رئيس بعثة الأزهر بأفغانستان يروي لـ«الوطن» شهادته على سقوط كابول

كتب: إسراء سليمان

رئيس بعثة الأزهر بأفغانستان يروي لـ«الوطن» شهادته على سقوط كابول

رئيس بعثة الأزهر بأفغانستان يروي لـ«الوطن» شهادته على سقوط كابول

قال الشيخ شوقي أبو زيد، رئيس البعثة الأزهرية لأفغانستان، إن الأحداث في كابول كانت متسارعة ومتتابعة ومفعمة بالقلق والخوف والاضطراب، مضيفا: «تخيلي دولة بكل مؤسساتها، جيش وشرطة وقطاعات مختلفة تسقط فجأة فكان الأمر صعبا علينا جميعا».

وأضاف رئيس البعثة الأزهرية بأفغانستان في تصريحات خاصة لـ«الوطن»: «جماعة طالبان كانت مسيطرة على معظم ولايات أفغانستان التي يصل عددها إلى 35 ولاية، وسيطروا في وقت زمني قصير على 20 ولاية، ولكن باقي الولايات لم نكن نتوقع سقوطها بهذا الشكل الطارئ».

طالبان والحكومة الأفغانية

وأوضح: «كان لدينا معلومات إنه كان هناك توافق بين طالبان والحكومة الأفغانية على مد مهلة لمدة 3 شهور حتى يتم  تسليم الحكم، لكن سقطت الدولة ودخلت جماعة طالبان بأعداد مهولة تقدر بـ70 ألف عنصر مسلح بأسلحة حديثة ومتطورة، في ظل عدم صمود الجيش والشرطة الأفغانية، وسلموا كل أسلحتهم لجماعة طالبان، لذلك كان الجو مخيفا ومرعبا جدا بالنسبة لنا».

وتابع: «لكن بالرغم من هذا، كنا على ثقة في رئيسنا الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي سخر كل الإمكانيات من الدولة المصرية حتى ينقذ البعثة الأزهرية والجالية المصرية هناك».

الجالية المصرية بأفغانستان 

وأشار إلى أنهم منذ اللحظات الأولى لسقوط كابول، جاءت لهم التعليمات بالمكوث والاستقرار في مقر السفارة المصرية، مضيفا أن هذا القرار كان خوفا علينا لأن الشوارع كانت مليئة بقطاع الطرق والمدججين بالأسلحة وانفلات أمني تام».

بعثة الأزهر بأفغانستان

وعن دور البعثة الأزهرية هناك، قال إن البعثة كانت في مهمة وطنية من خلال البرتوكول المنعقد بين أفغانستان والأزهر الشريف، برئاسة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، في عام 2009، فكان وجودنا بشكل رسمي، وكان لنا أدوار متعددة، وليست مقصورة على الجانب التعليمي في المعاهد الأزهرية، وفي كابول كنا ندرس المواد العربية والشرعية في جميع المراحل التعليمية، والطالب كان يحصل على منحة للدراسة في جامعة الأزهر على نفقة مصر، وكانت تكلف مصر حوالي 50 ألف دولار».

واستكمل: «أعود لدورنا في أفغانستان فكان لنا جانبا مجتمعيا، وكنا نشارك الأفغان في كل مناسباتهم، وكذلك الجانب الدعوي، وظهرنا في قنوات تليفزيونية للوعظ والإرشاد، بالإضافة إلى تقديمنا خطب ودروس دينية في المساجد، ومحاضرات وندوات في الجامعات والمدارس».

الغلو والتطرف

ولفت إلى أن عدد البعثة الأزهرية كان 23 شيخا أزهريا، ذهبوا لأفغانستان بعد اختبارات مضنية، فمنهم من يحمل الدكتوراة، ومنهم من يحمل الماجستير، وجميعهم كانوا يؤدون دورهم ويمثلون مصر والأزهر هناك، لنشر الدين الوسطي الصحيح بعيدا عن الغلو والتطرف.

ووجه شوقي، الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي، وجهاز المخابرات المصرية، علي جهودهم وحماية ورعايتهم الكاملة لهم وتأمين عودهم لمصر، قائلا: «الترتيبات كانت تفوق الخيال، وتؤكد قوة الدولة المصرية وجهاز مخابراتها، فكنا نحبس أنفاسنا قبل الوصول إلى مطار كابول، خاصة وأن الخطر ممكن أن يداهمنا من أي مكان، إلا أننا عندما رأينا الطائرة العسكرية المصرية رافعة علم مصر، صحنا بالتهليل والحمد، والفرحة كانت عارمة بالنسبة لكل أفراد البعثة والجالية، فالشكر كل الشكر للقيادة السياسية وعلى رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي، واللواء عباس كامل رئيس جهاز المخابرات العامة».


مواضيع متعلقة