أول مرة قامت بها وزارة البيئة بإيقاف هذه الطواحين «التوربينات»، بشكل جزئي كان في 2015، وذلك بعد مرور عام على تدشين أول محطة لتوليد الكهرباء بالرياح عام 2014، لافتا إلى وجود 5 مشروعات لتجديد الطاقة في منطقة جبل الزيت وخليج السويس، وهي المنطقة التي تعد ثاني أهم مسار للطيور المهاجرة على العالم، الذي يمر بها حوالي 2 مليون طائر مهاجر خلال مرتين في السنة، الأولى موسم هجرة الخريف والتي تبدأ من شهر أغسطس وحتى بداية شهر نوفمبر، والثانية موسم هجرة الربيع، الذي يبدأ من شهر فبراير حتى شهر مايو.

غلق طواحين الهواء بشكل جزئي

وأضاف «الجبالي»، أن عمليات غلق طواحين الهواء تتم بشكل جزئي، ولبعض الوقت، فيما لا يؤثر على الطاقة الإنتاجية لمحطات توليد الكهرباء، وكذلك على خط سير الطيور المهاجرة في نفس الوقت، مؤكدا وجود فريق من المتخصصين داخل كل محطة لمراقبة دخول الطيور المهاجرة لمتابعة الوضع، وأنه بمجرد رؤية أي خطورة على الطيور يعطي أمر بحالة إغلاق جزئي للتربينات.

وحول الفريق المختص المراقب لحركة سير الطيور، داخل محطات التوربينات، أوضح «الجبالي» أن هذا الفريق مكون من مجموعة من السكان المحليين، ومن الشباب خريجي كليات العلوم والطب البيطري والزراعة والصقاريين، الذين تم تدريبهم جيداً من قبل مركز التميزالبيئي، الذي تم تدشينه عام 2018 نتيجة اتفاقية تعاون بين جهاز شئون البيئة وهيئة الطاقة المتجددة ومشروع صون الطيور المهاجرة.

ولفت «الجبالي»، إلى أن الطيور المهاجرة تواجه العديد من التحديات غير توربينات الرياح، موضحا أن الدولة المصرية لاقت إشادة دولية في هذا الموضوع، حيث وضعت الحكومة، بند في اتفاقية شراء الطاقة، إن يدفع القطاع الخاص 1000 يورو على الميجا وات في السنة، تذهب لحماية الطيور المهاجرة، سواء في تدريب الشباب والكوادر الذين يعملون داخل المحطات، أو في شراء ردارات مراقبة الطيور.

أما التحديات الأخرى التي تواجه مسار الطيور المهاجرة، أكد «الجبالي»، أنها تتمثل في خطوط نقل الكهرباء، التي لا يمكن أن تراها الطيور أثناء مسارها نتيجة انعكسات الضوء، وهو ما جعل الوزارة توقع بروتوكول تعاون مع الشركة المصرية لنقل الكهرباء، لوضع علامات على خطوط نقل الكهرباء مثل الكور الزجاجية العاكسة حتى تراها الطيور، أو يتم وضع خطوط نقل الكهرباء بعيدا ًعن مسارات الطيور.

شكاوى دولية من صيد الطيور المهاجرة

أما التحدي الأخر الذي يراه «الجبالي»، يكمن في صيد الطيور المهاجرة، والمنتشرة على ساحل البحر المتوسط والممتد على مساحة ألف متر من رفح وحتى السلوم، لافتا إلى أن مصر تلقت شكاوى كثيرة من الدول الأوربية بعمليات صيد الطيور، وأن الوزراة تعاونت مع الجهات الدولية واستطاعت أن تأتي بمنح لدراسة الموضوع وتصنيف أسباب الصيد والتي تتراوح بين الصيح بغرض الغذاء أو بغرض التجارة.

وأكد أن وزارة البيئة لا تمانع الصيد، وإنما تحدد مواعيد معينة للصيد، ويصدر وزير البيئة سنويا، قرارا بمواعيد وقائمة الطيور التي يتم صيدها، حفاظا على بعض الأنواع، لافتا إلى أن مصر يوجد بها 500 نوع من الطيور الحوامة، منها 150 نوعا مقيما في مصر، بالإضافة إلى 350 نوعا من الطيور المهاجرة.