وكيل «صحة النواب»: اللقاحات التقليدية لعلاج «كورونا» مثل «أسترازينيكا وسينوفارم» أكثر أماناً

كتب: ولاء نعمة الله

وكيل «صحة النواب»: اللقاحات التقليدية لعلاج «كورونا» مثل «أسترازينيكا وسينوفارم» أكثر أماناً

وكيل «صحة النواب»: اللقاحات التقليدية لعلاج «كورونا» مثل «أسترازينيكا وسينوفارم» أكثر أماناً

أكد الدكتور محمد الوحش، وكيل لجنة الصحة بمجلس النواب، والمعين بقرار جمهورى، أن مصر ستشهد الموجة الرابعة من فيروس «كوفيد 19»، المعروف باسم «كورونا»، مطلع شهر سبتمبر المقبل، وستكون أكثر انتشاراً وأقل حدة فى أعراض الإصابة من الموجات السابقة.

د. محمد الوحش: الحكومة نجحت فى مواجهة فيروس «كوفيد-19».. ومستشفيات خاصة «أيديهم ملطخة بدماء الضحايا»

وقال «الوحش»، وهو أستاذ جراحة وزراعة الكبد بجامعة الأزهر، والمستشار العلمى والطبى لصندوق «تحيا مصر»، فى حواره لـ«الوطن»، إن تحصين المواطنين باللقاحات المضادة للفيروس سيكون هو الأمر الفعال لمواجهة هذه الموجة المقبلة، موضحاً أنَّ اللقاحات المضادة للوباء، التى تم تطعيم أكثر من مليار و140 مليون نسمة على مستوى العالم بها، مثل «أسترازينيكا وسينوفارم»، أكثر أماناً للإنسان من الأمصال المستحدثة مؤخراً، التى تم فيها استخدام تكنولوجيا حديثة، ضارباً مثالاً باللقاحات الجديدة مثل «موديرنا وجونسون آند جونسون وفايزر»، موضحاً أن هذه اللقاحات، التى تمت وفقاً لمعايير تكنولوجية عالية، لم يحدد بعد مدى آثارها الجانبية على صحة الإنسان، وقال: «العالم كله ما زال فى مرحلة البحث حول أسباب الانتشار السريع لهذا الوباء والتحورات الجينية الطارئة عليه». وطالب «الوحش» بضرورة محاسبة المستشفيات التى تربحت من الجائحة على حساب المرضى وأسرهم، قائلاً: «أيديهم ملطخة بالدماء».. وإلى نص الحوار:

«كورونا» من عائلة فيروسية يعود تاريخها إلى 50 عاماً مضت.. ووزيرة الصحة حصلت على درجة الامتياز فى التعامل مع «الوباء» بشكل إدارى واستراتيجى دقيق

بعد مرور أكثر من عام على انتشار «كورونا».. هل توصل العلماء إلى سبب ظهوره وتفشيه فى العالم؟

- الكثير لا يعرفون أن فيروس كورونا ليس جديداً، بالعكس هو من أشهر عائلات الفيروسات انتشاراً، ويرجع وجوده لنحو 50 عاماً مضت، ويحتوى على الحامض الأمينى «rna»، وأعراضه تتشابه بشكل كبير مع «نزلات البرد»، والملاحظ أنه اختفى لفترة ثم عاد للظهور مرة أخرى فى آسيا خلال 2002، وأطلق عليه وقتها «سارس»، ثم اختفى مرة أخرى، وظهر مجدداً فى الشرق الأوسط للمرة الثالثة، وعانت السعودية ودول الخليج منه.

ما سبب الطفرات الجينية التى ظهرت على الفيروس؟

- الفيروس ليس كائناً حياً أو بكتيريا، لكنه عبارة عن حامض أمينى يتطفل على خلية حتى يستطيع تخليق أحماض أمينية جديدة ويتكاثر، وتحدث هذه التحورات فى كل الفيروسات الخاصة بالجهاز التنفسى وتأتى عليها موجات صعود وخمول، وفى بعض الأحيان يظل فى فترة خمول 30 عاماً، ليظهر فى تحوره الجديد.

هل ترى أن هناك فيروسات بنفس شراسة «كورونا» هاجمت العالم؟

- نعم.. منذ أكثر من 100 عام ظهرت الإنفلونزا الإسبانية، التى حصدت 35 مليون روح بشرية، وسجل العالم فيها أرقام وفيات ضعف العدد الحالى، وبالتالى نؤكد دائماً أن الفيروسات دائمة التحور، وتأتى عليها سنوات تخمد حدتها، ثم تعود للظهور بشكل أكثر شراسة، لذلك يعمل العلماء دائماً على تغيير الأمصال سنوياً، وننصح دائماً كبار السن لتلافى الإصابة الحصول على المصل الذى يتغير تركيبه كل عام وفقاً لتحور الفيروس، وكنا ننصح المواطنين بالحصول على مصل الإنفلونزا، وبالمناسبة الإنفلونزا الموسمية هى فيروس من عائلة «كورونا».

رغم التقدم التكنولوجى الذى يشهده العالم.. فإننا وجدنا نظماً صحية تنهار فما السبب؟

- الطريقة التى يعمل بها فيروس كورونا جديدة ومتطورة، وهناك آراء تبنت نظرية المؤامرة، وأننا أمام فيروس مُخلَّق، وهو أمر يصعب البت فيه الآن، ولا أستطيع التأكد من كونه «مُخلَّقاً» من عدمه، لأسباب عديدة وهو أن العلم ما زال فى مرحلة البحث والتجارب السريرية بسبب سرعة انتشار هذا الفيروس عالمياً، وأعتقد أن الحقائق حول ظهوره قد تظهر بعد 10 سنوات، ولدينا حالات معروفة علمياً بالفيروسات المُخلَّقة، وأبرزها «الإيدز، الإيبولا».

من وجهة نظرك العلمية.. ما تقييمك لأسباب الانتشار السريع لفيروس كورونا؟

- «كورونا» فيروس غريب الأطوار، انتشر بسرعة كبيرة عالمياً، وأصاب الكثيرين، ولم يعتد بدرجات الحرارة أو التغيرات المناخية، والدليل أنه أصاب مواطنين فى الكويت ودرجة الحرارة 40، وآخرين فى كندا ودرجة الحرارة -12، ولكن الطبيعة تحتم وجود فترات للخمود وأخرى للنشاط، فيظهر فيها الفيروس شرساً، ولدينا مثال وهو فصل الشتاء، حيث تنشط الفيروسات عند الأطفال مثل الجُديرى المائى، إذاً الفيروسات العادية تتعامل وفقاً للجغرافيا والطبيعة التى تنمو فيها، و«كورونا» لم يتوقف نشاطه أمام التغيرات المناخية، لذلك ما زلنا أمام علامة استفهام وتعجب كبيرة، ونجد الفيروس يعطى أعراضاً مثل الإنفلونزا فى البداية، لكنه يهاجم جهاز المناعة، وبحسب حالة كل جسم ومدى قدرته فى الصمود يصبح جهاز المناعة عاجزاً عن التصدى لشراسته، فتحدث جلطات الرئة والكليتين، ورغم أن هذا غير متوافق مع «كورونا» لكن الأسئلة ما زالت مطروحة عالمياً، ووارد أن يكون تطور عائلة الفيروس نتيجة التغيرات المناخية، أو أن يكون مُخلَّقاً، وبالتالى أصحاب نظرية المؤامرة يرون أن هذه الأمور تجعله فيروساً غريباً.

هل دول آسيا تتحمل نشر طفرات الفيروسات؟

- هذا كلام غير دقيق، فالموجة الثانية ظهرت فى جنوب أفريقيا، وهناك تحور آخر موطنه البرازيل، ثم آخر فى الهند، والمعروف بـ«دلتا بلس»، لذلك القصة غير مرتبطة جغرافياً، ولكن قد ترتبط مناخياً أو جينياً.

البعض يتوقف أمام نجاح مصر فى مواجهة فيروس كورونا بأقل الخسائر، ما رأيك؟

- هذا صحيح، وهناك العديد من المفارقات؛ أولاً: لا يمكن مقارنة البنية الصحية الموجودة عندنا بفرنسا أو إنجلترا أو أمريكا، لكن فى حقيقة الأمر الأنظمة الصحية فى هذه الدول انهارت، وفى مصر لم يحدث ذلك، لدينا أسباب عديدة لا تبدو منطقية ولكنها واقعية، أقرب مثال لذلك أن الدول المتقدمة الحصول فيها على العلاج لا بد أن يتم فى المستشفى، وبالتالى كان الضغط على المستشفيات كبيراً جداً فى بداية تصاعد الانتشار للفيروس، ما أدى إلى انهيار كثير من المنظومات لدول كبرى، أما فى مصر فطريقتها سهلة جداً، بدءاً من الذهاب للصيدلية للحصول على الدواء أكثر من الأطباء، رغم أن البعض يراه خطأ لكنه هنا كان من «حسن الحظ»، لأن الكثير من المواطنين فى مصر لجأوا إلى تناول بروتوكول العلاج الذى أعلنت عنه وزيرة الصحة فى المنزل، فضلاً عن الدور الذى لعبته الوزارة لتفادى انهيار المنظومة الصحية.

إذاً الصيادلة يستحقون الإشادة فى التعامل مع الأزمة.

- بكل تأكيد، صحيح أن ما حدث من تدخل الصيادلة فى صرف بروتوكول العلاج لمصابى «كورونا» يعد خطأ وأمراً غير مضبوط طبياً ولا يحدث بالعالم أن يتم بيع الدواء فى المطلق دون روشتة الطبيب، لكن تصرف الصيادلة واتباع المصريين للطرق المعتادة فى الحصول على العلاج أسهم كثيراً فى تقليل تداعيات كارثة الفيروس.

ما تقييمك لأداء وزارة الصحة فى التعامل مع الجائحة؟

- يجب العودة بالذاكرة لما حدث فى يناير وفبراير 2020، وكانت الجائحة لم تظهر بعد، لأن تاريخ ظهور الحالات داخل مصر بدأ فى 17 مارس، فوجدنا «كل أطباء الوزارة بيلفوا على المستشفيات الخاصة»، وتم إجراء حصر لأعداد الأسرّة وأسرّة الرعاية، وسألت بعضهم عن السبب؟ فقالوا: متخوفون من حدوث الجائحة، وبالتالى الوزارة استشعرت الخطر مبكراً، وتعاملت مع الملف منذ بدايته باستراتيجية مختلفة.

الأمصال أصبحت مجاناً لجميع المواطنين.. والنظام الصحى لدينا صمد فى مواجهة الجائحة مقارنة بانهيار الأنظمة العالمية

هل هناك ملاحظات على أداء وزيرة الصحة فى بعض الملفات؟

- الوزيرة حصلت على درجة الامتياز فى التعامل مع «كورونا»، وبالمناسبة الجائحة تعد كارثة صحية، والنجاح فى مواجهتها يغطى على كل الجوانب الأخرى، وأؤكد أن الدكتورة هالة زايد وزيرة لم تنم ليلاً أو نهاراً، وعملت طوال الوقت، وهذا يعنى أن مصر تستطيع مواجهة أى أزمة صحية، وهنا يجب التذكرة بأنه لا بد من إعطاء كل مسئول ما يستحقه جزاء عمله «زى ما بنهاجم فى حاجة، لازم وزيرة الصحة تاخد حقها فى ملف كورونا حيث تعاملت مع الجائحة بشكل إدارى واستراتيجى دقيق».

ما الخطة التى اعتمدتها وزيرة الصحة لمواجهة الجائحة؟

- كلنا نعلم أن هناك مشكلات كثيرة وعميقة تواجهها المستشفيات الحكومية نتيجة للتراكم الزمنى، وعدم إيجاد حلول واقعية، وإحدى أهم هذه المشكلات التى واجهتها وزيرة الصحة تهالك شبكات الأكسجين، حيث تغلبت على أسطوانات الأكسجين المتهالكة وتحويلها إلى سائلة فى 6 أشهر، وبصراحة وباعتبارى طبيباً عشت سنوات عديدة فى الخارج، ما حدث مجهود خرافى، خاصة بعد أزمة نقص الأكسجين، وعلى الفور تحركت الوزارة فى التعامل مع الموردين بشكل مباشر لتملأ كل المستشفيات بالأكسجين.

تكليفات القيادة السياسية منذ الموجة الأولى كانت ثاقبة بإنشاء مستشفيات ميدانية وإعلان حالة الطوارئ الطبية

كيف ساهمت أجهزة الدولة فى مواجهة «كورونا»؟

- التعامل مع ملف «كورونا» تسبب فى ظهور سلبيات عديدة ليس فى مصر وحدها، ولكن فى دول عظمى وكبرى، لأنه لا توجد دولة كانت مستعدة بمتوسط 50 ألف سرير رعاية مركزة لاستقبال الحالات الحرجة، وفى مصر كان الوضع مختلفاً، واستطعنا تحويل مستشفيات كانت تتعامل مع الحالات العادية إلى «عزل»، وساعدت كل أجهزة الدولة، وعلى رأسها القوات المسلحة، فى مواجهة هذا الخطر، وكذلك تكليفات القيادة السياسية من الموجة الأولى بعمل مستشفيات ميدانية، وإعلان حالة الطوارئ الطبية.

هناك كوارث ارتكبتها مستشفيات القطاع الخاص، ولم نرَ تصدياً أو مواجهة لمحاسبتها.

- صحيح، و«اللجنة» فتحت هذا الملف الشائك، ولن ننحاز إلا لمصلحة المريض، ولدينا قائمة سوداء بمستشفيات ارتكبت كوارث ويجب محاسبتها، صحيح أنها ليست جهة خيرية، وتستهدف تحقيق هامش ربح، ولكن دون جشع وطمع واستغلال لحاجة المريض فى تلقى العلاج، وهناك مستشفيات تم تجهيزها على عُجالة للاستفادة من الكارثة، وأقول ولا أخشى سوى الله: «هذه الأموال التى دخلت جيوب أصحاب هذه المستشفيات هى ملوثة وملطخة بالدماء، لأنك مش عارف إيه اللى بيحصل فى الداخل، وأهل المريض ممنوعين من الدخول، وهناك مستشفيات كانت مغلقة عشان تتهد وتتجدد، وأخرى للإصلاح والترميم، وتم استغلالها.. وهنا لا نلوم على الوزارة، لأن العقل يقول إننا نواجه أزمة قومية ومشكلة صحية كبيرة».

هل الوزارة على علم بهذه الانتهاكات التى تمت وأثرت على النجاح الذى تحقق فى مواجهة هذا الوباء؟

- أكرر، كلنا نعلم أن مصر واجهت الجائحة، وكان لا بد من تضافر جميع الجهود، بما فيها القطاع الخاص، وهو واجب قومى ووطنى، ووزارة الصحة كانت تعمل ليل نهار، وفتحت مجالاً للقطاع الخاص للدخول والمشاركة، ولكن هل المطلوب منها أن تكون رقيباً على ضمير أصحاب المستشفيات الذين استغلوا الجائحة لتحقيق مكاسب كبيرة حتى ولو كانت على حساب المريض؟ هذا ليس معناه أن كل مستشفيات القطاع الخاص مدانة، فهناك من قدم الخدمة والتزم بهامش الربح أو التسعيرة المحددة، وهناك أخرى فتحت أبوابها لاستقبال المرضى دون استعدادات، وهؤلاء يجب محاسبتهم.

الحديث الآن لا ينقطع عن احتمال حدوث موجة رابعة لوباء كورونا.. فكيف تقيّم الموقف؟

- الحديث عن ظهور أو حدوث موجة رابعة يجب أن يستند لتحليل دقيق، فمنحنى انخفاض الإصابة بدأ فى أغسطس 2020، وكانت لا توجد وفيات، وتم تسجيل 5 حالات إصابة، ثم بدأ الصعود فى نوفمبر من العام الماضى، وقبل نهاية العام سجلنا أعلى إصابات فى ديسمبر، لنصل إلى الذروة مع بداية يناير، وتم تسجيل أكثر من 1400 حالة يومياً، ليبدأ هدوء نسبى فى فبراير، إذاً الفيروس يسجل موجات من الانخفاض ثم الارتفاع ثم الذروة، وبالتالى التخوف من «الموجة الرابعة» صحيح، ولكن مع مراعاة أن الفيروس مؤخراً كان انتشاره أسرع، لكنه كان أقل حدة، وساهمت التطعيمات فى تقليل حدة الأعراض حال الإصابة.

حديثك يعنى أننا على أعتاب موجة رابعة.

- نعم، ويجب الاستعداد، ولكن علينا الانتباه أن حدوثها سيكون أقل حدة، ولكن أكثر انتشاراً، وستتزايد الإصابات ما لم نلتزم بالإجراءات الاحترازية.

كيف ترى الأسباب؟

- التحورات السابقة أضعفته كثيراً، هذا بجانب ظهور عدد لا بأس به من اللقاحات، وحصلنا منها على 5.5 مليون جرعة، ما سيؤدى إلى تقليل فرص الإصابة، فضلاً عن أن الأشخاص الذين حصلوا على التطعيم نسبة تعرضهم للفيروس ستكون أقل حدة عن الآخرين.

ما تقييمك لتعامل المواطنين مع الفيروس حتى الآن؟

- مؤسف، والملاحظ منذ بداية يوليو أن المواطنين تناسوا «كورونا»، و«كنا بنقول بلاش السلام بالإيد.. الآن أصبح السلام بالقبلات والأحضان، ومن يرتدى الكمامة هو الغريب، والعادى أنه لا أحد يرتدى الكمامات سواء فى الشارع أو المواصلات العامة، وأقول يا مصريين: يجب الانتباه لخطورة المرحلة المقبلة حال حدوث الموجة الرابعة».

ما الموعد المتوقع لظهورها؟

- الموجة الرابعة ستبدأ مع سبتمبر المقبل، ولا بد من استمرار التباعد الاجتماعى فى المدن الشاطئية والسواحل، و«لا أقول انغلقوا، ولكن يجب التعايش مع الفيروس لاستمرار حركة العمل والتجارة لكن بحذر من خطر قادم، فالمصافحة والعناق كارثة».

هل تواجه بعض الدول الآن شراسة فى الموجة الرابعة؟

- فى أغسطس أصبح هناك تزايد فى الأعداد، وتحديداً فى الهند وفيتنام وكازاخستان وجنوب أفريقيا وموريتانيا وإثيوبيا والبرازيل، وهناك 3 دول زادت فيها الأرقام بشكل واضح وهى: «اليابان وبريطانيا وأمريكا»، رغم حصول مواطنيها على تطعيمات.

وماذا عن لقاحات «كورونا» ومدى تأثيرها فى خفض تداعيات الإصابة بالفيروس؟

- لدينا 7 لقاحات أدت إلى تغير فى العالم كله، وذلك على مستويين؛ أحدهما: يتعلق بأعداد الإصابة، والآخر: فى تخفيف حدة الأعراض، وفى مصر بدأنا فى يناير الماضى توفير اللقاحات للمواطنين.

وحتى هذه اللحظة هناك 5 ملايين، و340 ألف جرعة، بحسب الإحصاءات الرسمية، ومن حصلوا على الجرعة كاملة «جرعتان» مليون و640 ألفاً، أما من حصلوا على جرعة واحدة فهم 3 ملايين و700 ألف، ولا بد من وجود مسافة زمنية فاصلة بين تعاطى الجرعتين، وهو أمر متعارف عليه عالمياً، الأهم من ذلك أن 28.5% من تعداد سكان العالم حصلوا على جرعة واحدة، وهناك مليار و140 مليون نسمة حصلوا على جرعتين، وإجمالى الجرعات بالعالم 4 مليارات و180 مليون جرعة، وبالتالى من المتوقع أن تكون حدة هذه الموجة ضعيفة، ويومياً جميع دول العالم تعطى 39 مليوناً و700 ألف جرعة، والدول الفقيرة نسبتها ضعيفة فى الحصول على اللقاح، وبالتالى تحتاج إلى دعم مادى وصحى.

مصر موجودة فى مركز جيد عالمياً بالنسبة للحصول على اللقاحات.. و«زى ما الريس قال إحنا مش أقل من أى دولة» 

ماذا عن مركز مصر فى الحصول على اللقاحات؟

- مصر موجودة فى مركز جيد عالمياً، ووزارة الصحة تعاقدت مع جميع شركات إنتاج اللقاحات، والقيادة السياسية كانت لديها نظرة ثاقبة فى أن تكون الدولة هى المتحكمة فى عملية استيراد أو إنتاج اللقاحات، و«زى ما الريس قال: إحنا مش أقل من أى حد أو أى دولة، وبالتالى مصر اتخذت القرار وأصبح الحصول على الأمصال مجاناً للمصريين وغير المصريين».

متحور «دلتا بلس» موجود ولكن غير معروف متى سيظهر فى مصر.. وعلينا الأخذ بالإجراءات الاحترازية والتباعد الاجتماعى

كثر الحديث والتشكيك عن مدى فاعلية بعض الأمصال.. ما تعليقك؟

- كل التطعيمات جيدة.. والقصة كلها تكنيك تحضير الفيروس، فبعض الشركات قلدت نفس تركيب الفيروس بترتيب الأحماض الأمينية، ولكنها غير مفعلة، وبالتالى الجهاز المناعى لجسم الإنسان تعامل معها وكأنها «كورونا»، فبدأ يخرج مضادات للفظها، وهى طريقة معروفة منذ عشرات السنين فى طريقة تحضير أمصال ناتجة عن الفيروسات، بحيث يتم انتزاع شراسته، واستخدمت فى أمصال عديدة مثل شلل الأطفال والجُديرى المائى، والأمصال التى ظهرت مؤخراً والمنتجة من فيروس كورونا تمت باستخدام تكنولوجيا جديدة باللعب فى المناعة، ويحقن بواسطة mRNA، ويصنع منه المصل بنظام درجة، وهذه التجربة سريعة وقوية ونتائجها فاعلة، كحال لقاحات «موديرنا، فايزر، وجونسون»، أما لقاحا «أسترازينيكا وسينوفارم» وغيرهما فتمّا بعد إجراء تجارب سريرية كثيرة، ووفقاً للأبحاث كان هناك 50 مصلاً، أصبحت 7 فى النهاية بلقاحات فقط يتم تداولها على مستوى العالم.

إذاً أنت من المؤيدين للأمصال التقليدية.

- فى رأيى أن الأمصال التقليدية المصنعة بطريقة تقليدية هى أكثر أماناً من التى ذات تكنولوجيا جديدة، قد تكون فاعليتها قوية، ولكن لا نعلم آثارها على المدى البعيد.

ماذا عن متحور «دلتا بلس»؟

- موجود، ولكن غير معروف متى سيظهر فى مصر، ولذلك علينا الأخذ بالإجراءات الاحترازية، ولا بد من التباعد الاجتماعى.

نشر الفيروس مناخياً وجينياً وليس جغرافياً

الكلام عن أن دول آسيا تتحمل نشر طفرات من الفيروسات، أو سلالات من كورونا، كلام غير دقيق، فمثلاً الموجة الثانية من الفيروس ظهرت فى جنوب أفريقيا وليس فى دولة آسيوية، وهناك تحور آخر كان موطنه البرازيل، وهى دولة فى قارة أمريكا الجنوبية، ثم آخر تحور للفيروس قدم من الهند والمعروف بـ«دلتا بلس»، لذلك فالقصة غير مرتبطة جغرافياً، ولكن قد ترتبط مناخياً أو جينياً.


مواضيع متعلقة