الطالبة والساطور.. منة تحترف الجزارة لمساعدة والدها: بيقولولي خايفين تدبحي جوزك

كتب: كيرلس مجدى

الطالبة والساطور.. منة تحترف الجزارة لمساعدة والدها: بيقولولي خايفين تدبحي جوزك

الطالبة والساطور.. منة تحترف الجزارة لمساعدة والدها: بيقولولي خايفين تدبحي جوزك

بملامح أنثوية بريئة، ومكياج كامل، وملابس أنيقة، رغم وجود آثار الدماء عليها، تقف منة الله محمد أبو المواهب، 20 سنة، داخل محل جزارة، يعمل به والدها، ممسكة بالساطور في يدها، قبل أن تبدأ في سلخ وتقطيع الذبيحة، دون خوف من منظر الدماء، التي اعتادت عليها منذ أن كانت في الـ11 عاما من عمرها، منذ أن بدأت مساعدة والدها الجزار، لتحترف هذه المهنة وتبرع فيها، طوال تسع سنوات ماضية، لتؤكد لوالدها الذي لم ينجب ولدا أن البنات لا يختلفن كثيرا عن الرجال.

منة.. 9 سنوات من العمل الشاق في الجزارة مع والدها

الفتاة العشرينية التي تدرس حاليا في الفرقة الثالثة من كلية التجارة بجامعة الإسكندرية، التي اعتادت الحصول على تقدير جيد جدا مرتفع، برزت على الساحة السكندرية في الآونة الأخيرة بصورها وهي ترتدي ملابس الجزارة وفي يدها السطور، بينما على وجهها الملامح الأنثوية و«الميك اب» لتقوم بمزيج ما بين وسامة الأنثى وجدعنة وقوة وصلابة «بنت البلد».

«بدأت شغل مع والدي من 9 سنين كنت في الأول بساعده في التعبئة وبعض المساعدات البسيطة، بعدها سلخت راس، وبعدها اتعلمت السلخ بالكامل والسقط والدبح» هكذا تقص «منة» تفاصيل قصتها مع عالم الجزارة، الذي اقتحمته دون سابق إنذار بهدف مساعدة والدها فقط.

تعمل 20 ساعة يوميا خلال عيد الأضحى

وأضافت «الجزارة الجامعية» لـ«الوطن»، أنه على مدار عملها مع والدها أدركت أنه عمل شاق وليس بالهين، إلا أنه أحبته وتعودت عليه، لافتة إلى أن فترة عيد الأضحى تعمل خلالها لأكثر من 20 ساعة متواصلة يوميا.

وأشارت إلى أنها سمعت نقدا كثيرا بسبب علمها جزارة: «قالوا لي مش شغل بنات، ومش هتقدري عليه، والبنات بقيت تخوف أووي، ونخاف منك تدبحي جوزك» إلا أن تلك الكلمات لم تنل من عزيمتها.

تأثير الجزارة على أنوثتها

وحول تأثير هذه المهنة على طبيعتها الأنثوية، تقول «بمجرد ما بغير لبس الشغل بنسي إني جزارة خالص وبتعامل كبنت طبيعية خالص بحب الفاشون والموضة ودخلت في المجال فترة مكتسبتش مساوئ خالص من الشغل بالعكس.. اتعلمت حجات كتير جدا» بتلك التفاصيل تؤكد أن الجزارة لم تنل من أنوثتها وهو ما يتجلى في صورها الطبيعية بعيدا عن عالم الجزارة بل وحتى في صور الجزارة الخاصة بها.

وعن رؤيتها لمهنة الجزارة، فهي تراها مهنة لا تعلم اللين إطلاقا بل على النقيض أكسبتها شدة وصرامة، وهو جانب آخر في حياتها تحتاج إليه أي فتاة، إلا أنها أكدت أن تلك القسوة تخلعها مع الملابس الخاصة بالجزارة، وتعود بعد ذلك كفتاة طبيعة تتعامل مع الناس بالود والاحترام والهدوء وفقا لتربيتها على هذا الأمر.

وأكدت منة أنها تأمل في استكمال كليتها ومن ثم العمل في أحد البنوك، مؤكدة على رغبتها في إنشاء مشروع خاص بها في المستقبل يخص الجزارة، لمزج ما تعلمته في التجارة كدراسة مع ما أتقنته من عمل في الجزارة.


مواضيع متعلقة