«عاوز أشرب قبل ما أموت».. «التضامن» تنقذ «عم محمد» من الموت جوعا وعطشا
4 أيام دون طعام أمام المستشفى.. وملابسه لا يوجد بها سوى على رقم تليفون
![المسن أثناء تعامل فريق الانقاذ معه](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/1083985211628493501.jpg)
المسن أثناء تعامل فريق الانقاذ معه
أيام عديدة افترش فيها أرصفة الشوارع، وقضاها متنقلا من واحد إلى آخر دون مأوى، حتى خارت قواه وأنهكه التعب، فقادته قدماه نحو مستشفى جامعة الزقازيق، آملا أن ينقذه أحد، وما إن وصل إلى أحد أبواب المستشفى، حتى افترش «عم محمد عاشور» الذي يقترب عمره من 70 عاما، الرصيف أمام المستشفى، وجلس ينادي بصوت هزيل «عاوز أشرب قبل ما أموت».
أحد المارة رأى «عم محمد» جالسا تحت قيظ الشمس، بدت عليه علامات المرض الشديد والهزال، وعلى الفور هاتف مؤسسة «بسمة للإيواء»، التابعة لوزارة التضامن الاجتماعي، والتي اتجهت إليه على الفور وأنقذته، حسب ما قال إيهاب جودة، رئيس مجلس إدارة «دار بسمة للإيواء».
تحرك فريق دار بسمة في ساعة متأخرة من مساء السبت الماضي، في مهمة إنسانية لإنقاذ «عم محمد»، حيث اصطحبوه إلى داخل المستشفى، وبدأوا عملية نظافة شخصية كاملة له، قبل إلحاقه بالعناية المركزة، يقول جودة: «عم محمد كان بقاله 4 أيام قدام المستشفى من غير أكل، والمستشفى في البداية رفض يدخله عشان معاهوش إثبات شخصية، وبعد كده دخل بضمان الدار».
عثر فريق دار بسمة على «رقم هاتف» داخل ملابس «عم محمد»، وعلى الفور هاتف الفريق الرقم وأخبره بحالة الرجل السبعيني، فأجاب: «أعرفه، وهبقى عنده خلال 10 دقايق»، يقول مدير دار بسمة للإيواء: «بعد نص ساعة اتصلنا على الرقم تاني، والطرف التاني رد وقال إنه ميعرفش عم محمد ومش عاوز حد يتصل بيه تاني»
أجرى فريق دار بسمة الفحوصات اللازمة لـ«عم محمد»، خاصة أنّه عاش فترة طويلة في الشوارع، كما خصع لتحليل كورونا للتأكد إن كان مصابا من عدمه، وحاليا نقل إلى الدار.
كان «عم محمد» يعمل نجار موبيليا في دولة ليبيا، ثم عاد للعمل في مصر، ولديه ابن وحيد بحسب «جودة»: «حالته دلوقتي مستقرة، وبيخضع لجلسات نفسية واجتماعية مع فريق متخصص، وبنحاول نعيد دمجه في المجتمع».