هل تنظيم النسل معاندة للقدر؟.. «الإفتاء» تجيب

هل تنظيم النسل معاندة للقدر؟.. «الإفتاء» تجيب
- دار الإفتاء
- تنظيم النسل
- منع الحمل
- وسائل تنظيم النسل
- دار الإفتاء
- تنظيم النسل
- منع الحمل
- وسائل تنظيم النسل
أصدرت دار الإفتاء المصرية، عدة فتاوى حول تنظيم النسل، ردت فيها على بعض التساؤلات المثارة حول هذا الشأن، ومنها هل تنظيم النسل فيه معاندة لقدر الله؟، وهل يتنافى تنظيم النسل أو تتعارض الدعوة إليه مع التوكل على الله وضمان الرزق للخلق؟.
هل تنظيم النسل فيه معاندة لقدر الله؟
وفي الفتوى رقم 4492 التي نشرت على موقع دار الإفتاء الإلكتروني، قال الشيخ جاد الحق علي جاد الحق، شيخ الأزهر، مفتي الديار المصرية الأسبق، إن قدر الله غيبٌ غير معروف، لكن تجربة الإنسان ترشده إلى أنَّ فعلَ أمرٍ يترتب عليه حدوثُ أمرٍ آخر ما تحقق فعلًا؛ فذلك أمره متروكٌ إلى الله وحده الذي يُرتب المسببات على أسبابها العادية، ويدل لهذا قول رسول الله صلوات الله عليه في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه في شأن العزل: «مَا مِنْ كُلِّ الْمَاءِ يَكُونُ الْوَلَدُ، وَإِذَا أَرَادَ اللهُ خَلْقَ شَيْءٍ لَمْ يَمْنَعْهُ شَيْءٌ».
فك التعارض بين تنظيم النسل والتوكل على الله في الرزق
كما أنه في الفتوى رقم 4489، التي نشرت كذلك على موقع دار الافتاء على شبكة الأنترنت، أشار الشيخ جاد الحق، إلى أن منع الحمل مؤقتًا بالعزل أو بأية وسيلة حديثة لا يعدو أن يكون أخذًا بالأسباب مع التوكل على الله شأن المسلم في كل أعماله.
وأضاف شيخ الأزهر الأسبق: «أرأيت إلى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم حين قال لصاحبه: «اعْقِلْهَا وَتَوَكَّلْ»، أي اعقل الناقة واتركها متوكلًا على الله في حفظها؛ أكان هذا نصحًا وتوجيهًا سديدًا أم ماذا؟ لا مراء في أن ما أرشد إليه الرسول عليه الصلاة والسلام من الأخذ بالأسباب مع التوكل هو التفسير الصحيح للتوكل على الله، ومع هذا فإن الإمام الغزالي داعية التوكل رد على هذا السؤال بقوله في كتاب (الإحياء) في هذا المقام: [إن العزل للخوف من كثرة الحرج بسبب كثرة الأولاد ليس بمنهيٍّ عنه، ثم هل قول الله تعالى: ﴿وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللهِ رِزْقُهَا﴾ يسمح بالكف عن طلب الرزق اعتمادًا على أنه مكفول من الله؟]».
وتابع الشيخ جاد الحق: «إلا أن التوكل على الله هو ما صوره الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه بقوله: المتوكل على الله مَن ألقى حَبَّةً في التراب وتوكل على رب الأرباب، فالتوكل على الله مُصاحِبُ الأخذ بالأسباب، والتوكلُ غيرُ التواكُل؛ لأن هذا الأخير ضَعفٌ وتردُّدٌ وإهمالٌ لجانب السعي وتَمَنِّي الأماني على الله دون عمل».