اللجنة الأولمبية هل حان وقت الحساب ؟
أسدل الستار على الدورة الأولمبية (طوكيو ٢٠٢٠) وخرجت مصر بعدد ست ميداليات حفظت ماء وجه دولة بحجمها. أستطيع أن أجزم بعد متابعة دقيقة لمشاركة بعثة مصر التى ضمت ١٤١ لاعباً ولاعبة من بين ٤٥٦ هم كل اللاعبين واللاعبات العرب المشاركين بالدورة الأولمبية بنسبة تمثل ما يقارب ٣١٪، وهى أكبر بعثة عربية، ورغم ذلك جاء ترتيب مصر فى المركز الثالث والخمسين بين الدول المشاركة، وهو المركز الذى أراه لا يليق بحجم مصر ولا بذلك المبلغ الذى تجاوز الـ300 مليون جنيه التى أنفقت فى الإعداد للمشاركة الأولمبية.
والحقيقة أننى لم أكن من المتفائلين بتحقيق أكثر من ذلك، ولكن كنت أتوقع من اللجنة الأولمبية ورئيسها أن يخرجوا على المصريين ليقولوا لنا قبل بدء المنافسات ما هى خارطة الطريق للنتائج المتوقعة من لاعبينا، سواء فى الألعاب الفردية أو الجماعية، وهنا اسمحوا لى أن أسترجع التصريح غير المسئول من رئيس اللجنة الأولمبية، ونصه حرفياً كما هو منشور بموقع «أخبار اليوم» قبل سفر بعثة مصر إلى طوكيو: «لا تسألونى على الميداليات ولكن اسألونى عن الإعداد الجيد والتجهيز لجميع الفرق الرياضية المشاركة فى أولمبياد طوكيو»، متابعاً: «لا نتنصل من النتيجة أو نضعها على أكتاف اللاعبين».
وتابع رئيس اللجنة الأولمبية أنه غير مسئول عن الميداليات، وكل ما يسأل عنه هو الإعداد الكامل للبعثة المصرية المشاركة فى أولمبياد طوكيو، سواء كان إعداداً فنياً أو بدنياً أو نفسياً على منهج علمى سليم أو توعية بالمنشطات.
وهنا أطرح سؤالاً على الأستاذ هشام حطب المحترم: لما سيادتك كرئيس للجنة الأولمبية لست مسئولاً عن الميداليات، إذن سيادتك مسئول عن إيه؟! أو بطريقة مارى منيب: (انتى جاية تشتغلى إيه؟).
الحقيقة أن ما حدث فى الأولمبياد وما سيحدث فى حالة استمرار نفس الأشخاص هو انعكاس لغياب الرؤية والتخطيط السليم ودراسة الخرائط التنافسية فى مختلف الألعاب وموقعنا منها.
وجهة نظرى أن هشام حطب ومعاونيه فى اللجنة الأولمبية (إلا من رحم ربى) انشغلوا عن التخطيط والإعداد العلمى للمنافسة فى تصفية معارضيهم بالهيئات الرياضية، اتحادات كانت أم أندية، وهو ما يتطلب من الدولة ومؤسساتها أن تضع نقطة وتبدأ من أول السطر لكتابة صفحة جديدة للرياضة المصرية قائمة على التخطيط والإعداد العلمى السليم والإنفاق الرشيد على الألعاب الواعدة، ولكن ليس الموضوع بالكم، فهناك دول شاركت بالدورة الأولمبية بأقل من ربع عدد بعثتنا، وحققت أضعاف ما حققنا، لكونهم استطاعوا تحديد الإجابة الصادقة عن سؤال ماذا يريدون من المشاركة، وما هى أهدافهم التى يسعون إليها مع وضع هامش إخفاق، ولكن أن تتعامل اللجنة الأولمبية ورئيسها مع المصريين بمنطق «خلّيها على الله»، فذلك يستدعى توفير هذه الملايين التى أنفقت على تلك المشاركات.
لن أخوض فى مخالفات شخصية لعدد من أعضاء اللجنة الأولمبية، لأن ذلك مهمة أجهزة رقابية نثق فى سعيها للحفاظ على كل جنيه تنفقه الدولة إذا انحرف عن طريقه، ولكن أتمنى أن نكون أمام طريق جديد لتجديد دماء الإدارة الرياضية بمصر، وأن يفسح المجال لكوادر حقيقية بعيدة عن منطق الشللية الحاكم الآن للرياضة المصرية.