الجماعات الإرهابية «بدائية فى القتل.. عصرية فى التوثيق»
![الجماعات الإرهابية «بدائية فى القتل.. عصرية فى التوثيق»](https://watanimg.elwatannews.com/old_news_images/large/269619_Large_20140920081453_16.jpg)
مقاطع فيديو ورسائل مصورة توثق جرائمهم وما اقترفته أيديهم من عنف وقتل وتنكيل بالجثث، فى سلسلة من الوقائع الدموية التى تستخدمها الجماعات المتطرفة للدلالة على كسب الجولة لصالحها، من خلال وسائل تكنولوجية حديثة تحصى وقائع استهداف الجيش والشرطة اللذين يتعففان عن مشاركتهم ذات الوسيلة وتوثيق ردود الفعل من ضربات موجعة لتصفية عناصرها ومهاجمة أوكارها عن طريق الوسائل الحديثة.
لم يسبق للجيش فى ضرباته المتوالية ضد البؤر الإرهابية فى سيناء أن نشر صوراً عن حملاته سوى تلك التى بثها فى الخامس من سبتمبر الماضى عقب إعلانه تصفية 16 عنصراً متطرفاً كرد فعل على الشريط المصور الذى نشرته «جماعة أنصار بيت المقدس»، لعمليات قتل واستهداف جنود القوات المسلحة، الأمر الذى يعتبره اللواء علاء بازيد الخبير الأمنى والاستراتيجى، نوعاً من التحفظ من قبل إدارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة فى نشر الصور المؤلمة للدماء والجثث مراعاة للبعد الإنسانى، «الإرهابيون لا يراعون حرمة الموتى، لذا يقدمون على بث الفيديوهات دون وعى لغرض وضيع فى أنفسهم لكن الجيش يراعى الإنسان فى المقام الأول».
اللواء «بازيد» يتطلع إلى أن توثق القوات المسلحة ضرباتها ضد الجماعات الإرهابية بالفيديو والصور لتعضيد حربها ضد الإرهاب، وبث روح الطمأنينة فى قلوب المصريين والنيل من معنويات الإرهابيين، ويضيف: «البعد الأمنى أيضاً فى اعتبارات القوات المسلحة، وتخشى نشر صور المطاردين بعد تصفيتهم والتأكد من بياناتهم حتى لا تثير البلبلة والأقاويل، لأن الجيش لا ينجرف وراء التصرفات الصبيانية».
بُعدان نفسيان أيضاً وراء حرص الجماعات المتطرفة على توثيق جرائمها بالوسائل التكنولوجية الحديثة ونشرها على العامة، أولهما استعادة الثقة بالنفس، وثانيهما التشفى وإلحاق الضرر بالمعنويات، بحسب د.أحمد عبدالله «أستاذ الطب النفسى بجامعة الزقازيق»، مضيفاً «بث مقاطع الدماء والقتل والجثث نوع من إحداث الأثر النفسى، فهم يقومون بكل جرائمهم من أجل هذه اللحظة، ويطوعون التكنولوجيا فقط لخدمة التطرف».