«الوطن» في منزل دلال عبد العزيز.. أسطوانات الأكسجين وثقت المشهد الأخير

كتب: كريم عثمان وسمر صالح

«الوطن» في منزل دلال عبد العزيز.. أسطوانات الأكسجين وثقت المشهد الأخير

«الوطن» في منزل دلال عبد العزيز.. أسطوانات الأكسجين وثقت المشهد الأخير

في شارع الجيزة بحي الدقي العريق، وأمام برج سكني يحمل رقم 93، كان حارس العقار يجلس وحيدا أمامه، وللوهلة الأولى، ودون حاجة لسؤاله، تكتشف أن فاجعة ما ألمت به، فالرجل الذي اشتعل رأسه شيبا وخط الزمن نقوشا على وجهه، يبدو أن يعاني في صمت، جراء الخبر الذي علمه اليوم، بوفاة الفنانة الكبيرة دلال عبد العزيز، التي كانت تقيم، بصحبة زوجها الراحل سمير غانم، في هذا العقار الذي يحرسه.  

«كانت طيبة وبتحب تساعد كل محتاج.. البقاء لله»، بالكاد تخرج الكلمات من فم العجوز، بعد علمه بخبر وفاة الفنانة دلال عبد العزيز، فذاكرته لم تُسعفه لسرد كافة المواقف النبيلة التي شاهدها من تلك «الأسرة الطيبة»، وبينما كان يحاول التقاط الكلمات بصعوبة، كان يتلقى واجب العزاء من بعض المارة من الجيران، الذين كانوا يعزونه وكأنه واحدا من أسرة الراحلة.

الحزن يخيم على العقار 93 في شارع الجيزة بالدقي بعد وفاة دلال عبد العزيز

«حاسين إن اللي ماتو ناس من أهلنا»، يقول عم حسن، حارس العقار، واصفا حال الجيران في هذا المكان، الذي شهد مسيرة فنية بطلاها اثنين من أحب نجوم الفن على قلوب الجماهير، وهما الثنائي سمير غانم ودلال عبد العزيز، حيث جمعتهما شقة في هذا البرج، بعد زواجهما منذ أكثر من ثلاثين عاما، وفي ذلك المنزل فرحا بقدوم مولودتهما الأولى «دنيا» ومن بعدها شقيقتها «إيمي»، وفي المنزل نفسه صعدا معًا سلم الشهرة وذاقا حلاوة النجاح.

مشاعر الفرح والنجاح التي تشهد عليها جدران العقار السكني، تبدلت إلى النقيض تماما، ظهر اليوم، بمجرد إعلان خبر وفاة الفنانة دلال عبد العزيز، بعد أقل من ثلاثة أشهر فقط على رحيل زوجها الفنان سمير غانم، لتسيطر حالة من الحزن على المكان، فالجميع لا يردد سوى كلمة «البقاء لله».

«دلال وسمير» والسيرة الطيبة

يؤكد العجوز أن الراحلة دلال عبد العزيز وزوجها سمير غانم، كانا يتنافسان في فعل الخير ومساندة الجميع، «كانوا أول حد بيقف جنب الناس في الحزن وفي الفرح»، وهي المواقف الإنسانية التي لا تزال محفورة في ذاكرة الجيران في العقار، وفي الشارع كله، يتمتم بها أفواه الجميع في الشارع الذي يستقر به منزل الفنانة الراحلة.

أسطوانات أكسجين لا تزال في مدخل العمارة

وفي زاوية صغير، خلف باب البرج السكني، استقرت نحو أربع أسطوانات أكسجين غطاها التراب، واعتاد السكان على وجودها في هذا المكان، بينما أثارت انتباه محرر«الوطن» أثناء تواجده بالمكان، ليرد الحارس: «دي إسطوانات أكسجين كان بيتعالج بيها الفنان سمير غانم والفنانة دلال عبد العزيز بعد إصابتهم بفيروس كورونا قبل ما يتنقلوا المستشفى بعد ما اتدهورت حالتهم».

إيمي تتردد على منزل والديها باستمرار

ومنذ نقل الزوجين للمستشفى لم يشاهدهما الحارس مرة أخرى، فقط كان يشاهد «إيمي» تتردد على المنزل، من وقت لآخر، كلما احتاجت شئ من المنزل، «دايما كانت تيجي تجيب حاجة من البيت وترجع المستشفى.. بناتها الاتنين مكانوش بيسيبوها طول الوقت».


مواضيع متعلقة